الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى (قناة المستقله): لنتعلم احترام الرأي الآخر اولا

انيس الامير

2005 / 3 / 5
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


تعرض قناة( المستقله) بين الحين والآخر حوارات( صريحه) تتناول على الاغلب مواضيع في الفقه والشريعه والتراث الديني الاسلامي وتستضيف القناة لهذا الغرض ( ممثلين) لتيارات فكريه او مذهبيه لها وجهات نظر متضادة في الموضوع قيد البحث. ولقد عرضت (المستقله) في هذا السياق سلسله من الحوارات حول (تراث ابن تيميه) ثم حول ( فقه موسى ابن جعفر) وقبلهما مناطرات حول الخلاف الفقهي بين ( الشيعه والسنه).
وتسعى ( المستقله) من خلال هذه الحوارات وفي محاولات ساذجه رغم حسن نواياها لتقريب وجهات النظر بين مختلف مذاهب وطوائف المسلمين وصولا" الى ( الوحدة المنشوده) . وللأسف الشديد فأن النتائج التي تتمخض عنها هذه الحوارات هي على الاغلب المزيد من الفرقه والتباعد في وجهات النظر . ان مثل هذه النتيجه متوقعه على خلفية التخلف الفكري لمجتمعاتنا العربيه والاسلاميه التي لم تتعلم لحد الآن ( ثقافة الحوار) واحترام الرأي الآخر ولازال مثقفينا اسرى انغلاق فكري يقود على الدوام الى الاصرار على المواقف وعدم تقبل الرأي الآخر. ومن البديهي في ظل هذه المناخات فان العلامه او الشيخ( فلان) والباحث( علان) لا يستطيع ان يعلن امام الناس عدم صواب قناعاته الفكريه وخطأ المدرسه الفقهيه التي ينتمي اليها والتي افنى حياته في تشبع ودراسة تراثها الفكري وان يعلن في نفس الوقت صواب منهج ( خصمه) في الحوار. ولا تؤدي هذه الحوارات والمناظرات الى حداث المزيد من الشقاق والفرقه بين الناس فحسب بل هناك المثل السيء الذي يضربه محاورو قناة ( المستقله) في عدم احترام الآخر من خلال المهاترات التي تصل الى حد الشتائم والسباب التي تشمئز منها النفوس والتي غالبا" ما نسمعها في هذه الحوارات من اناس يفترض ان يكونوا القدوه للآخرين.
وعلى ضوء معلوماتي فأن محاولات التقريب بين المذاهب الاسلاميه ليست جديده بل كثيرا" ما روج لها البعض في الماضي القريب والبعيد لكنها لم تثمر عن شيء يذكر ويبدو ان الخلل يكمن في اساس فهم هذه الدعوه ( التي انا لست ضدها على الاطلاق). فالاسئله التي تطرح نفسها : ماذا نعني بالتقريب؟ وما المشكله في وجود اراء وتفسيرات ووجهات نظر مختلفه ازاء هذه القضيه او تلك؟ ولماذا يتحتم علينا ان نتطابق في وجهات النظر؟ الا نستطيع ان نتوحد ونتعايش في ظل الاختلاف مهما كان كبيرا"؟
ان الاجابه على هذه الاسئله ينبغي ان يقودنا الى ارساء مناخ فكري وثقافي صحي يرتكز على الاسس الآتيه:
1- ان الدين والعقيده هي مسأله تدخل ضمن الحريه الشخصيه للانسان ولا ينبغي بأي شكل من الاشكال التدخل فيها من لدن أي جهة وينبغي على الجميع الدفاع عن حق الآخرين في الاعتقاد وممارسة او عدم ممارسة شعائرهم الدينيه الا اذا كانت هذه الطقوس تتعارض مع حريات الآخرين.
2- ان التعدد والاختلاف في الاراء هو ظاهره صحيه وليست ظاهرة سلبيه ينبغي التصدي لها من خلال ما يسمى بـ (التقريب).
وعلى اساس ما سبق اتمنى على قناة( المستقله) وغيرها من وسائل الاعلام ان تركز جهدها الاعلامي على موضوع حرية الاعتقاد وان تسهم في اشاعة ثقافة احترام الرأي الآخر ولكن ليس من خلال المناظرات والحوارات التي اعتدنا على مشاهدتها والتي هي اقرب الى حلبة ملاكمه منها الى فضاء حوار والتي تشبه الى حد ما برنامج (الاتجاه المعاكس) سيء الصيت. ختاما" اود ان أشير الى ان امكانية عرض العلامات المضيئه في تراثنا الثقافي العربي والاسلامي من خلال استضافة المختصين في هذا الموضوع وعرض المؤلفات الرصينه في هذا المجال كمؤلفات طه حسين وهادي العلوي وحسين مروه واحمد عباس صالح وكتابات رشيد خيون وعشرات غيرهم وكفانا مجادلات بشأن زواج المتعه وغيرها من القضايا ولننصرف لما يطرحه واقعنا العاصر من مشاكل وتحديات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسل الجزيرة يرصد توافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى ل


.. مقترح لحظر بيع السجاي?ر للمولودين بعد عام 2009 في تركيا مدى




.. مناسك الحج.. الجزيرة ترصد توافد الحجاج لرمي جمرة العقبة في أ


.. تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حزب الله -أبوطالب- في مدينة ج




.. تقرير استخباراتي أميركي يكشف حجم الخسائر المادية بالبحر الأح