الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ميزان السلوك

بشرى العزاوي

2012 / 10 / 17
حقوق الانسان


منذ ان احتلت بغداد 2003 وليومنا هذا شهد المجتمع تغير في الكثير من قيمه واخلاقه , إذ بات البعض يتمادى على الآخرين ويتعدى حدود التربية ,التي كانت يوما ما هوية وسمة الفرد ,وبها كان يحُترم ويشار إليه بالبنان لنبل أخلاقه وسمو تربيته , لكن للأسف إن بعض النفوس تغيرت حيث سمح البعض لنفسه العبث مع الآخرين وخدش مشاعرهم بكلمات نابية لا ترضي الله كل ذلك لأجل تحقيق غاية أو مصلحة معينة دون الاكتراث لنفسية الاخرين , وان سبب ذلك افتقار البعض إلى التربية الصحيحة اذ نراه يتخبط في سلوكياته المشينه دون خجل , ونجد الحياء قد أزيح من جبينه والذي بدونه يباح لهم الأفعال وحسب القول المأثور ( إن لم تستحِ فاصنع ما شئت ) فالحياء سمة من سمات الأخلاق فبزواله سيختل ميزان السلوك وبالتالي سوف يؤثر على غيره بتصرفاته وبكلامه معهم, وللأسف الشديد أرى اليوم سمات كثيرة قد اختفت من مجتمعنا وبات الكثير يتجرد من الخلق وينحرف عن مسار تربيته وأصبحت المصلحة الشخصية تتصدر النفس البشرية التي تسعى لتحقيقها حتى لو اضطرت تلك النفس الدنيئة لتحطيم إنسان فغايتها ستكون الأهم, لكنها بالتأكيد ستكون الخاسرة في نهاية المطاف, لذا على الفرد السير على نهج وتربية صحيحة وان لا ينحرف عن مسارها مهما مر به من ظروف لان احترام الآخرين تكون لما يحمله من خلق و صفات تجبر المقابل أن يضعها نصب أعينه ويكرمه عليها ويقدر وجوده حتى في غيابه وهذا في رأيي أجمل ما يكون عندما يتكلم الآخرين عنه بكل طيب ويترحموا لوالديه بقولهم (رحمة الله على والديه على التربية الحلوة ) فمن الجميل أن يتلفظوا بالرحمة للوالدين الذين تعبوا في تربيته فهذا أفضل بكثير من ذمهم ولعنتهم فضلا عن رضا الله عنه وهذا فضل يتبارك به العبد, وعلينا أن نقتدي بخلق الرسول الأعظم (ص ) والسعي إلى التسلح بصفاته النبيلة في زماننا هذا الذي يحتاج منا إلى إيمان وإرادة وجهد اكبر للتصدي لكل ما هو دخيل من سلوك و عادة وثقافة طرأت على مجتمعنا بعد دخول المحتل للعراق, وعلى الجميع تحمل المسؤولية بدءً من الأسرة, فعلى الآباء غرس القيم الصحيحة والثقافة التي سوف تساعد الفرد على التعامل مع الآخرين وفق معايير معينة لا يمكن له تجاوزها لكي لا يفقد أخلاقه, وبنفس الوقت على الجميع احترام حريات الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم الخاصة,وان لا نضع أنفسنا موقع المصلحين ونحن بحاجة إلى إصلاح, وان لا نكترث لأقوال الآخرين مادمنا واثقين من أنفسنا فالثقة بالنفس هي الطريق الوحيد للوصول إلى بر الأمان.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #