الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصراع / الثورة- حلقات مركبة.

أمل سالم

2012 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


الصراع / الثورة- حلقات مركبة
1-مجموعات الضغط
I-تعتبر مجموعات الضغط (اللوبى) وسيطا بين مؤسسات المجتمع المدني والتي تمثل الشعب وبين والحكومة والبرلمان , و يمكن اعتبارها فوق مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب وتحت الحكومة والبرلمان , وحقيقة الأمر أنه حين يقوى اللوبي أو يضعف يتبعه قوة أو ضعف قرين في العلاقة والتفاعل بين مؤسسات المجتمع المدنى والأحزاب من جهة والحكومة والبرلمان من الجهة الأخرى ، واللوبي عبارة عن هيئة او جماعة قانونية منظمة تدافع عن قضايا أومصالح معينة ، ويشترط أن تكون هذه القضايا والمصالح محددة لدى السلطات العامة في الدولة ، ولذا فإن اللوبى يلعب دوراً محورياً وهاماً في الحياة السياسية.
II-قد تصل طبيعة عمل هذه اللوبيات فى بعض الدول إلى إعداد القرارات , وينحصر دور سلطات الدولة في إضفاء الصفة الرسمية عليها , ولا يطمع اللوبى فى الوصول إلى الحكم , وليس من مهامه تبرير وتجميل قرارات الحكومة والبرلمان , الذى هو دور حزبى , وخاصة إذا استلم الحزب الحكم فى البلاد , أو كان جزءاً من منظومة الحكم , هذا ما ينفى عن مجموعات الضغط صفة الحزبية السياسية .
III-تتنوع مجموعات الضغط من حيث القوة والتأثير, ففى الولايات المتحدة الأمريكية -مثلاً - نجد أن مجموعات الضغط المؤيدة للحكومة المصرية , أقل تأثيراً وأضعف من مجموعات الضغط الأخرى , كتلك المجموعات المناصرة لإسرائيل .
قد لا يعلم الكثير أن مجموعات الضغط فى الولايات المتحدة قد تكون مستأجرة من قبل الحكومات , فالحكومة المصرية تعاقدت شهرياً بقيمة 90 ألف دولار أمريكى مع ما يعرف بمجموعة PLM والمكونة من اندماج ثلاث شركات ضاغطة وهى :
1-مجموعة ليفينجستون ، ويديرها بوب ليفينجستون .
2-مجموعة موفيت ، ويديرها توبي موفيت .
3-مجموعة بوديستا , ويديرها توني بوديستا.
وقد مثلت الشركات الثلاثة كيان الضغط للدفاع عن النظام السابق , أمام الكونجرس الأمريكي وبالتحديد عن المعونات السنوية التي تقدم لمصر , والبالغة 1.3 مليار دولار , وكانت تضغط لكي يذهب جزءاً من المعونة غير العسكرية إلى الحكومة المصرية مباشرة وليست للمنظمات المستقلة التي تحث على الديمقراطية , فى حين أن إدراة أوباما رأت أن تربط المعونة بتحسين الديمقراطية في مصر, وقد دفعت مصر لمجموعة PLM ما يزيد عن ثلاثة ملايين دولار , منذ بدء عملها فى 2007 وحتى فسخ تعاقدها مع السلطات المصرية , عقب الهجمة التي قام بها المجلس العسكري على المنظمات غير الحكومية الامريكية في القاهرة , ورفضه السماح لموظفي هذه المنظمات بمغادرة البلاد , والتي كانت تعمل في مصر دون أن تسجل رسمياً , ومن المعروف أن ثلاث منظمات منها ممولة جزئيا من قبل الحكومة الأمريكية .
IV-يختلف الأمر تماماً بالنسبة لمجموعات الضغط اليهودية , وقبل الحديث عنها يجب أن نقر بأن الصراع الدائر بين الشعوب العربية والإسلامية من جهة وبين الحركة الصهيونية العالمية من الجهة الأخرى حالة مصيرية ، وهو صراع متشابك دينياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً ، بل وحضارية تستهدف وجود أمم , وتعتبرالطائفة اليهودية في الولايات المتحدة طائفة كبيرة , حيث يبلغ عددها ستة ملايين تقريباً ، ولها تأثير مباشر وغير مباشر على جميع الإدارات الأميركية المتعاقبة في واشنطن .
V-يمكن أن نعتبر أن أقوى مجموعات الضغط اليهودية/ الصهيونية على أعضاء الكونجرس الأمريكي منظمة إيباك (American Israel Public Affairs Committee) وهى لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية , وتم تأسيسها في عهد إدارة الرئيس الأمريكي أيزنهاور , ولا تقتصر فى عضويتها على اليهود , بل يوجد بها أعضاء ديموقراطيين وجمهوريين , ويمكن القول بصهيونيتها حسب تسميتها المبدئية (American Zionist Committee for Public Affairs ) اللجنة الصهيونية الأمريكية للشؤون العامة , وهدفها تحقيق الدعم الأمريكي لإسرائيل للوصول إلى مجموعة الأهداف التالية :
1-حماية المصالح الإسرائيلية على حساب كافة دول المنطقة والدفاع عن إسرائيل .
2-تقوية العلاقات الأمريكية /الإسرائيلية اقتصادياً وعسكرياً وإعداد جيلاً جديداً من القيادات الداعمة لإسرائيل.
3-إدانة الإجراءات الإيرانية الساعية للحصول على التكنولوجيا النووية وموقفها المنكر للهولوكوست.
4-توعية الكونجرس عن العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية.
VI-منظمة "جي ستريت":
