الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متلازمة الدين والسلطة

أحمد عفيفى

2012 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لقد رأينا على مدار أكثر من عام ونصف إستخدام إسم الله فى كثير من الأمور التى لا علاقة لها بالدين الإسلامى فى ذاته، بل انتشار إستخدامها فى النشاط السياسى فى مصر على سبيل المثال فى الدعاية السياسية وجذب التأييد والتعاطف لبعض المواقف التى ربما تتفق مع مصالح بعض الاطراف ابتداءا من الاستفتاء على التعديل الدستورى بنعم أو لا و أخيرا وليس بآخرا احداث سياسية كبيرة مثل الإنتخابات التشريعية والرئاسية التى اشترك بهم كلاعب رئيسى دائما تيار يعرف بالإسلام السياسي والذى كون قطبيه الإخوان المسلمون من ناحية بزراعها السياسية "حزب الحرية والعدالة" وبعض القوى السلفية التى نظمت نفسها سياسيا فى "حزب النور السلفي" هذا بالطبع بجانب بعض التيارات الدينية التى تعود لأصول جهادية وسلفية التى كونت العديد من الاحزاب الصغيرة وحزب تكلم عن الإسلام المعتدل كحزب الوسط ذى الصبغة المدنية الذى كان تحت التأسيس من قبل الثورة بسنوات، واستخدام الدين فى الأغراض السابق سردها وتلوية طريقه لخدمة اهداف جماعات بعينها يضرب لنا المثل لإستغلال الدين فى السياسة.
وربما نرى فى التاريخ منذ بداية الأديان المعروفة كيف أستخدم الكهنة والقساوسة والدعاة لخدمة الحكام واستمرار سلطتهم وتسكين شعوبهم واستمرار أديانهم ومذاهبهم وتقويتها بتقوية البلاد التى تأخذ بهذه المذاهب وبالتالى استمرار رجال الدين انفسهم وإضفاء هالة من القدسية عليهم، واحيانا ما تزايد ذلك بدخول بعض رجال الدين من ناحية السلطة الروحية على الشعوب الى السلطة السياسية بشكل مباشر مثلما حدث فى بعض الإمارات الأوروبية فى الماضى من تدخل الكنيسة فى إختيار بعض الأمراء.
وفى بلاد الشرق نرى النموذج الايرانى حديثا بعد الثورة على دولة الشاه التى عرفت بالثورة الاسلامية و تحكم رجال الدين بالسلطة واختيار الحاكم وسقوط ايران تحت وطأة الحكم الدينى بشكل مباشر كما حدث قبلها التحالف الشهير بين الأمير محمد بن سعود والداعية الدينى محمد بن عبد الوهاب فى الجزيرة العربية اللذين اتفقوا على أن تتم الدعوة لفكر بن عبد الوهاب وبالتالى لحكم آل سعود بالسيف والقوة إذا لزم الأمر وتتويج هذا التحالف السياسى الدينى بظهور المملكة العربية السعودية التى حكمت بعائلة آل سعود وأخذت بالفكر السلفى لإبن عبد الوهاب حتى وقتنا الحاضر.
و كان الصراع على السلطة السياسية دائما مرتبطة بتفرع العديد من المذاهب الدينية التى تدور فى فلك احقية الحكام بالحكم من زوايا الدين لإقناع الشعوب بحق حكامهم المقدس فى تملك رقابهم والدعوة التى تنجح فى الإستمرار هى التى غالبا ما ترتبط بحاكم قوي وسلطات واسعة.
وعندما ننظر لمصر القرن العشرين منذ ثورة يناير فقد بدأت موجة جديدة من العمل السياسى فى مصر وإستخدم التوجيه الدينى بشكل فج ضد الأحزاب والتيارات السياسية المدنية التى تفتقر الى التنظيم الجيد والإمكانيات المادية والبشرية حتى أنه من لا يريد التصويت للسلفيين أو الإخوان كان يعتبر خارج عن الاسلام أو مؤيد للمسيحين أو ضد شريعة الله أو لا يرى فى الإسلام الكمال والعدالة وهذا بالطبع اختلف على حسب درجة وعى الناخبين فى كل منطقة إنتخابية وتكرر الأمر فى الإنتخابات الرئاسية وفى النهاية صار من لا يتفق مع رؤية تيار الإسلام السياسى فى مصر فهو لا يرى الله وهنا يظهر خطر احتكار السياسين الإسلامين لكل ما يتعلق بالدين والحكم على إيمان الفرد وصبغ القدسية الربانية على افعالهم وتصرفاتهم فلا يستطيع المؤمن أن يرى الله الا من خلالهم كما كانت كل النماذج التى خلطت الدين بالسياسة فأصبح الدين فى النهاية هو الوسيلة المثلى لضمان السلطة والإستمرار فيها وما يمكن أن ينتج عنه هذا المنهج من قمع حريات الأخرين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المملكه اصل البلاء
على سالم ( 2012 / 10 / 17 - 21:22 )
استاذ احمد الا تعتقد انه لولا وجود السعوديه الشؤم على كوكب الارض ماكان حالنا المروع الذى نحياه الان ,الا تعتقد ان الحبيب المصطفى وعصابته من القتله وقطاع الطرق والحفاه قد غيروا مجرى التاريخ واصبح واقعنا مزرى ومؤلم بسبب السعوديه المجرمه وتعاليم الاسلام الرهيب ,مملكه اللواط والتى اتمنى ان يحدث بها زلزال مدمر وبراكين واعاصير ودمار شديد يزيلها تماما من على وجه الكره الارضيه


