الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلفية السياسية وإسرائيل

حميد المصباحي

2012 / 10 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ينبغي بالكثير من الحذر التمييز بين الحركات الإسلامية,فهناك سلفية نهضوية,عرفها العالم العربي,وقدمت نماذج مهمة في الإجتهاد الإسلامي والإنفتاح على الثقافة الغربية بدون مركب نقص,أو تخوف مرضي من الإحتواء المزعوم,وهناك أيضا حركات إسلامية,غير سنية جهادية,وقومية في تحرريتها,بعيدا عن التحاملات الطائفية مذهبية,غايتها تشويه النضال الوطني الذي يقوده حزب الله بلبنان,المعتبر حركة إسلامية متقدمة في قراءتها السياسية للوضع العربي,وقدمت تضحيات,كثيرة,دفاعا عن لبنان وحتى دول العالم العربي,بما فيها الخليجية التي تعاديها,والتي عملت وفق منطق التخويف المرضي من إسرائيل,غير أن حزب الله بدعم من سوريا وإيران استطاع الصمود في وجه العدو الإسرئيلي وتلقينه درسا في المواجهة وتاكتيكات الحروب الخاطفة,التي لم تعشها أية دولة من دول الخليج,باستثناء العراق وإيران,والسؤال هو لماذا تتهرب حركات الإسلام السياسي,أي السلفية الجهادية السنية من مواجهة إسرائيل؟؟
أول ما يتبادر للذهن,على الساحة الفلسطينية,هو استحضار حركة حماس والجهاد الإسلامي,وهنا لابد من استثناء هاتين الحركتين,لأنهما في صلب حركة التحرر الوطني,إلى جانب العديد من المنظمات الأخرى على الأرض الفلسطينية,مما يعني ضرورة إعادة صياغة السؤال من جديد,أين هي الحركات الجهادية الإسلامية التي تخلق مواجهات على الأرض العربية للفوز بالسلطة السياسية,في كل من السعودية والكويت والعراق وسوريا,والأردن والعديد من الدول الإسلامية الأخرى,بل حتى القاعدة وامتداداتها الإسلامية في العالم؟؟
1العدو الخارجي
اجتهدت حركات الإسلام السياسي,الجهادية,فخلصت إلى كون المواجهة الحاسمة لا يمكن التوصل إليها,إلا بعد هزيمة العدو الداخلي,وهو العربي الذي يرفض الإمتثال لتعاليم الإسلام,كما أن تملك السلطة السياسية مدخل أساسي لتعبئة الناس وإعدادهم لخوض المعركة الحاسمة,التي تتطلب إعدادا وتدريبا طويلا,فلا يمكن مواجهة العالم بقطر عربي واحد,لابد أن يتوحد العالم العربي,وتوجد به سلطة واحدة,تخضع كلها لشرع الله,وتدين بالولاء لحاكم مستبد وعادل,هو الخليفة,الذي تكون طاعته واجبة شرعا,وعلى كل المسلمين الإنصياع له بدون تردد,كانت هذه خلاصات الحركات الإسلامية,وتعديلاتها لمسارها الجهادي,بحيث امتدت حركيا لكل دور المعمور,سمحت الحروب الأفغانية لهم باللقاء والتخطيط,مع تأجيل المعركة النهائية,ضد إسرائيل,لأن تلك الإنتصار فيها يعتبر إحدى علامات اليوم الأخير,وفناء الدنيا,كانت هذه إحدى مصوغات تأجيل الصراعات ضد إسرائيل,وكانت الحركات الإسلامية الفلسطينية خارج هذه المعادلة,حتى لا تحرج أمام باقي الفصائل المقاومة.
2عالمية المواجهة
كانت الحركات الإسلامية,في خضم مواجهاتها المتعددة,في كل مناطق التوتر,تسعى لبناء تنظيم عالمي,يعمل وفق رؤية سياسية,ذات مسحات دينية,لتكون أكثر إقناعية في الخطاب الإسلامي,وقد ظهر توجهان,الأول أكد على أهمية المال,المحرك الأساسي لكل تنظيم سياسي مالي,فهو الذي به تتأهل حركات الإسلام السياسي لربح رهانات المواجهة ضد الخصوم,العلمانيين والإشتراكيين,وهنا بررت كل العمليات التي اعتبرت غير أخلاقية,من قبيل شراء الذمم,وإرشاء الطامعين للوشاية برفاقهم والإطاحة بهم,وكان هناك اتجاه ثاني,أكد على ضرورة انخراط الحركات الدعوية في الممارسة السياسية,وتجنب المواجهات المباشرة مع أنظمة الحكم القوية,وإرغانها على احترام إليات العمل الدعوي,وعندما تتقوى هذه الحركات يمكن حينها الإطاحة بالأنظمة ومواجهة العدو الخارجي وهو إسرائيل وحلفاءها من الأروبيين والأمريكيين.
3دينية المواجهة
تعتبر الحركات الدينية الإسلامية,أن الأعداء ينبغي ترتيبهم وفق دياناته والحاجة إليهم,فالمسيحي يمكن التعامل معه,عكس الملحد,الذي يعتبر عدوا مشتركا لكل الديانات,يليه اليهودي,الذي يرتبط وجوده بالمسيحية الأمريكية,ولذلك فإضعاف الولايات المتحدة الأمريكية,يمهد لإضعاف إسرائيل,التي ليمكن التغلب عليها مادامت تحت حماية الأمركان,وفي انتظار هذه اللحظات,لا ضير من نقل المواجهة إلى حدود الدول الملحدة,والمساهمة في انهيارها,أو حتى اصطدامها بالمعسكر الغربي,ليمهد ذلك بعزل أحدهما والتعجيل بمواجهات محلية تلهيهم عن مخططات الحركة الإسلامية الجهادية والسلفية السياسية,وهنا نفهم الهجمات التي قادتها القاعدة,واتجهت بها نحو الدول التي تحمي المصالح الأمريكية,في تفجيرات منذرة بانتهاء التحالف ضد الشيوعيين,الذين انهزموا في أفغانستان والعديد من الدول التي انهارت في التجربة الإشتراكية,والتي لعب فيها الإسلاميون دورا بارزا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
من هنا نفهم,لماذا هذه الحركات لم توجه فوهات بنادقها لإسرائيل,بل وتتحاشى التحريض عليها,اللهم في مناسبات مدنية كالإحتجاجات في الشوارع عندما تقبل إسرائيل على ممارسة بعض الحماقات في حق الفلسطينيين العزل.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حقيقة الحركات الاسلامية
محمد البدري ( 2012 / 10 / 17 - 22:51 )
هذه الحركات لم توجه فوهات بنادقها لإسرائيل لانها جميعا صناعة صهيونية امريكية عربية خليجية. المعيار الذي عليه الحكم علي اي حركة او نظام سياسي هو وضعية الانسان في النظرية واثناء التطبيق وفي الهدف النهائي لو حققت هذه الحركات اهدافها. ولانها اسلامية معظمها سلفي واصولي او بدوي فلا داعي اطلاقا التعويل عليها فهي ضد الانسانية وضد التقدم وضد الحداثة والتحديث بل ضد التحرر في الاساس.