منظمة غير نفعية تقبل في عضويتها اليهود وغير اليهود , ولها مانحون من العرب والمسلمين الأميركيين , تتبنى فكرة إنهاء النزاع العربي الإسرائيلي بالطرق الدبلوماسية والسلمية , تأسست فى أبريل 2008 وتولى شلومى بن عامي منصب المدير التنفيذي للمجموعة والذى انتخب انتخب عضوا في الكنيسيت الإسرائيلي ضمن قائمة حزب العمال سنة 1996 وفي 1999 عُين وزيرا للأمن الداخلي في حكومة ايهود باراك كمسئول عن الشرطة الإسرائيلية ، وفي سنة 2000 أصبح وزيرا لخارجية إسرائيل , شغل منصب نائبا لرئيس مركز توليدو الدولي للسلام , وهو مركز عالمي من مبادئه المشاركة في منع اللجوء للعنف في المشاكل الدولية ، وتدعيم السلام في إطار احترام حقوق الانسان والقيم الديموقراطية , من مؤلفاته كتاب "خدوش الحرب، جراح السلام: التراجيديا الاسرائيلية-العربية , وعمل مستشاراً سابقاً في إدارة الرئيس بيل كلينتون للشؤون المحلية .
ويضم المجلس الاستشاري أيضاً عدداً من الشخصيات السياسية والأكاديمية , مثل دانيال ليفي أحد مهندسي مبادرة جنيف , والسفير الأميركي السابق لدى إسرائيل صموئيل لويس ووكر , والسناتور السابق لينكولن شافي , ودعمت المجموعة بقوة من قبل الملياردير جورج سوروس الذي انضم لها لفترة وجيزة .
تسعى المجموعة إلى تغيير السياسة الأميركية تجاه منطقة الشرق الأوسط والنزاع العربي الإسرائيلي نحو الطرق الدبلوماسية والسلمية , وتؤمن بحق إسرائيل في وطن آمن وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة , وتختلف عن الايباك فى معالجة القضايا التالية :
1-ترى أن حل الدولتين هو أفضل طريق لإسرائيل آمنة ولإنهاء الصراع الإسرائيلى الفلسطينى .
2-الوضع النهائي للقدس يجب أن يتم في إطار اتفاق عبر التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
3-تعتبر أن سياسة الإستيطان أضرت بإسرائيل ولذا يجب إعادة النظر فيها .
4-إعادة النظر فى المبادرة العربية كمناط اسناد للوصول إلى سلام دائم فى المنطقة .
5-حل الملف الإيرانى بالطرق الدبلوماسية مع عدم ممانعة فرض العقوبات .
VII-أحدث تكوين جى ستريت انقساماً واضحاً فى الأوساط الإسرائيلية بين مؤيد ومعارض , فحين أيدها البروفيسور إزراحي أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة العبرية , وأعتبرها كياناً موازياً لايباك التى وصفها بالمتشددة والمساندة لليمين الإسرائيلى , فى حين اعتبر أن جى ستريت جاءت وليدة الانتقادات القاسية التي يتعرض لها اليمين الإسرائيلي الحاكم في أميركا والعالم , وتوقع أنها ستساعد حركة السلام الإسرائيلية , وأن تحرم اليمين الإسرائيلي من الدعم الفوري التقليدي للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة , ونجد معرضة قوية لها من قبل الوزير الأسبق يوسي سريد (ميرتس) وشكك بقدرة “جي ستريت” على منافسة "إيباك , رغم مشاركة مائة ألف يهودي أميركي بعضويتها , وقد حملت أوساط يمينية إسرائيلية على “جي ستريت” , واعتبرت أن إسرائيل ليست بحاجة لها ولدعمها , واتهمتها برؤية مشوهة للشرق الأوسط , وشبه ليبلر رئيس الكونجرس اليهودى العالمى مؤيدي “جي ستريت” بالشيوعيين اليهود " اليهود الخونة " الذين هتفوا لستالين حينما أعدم يهودا آخرين وقال إنهم يشاركون في شيطنة ونزع شرعية دولة اليهود .
VIII-خاتمة :يمكن القول أن صراعاً يهودياً/ يهودياً تشكلت قواعده بنشأة مجموعة جى ستريت , وخاصة أن جى ستريت تعتمد على ألف من الحاخامات ، تقريبا كلهم أعضاء في التيار الليبرالي ، وهم صلة الوصل بين "جي ستريت" ومجتمعاتهم اليهودية المحلية, كما أنها أدانت الحملة "النارية والعنصرية" لوزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان ، الأمر الذي تسبب في حالة عداء شديدة له ، حالت بينه وبين زيارة واشنطن , وإذا تمكنت "“جي ستريت” " من اجتذاب الجهات المانحة لزيادة موازنتها , مقابل موازنة ضخمة للإيباك تقدر ب 80 مليون دولار لسنة 2010 , يمكن القول بذلك فى وجود الملياردير جورج سوروس , ويمكن الوصول إلى ذلك عبر دول عربية بترولية , لها مآربها فى ذلك , وحين ذلك يمكن أن نعتبر أن صراعاً ما يدور فى الولايات المتحدة الأمريكية , وأن هذا الصراع له مردوده فى بلدان الربيع العربى .
مصادر: 1-تقارير قناة الجزيرة.
2-ويكيبيديا، الموسوعة الحرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين أنستغرام والواقع.. هل براغ التشيكية باهرة الجمال حقا؟ |


.. ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34388 منذ بدء الحرب




.. الحوثيون يهددون باستهداف كل المصالح الأميركية في المنطقة


.. انطلاق الاجتماع التشاوري العربي في الرياض لبحث تطورات حرب غز




.. مسيرة بالعاصمة اليونانية تضامنا مع غزة ودعما للطلبة في الجام