الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحافة الفلسطينية والولاء الأعمي …

نافزعلوان

2012 / 10 / 17
القضية الفلسطينية


لانستطيع ولا يستطيع أي مطلع علي أحوال الصحافة والإعلام الفلسطيني إلا وأن يشعر بالأسي والحزن علي ما يعانيه الإعلاميون لدي الطرفين علي حد سواء. في الضفة نجد الكتاب والصحفيين وعلي ما يبدوا وأنهم يحاولون قدر جهدهم أن يقوموا بتلميع وتحسين صورة السلطة وصورة السيد محمود عباس في محاولات تقترب كثيراً في الشبه من إعلام مبارك قبل أن تتم الإطاحة به وكانت النتيجة أن سقط نظام مبارك ووجد كل الكتاب والإعلاميين الذين كانوا منخرطين في جوقة مبارك، وجدوا أنفسهم في ورطة وحرج من مواجهة الشعب بعد سقوط مبارك، كيف سيبررون مقالاتهم وكيف سيبتعدون بأنفسهم مما كتبته أقلامهم عن مبارك وعن جمال مبارك في محاولات مستميتة لعمليات تجديف إلي الوراء لعلهم بهذا بستطيعون العودة إلي مواقعهم وقرائهم قدر المستطاع وقدر الإمكان. هناك منهم من أخذها من قصيره وقاموا بمغادرة البلاد إلي غير رجعة ربما لأن ماكتبوه كان أحد مسببات إفشاء البلاء في البلاد وكان ما كتبوه غش صريح وكذب صارخ لم ولن ينفع فيه أي عملية إعتذار أو حجة يتحججون بها إلا اللاهم أنهم كانوا مجبرين علي ما قالوا وما كتبوا إلا أنهم وجدوا أن الشعب يعلم أنهم كانوا منتفعين من النظام ومجرد المحاولة للتنصل من ذلك ستؤدي بهم إلي محاكمات علنية تنسف كل من كان له تاريخ في عالم الصحافة، فكان السفر والإبتعاد عن الأنظار هو الحل الوحيد.

وهناك من الكتاب من لعبوا علي الحبلين، قاموا بنقد السلطة ولكن في نفس الوقت كانوا يقبلون يد الرئيس ووزير الإعلام بدون حياء أو خجل وفي مخالفة صريحة لما كتبوه البارحة، وهذا من يطلقون عليهم لقب المعارضة الموظفة أو بمعني أوضح هم يكتبون مقالات تنتقد الحكومة بإتفاق مسبق مع الحكومة بطلب من الحكومة وذلك لكي تخرج الحكومة بالشكل الديموقراطي الذي تدعيه الحكومة للناس وللعالم، هؤلاء لا زالوا موجودين علي أساس أنهم كانوا يكتبون ضد الحكومة ورغم ذلك تم إقصائهم لأن الشعب يعرف الوجه الحقيقي لهؤلاء ومحاولاتهم المستميته أن يقنعوا الشعب والقراء بعكس ذلك ذهبت وتذهب كل يوم هباء الرياح وكل محاولة يقدمون عليها لتحسين صورتهم تقوم بتوسيع الفجوة بل وتوغير الصدور ضدهم إلي الحد الذي أوصل بعضهم إلي طلب الحماية من الحكومة الحالية لأن بعضهم أصبحت تصلهم تهديدات إلي أماكن سكنهم والبعض يتم الإعتداء عليهم في الشوارع وعلناً.