2 - يجب حل احزاب الاخوان وقمعها بدون رحمة
عابر سبيل ( 2012 / 10 / 18 - 10:46 )
حمل السفير الجديد الذي اعتمده مرسي الى اسرائيل رسالة الى الرئيس الاسرائيلي مقدمة بفخامة الرئيس ومنتهية بصديقي العظيم . ان قول صديقي العظيم هو دلالة ان الشخصين يتعارفان منذ زمان مضى . وهنا اين فاسطين في خطاب مرسي بمناسبة حلول حرب اكتوبر التي انهزم فيها العرب ؟ لاشيء . اين التسابق مع القوميين بخصوص تحرير فلسطين ؟ لا شيء . ان جماعة الاخوان هي نتاج غربي يهودي لضرب الحركات القومية التحررية بالمنطقة . الم تكن اسرائيل وراء انتاج حركة حماس لمجابهة منظمة (التحرير الفلسطينية) خاصة الجبهة الشعبية والديمقراطية (لتحرير فلسطين ) . من انتج حركات (الجهاد) في افغانستان وفي العديد من الاقطار العربية ؟ اليس البنتاغون ؟
من انتج حركة الشبيبة الاسلامية في بداية السبعينات بالمغرب ومن بعدها حزب العدالة والتعمية ؟ اليس ادريس البصري ؟
لكن الغريب ان هؤلاء الانقلابيين حين تمكنوا ارادوا الانقلاب على من انتجهم ، وقد انقلبوا فعلا . منظمة الجهاد فرع المغرب ( عبدالعزيز النعماني) ( الشبيبة الاسلامية مطيع ) . والآن بنكيران الوزير الاول يهدد من البلطجي بالنزول الى الشارع ، بل يهدد الملك بمصير بنعلي . يجب حل هذه الاحزاب

اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