2 - استاذ على
أحمد عفيفى ( 2012 / 10 / 17 - 23:49 )
لست انا كاتب هذا المقال
ولا اعرف كيف ظهر على صفحتى


3 - التنوع الثقافي مهم
عدلي جندي ( 2012 / 10 / 18 - 00:02 )
أتفق مع الكثير مما كتبته مع إضافة أنه لولا الديكتاتورية التي فرضها نظام العسكر وتوجهاتهم في فرض ثقافة تمجيد القائد والزعيم في أحلام القومية العربية أصبح الوطن وتاريخه وحضارته وعبقرية المكان ثانوي وعندما إنهزم وتحطم الصنم كانت العقول مهيأة لقبول فكرة غضب الله ولذا وجد ما يسمي بالإسلام السياسي -ليس فقط - تربة مهيأة تماما لقبول الخرافة ولن يتخلي عنها شعب مصر إلا في حال مماثلة لنكسة يونيو سيان إجتماعية أو عسكرية أو إقتصادية عندئذ يسترجع الوعي


4 - الكتاب الأشباح
عبد الله اغونان ( 2012 / 10 / 19 - 02:04 )
لست أنت الأول الذي يدعي انه هناك من يكتب باسمه فقد سبقك بها جهاد علاونة
والله أعلم
على كل حال ليس هناك فرق هذه بضاعتكم نسبت اليكم


5 - الكتاب الأشباح
عبد الله اغونان ( 2012 / 10 / 19 - 02:04 )
لست أنت الأول الذي يدعي انه هناك من يكتب باسمه فقد سبقك بها جهاد علاونة
والله أعلم
على كل حال ليس هناك فرق هذه بضاعتكم نسبت اليكم


6 - اغونان
أحمد عفيفى ( 2012 / 10 / 19 - 09:54 )
اتق الله

اخر الافلام

.. روسيا تعلن أسقاط 4 صواريخ -أتاكمس- فوق أراضي القرم


.. تجاذبات سياسية في إسرائيل حول الموقف من صفقة التهدئة واجتياح




.. مصادر دبلوماسية تكشف التوصيات الختامية لقمة دول منظمة التعاو


.. قائد سابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية: النصر في إعادة ا




.. مصطفى البرغوثي: أمريكا تعلم أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدف حر