الخوف علي الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين من هذه النهاية، ونحن هنا بالمناسبة نتحدث عن الصحفيين والإعلاميين لدي الطرفين ولا نعني فقط الإعلاميين المنخرطين في جوقة السلطة الفلسطينية بل ونعني حتي الكتاب الذين ينفخون في صورة حركة حماس بشكل أعمي، المهم، نخشي علي هؤلاء الإعلاميين من نهايات أسواء بكثير من النهايات التي وصل إليها الكثير من كتاب الحكومة كما يطلق عليهم في مصر وتونس وليبيا وسورية. وعلي الرغم من أننا لا نملك مخزون من هؤلاء الكتاب أو حتي الإعلاميين بمعني الكلمة ومن هم لدينا هم أقرب من مجرد هواة منخرطين في العمل الكتابي إما من أجل التسلية أو من أجل تحليل المبلغ الذي يقبضونه من منظماتهم وحركاتهم المختلفة. هؤلاء لا ولن يحزن عليهم الشعب الفلسطيني ولكن هناك من هم كتاب حقيقيون وإعلاميين بمعني الكلمة وقعوا للأسف ضحية للحاجة أو تم إغرائهم بمناصب ومراكز حسبوا أنها مناصب حقيقية ومراكز في دولة حقيقية كان من السهل عليهم لو إبتعدوا بأنفسهم عن المشهد الحقيقي لأكتشفوا أنهم يخوضون ويزجون أنفسهم في خدعة لسرعان ما ستنقلب عليهم وسيدفعون ثمنها غالياً. هؤلاء نحزن عليهم وكنا نحب أن ننأي بهم عن تلك النهاية.

كيف يعتقد كتاب وإعلاميين سلطة رام الله وكتاب وإعلاميين حركة حماس في قطاع غزة أنهم يقومون فعلاً بعمل وطني أو حتي أنهم يقدمون رسالة مهنية شريفة حتي للذين يكتبون لهم ومنخرطين تحت ألويتهم؟ ألا يوجد بينهم عاقل واحد ينظر إلي ما هو العالم سائر إليه من تحرر وإطلاع علي بواطن الأمور؟ هل فكروا للحظات إلي أين سيذهبون وأين سيختبئون من بطش الشعب بهم عندما يستفيق الشعب في جزئيه المنشقين اليوم ويقوم العالم بنزع وإزاحة الغشاوة عن أعين الشعب في الضفة وفي قطاع غزة ويعلم الجميع أن الحركات والمنظمات ما هي إلا ظواهر ديكتاتورية مؤقتة لن تلبث إلا أن تزول، أين سيذهب هؤلاء بأنفسهم وإذا كان لهم أوطان سيذهبون إليها بعد أن طبلوا وزمروا وزيفوا لشعب هذا الوطن، إذا كان لهم أوطان أخري ونعلم ويعلمون أن معظمهم من حملة الجنسية الأمريكية والكندية والأردنية فلماذا يفعلون بالشعب الفلسطيني ما عجزت عن أن تفعله حتي إسرائيل في زرع الفرقة والشقاق بين أبناء الشعب الواحد؟

لا فرق بين اللص والنصاب وقاطع الطريق وبين هؤلاء الكتاب والإعلاميين الذين يدعون أنهم أبناء لهذا الوطن وأنهم حريصون علي مصالحه وهم في الحقيقة حريصين علي أرصدتهم البنكية وحتي لا نظلمهم جميعاً هناك منهم من هو حريص علي حياته وحتي هؤلاء كان شرف الموت لهم أفضل، لا فرق بين اللص الذي يسطوا عليك في عتمة الظلام وبين من يقوم بإقناعك أن تسير في الطريق الذي يتربص لك فيه اللصوص لسرقتك لا فرق علي الإطلاق.


نافزعلوان لوس أنجليس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رغم البعد
فرج الله عبد الحق ( 2012 / 10 / 17 - 12:46 )
رغم انك تبعد آلاف الكيلومترات عن فلسطين فإن وصفك ينم عن معرفة كاملة بالوضع وحديثك عن الصوص هو توصيف ممتاز لما يحصل عندتا


2 - رغم البعد
فرج الله عبد الحق ( 2012 / 10 / 17 - 12:47 )
رغم انك تبعد آلاف الكيلومترات عن فلسطين فإن وصفك ينم عن معرفة كاملة بالوضع وحديثك عن الصوص هو توصيف ممتاز لما يحصل عندتا

اخر الافلام

.. هل وقعت جرائم تطهير عرقي في السودان؟ | المسائية


.. اكلات صحية ولذيذة باللحمة مع الشيف عمر ????




.. عواصف وفيضانات في العالم العربي.. ظواهر عرضية؟


.. السنغال: 11 مصابا في حادث خروج طائرة من طراز بوينغ عن المدرج




.. الجامعات الإسبانية تعرب عن استعدادها لتعليق تعاونها مع إسرائ