الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نظفر بعودة مظفر؟؟

رزاق عبود

2005 / 3 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


بصراحة ابن عبود

من منا ، لم يشتم الحكام العرب مستفيدا من شعره. من منا لم يستمد الشجاعة، والصمود، وتحدي الضعف وهو يتذكر معلقة "البراءه"؟ من منا لم يطرب، او يشتاق، ويحب، ويتوه على انغام الريل، وحمد. من منا لم يعاتب خليله مستعيرآ :"شكد نده نكط عالضلع، ونسيت اكلك يمته".

هذا الثائرابدا، المتمرد، المتحدي، عابرآ الحدود، لتحقيق حلمه الثوري، وتجسيد جرأته البطوليه. هذا الجيفاري الذي خبر نضال اليمن، وظفار، وعربستان، واريتريا، وفلسطين، ولبنان. شتم الحكام العرب في عقر دارهم. ذاك الذي تغنت بنوحه الثكالى، والأرامل، وأخوات الشهداء. ذلك الباحث دوما عن الحقيقه والبطوله، ومنابر التحدي، ومواقع الكفاح. تحدى البعثيين، وهرب من سجونهم، وهجاهم، وعراهم . لم يستسلم لأغراءاتهم، ولم تثنه تهديداتهم. كانوا هم الخائفين من اسمه، وشعره، وحضوره الدائم.

ذلك الساحر، والمسحور بالشعر، وألأبداع، والمغرم، والملهم بأغاني الهور، واهازيج الفلاحين، وهوسات الثوار، والمنتفضين. المبدع، المتجدد. تملكه سحر الريف، ونخيل الجنوب، وبردي الهور. اي شاعر لم يحاول محاكاته، واي مبدع، لم يستلهمه، واي ثائر لم يحفظ له. انه رصاص الثوار، وخيل الزلم، وسلاح المنتفضين، وكحل المناضله، ودموع الأم، وحنين ألأخت، ولوعة الزوجه، وشوق الحبيبه. وزعت قصائده مناشيرآ تحريضيه على طول الوطن العربي، وعرضه. وحملها المتشردون زادآ لطريق الغربة .

كم نحن بحاجه، الى صوته، الى شعره، الى هجائه، الى قذفه، الى شعاراته، قصائده، لياليه، امسياته. شتائمه، وسبابه. لقد تحقق ما كان يحلم به، وناح، وتغرب من اجله. عراق بلا صدام، واعلام بلا قيود، وقصائده تردد بصوت عالي، ودواوينه تباع على ألأرصفه، وفي المكتبات، واسمه يقال بفخر في المحطات، وألأذاعات. فهل سيعود هذا البطل الغائب الحاضر. هذا المسافربالروح، ليمنحنا شعرا، و يلسعنا نقدا. يضع يديه على علة اخطائنا، واوهامنا.

توقعت من الحكام الجدد ان يدعوا الرموز! يدعوا من حملوا اسم العراق ونقله الى ألأفاق! هل ننتظر ليودعنا غريبا مثل الجواهري، والبياتي، فنتذكره، ونقدم لأهله، واصدقائه العزاء؟ لنقيم له اكبر مواكب التشييع، ونقول اطول قصائد الرثاء، او نقيم حفلات التأبين الفخمة لنضعه بعد ذلك على الرف.

اعتقد ان جماهير الشعب. الجمهور المثقف، العمال، الفلاحون، الطلبه، والشباب، الرجال، والنساء ينتظرون ذلك العاشق الثائر، والحالم المتمرد. الفارس، المطلوب من كل قتلة شعبنا، والمحبوب من كل افئدة شعبنا. نريد ان تهرع الجماهير المليونيه تستقبل وجوهنا، رموزنا، اعلامنا، علمائنا، ابطالنا، ثوارنا، احبابنا هؤلاء، الذين حملوا ارواحهم على اكفهم، من اجل العراق. اما حان ان يخرج الشعب ليحملهم على اكتافه؟

كتبت هذا قبل، ان تبدا الحمله ألأنتخابيه. وتحت حماسة المساهمه، وشغلة المتابعه، اجلت اكمال الموضوع. وسمعت بعدها أن الشاعر الكبير مظفر النواب مريضا، ولكنه خرج متحديا ألأرهاب، والمرض ليدلي بصوته. كما شاهدت بعد انتهاء ألأنتخابات لقاء مع كفاح الجواهري، وهو يرد بمراره عن سؤال حول امكانية، نقل رفات شاعر العرب ألأكبر محمد مهدي الجواهري الى العراق. بانه يفضل ألأنتظار فمن يضمن ان لا يقطع رأس الجواهري من جثته، وهو في طريقه الى النجف مسقط راسه.

وهنا ارتجف جسدي هلعآ، واعتراني الخوف، والفزع. وانتبهت كيف ساقتني حماستي الرومانسيه، وانا اجلس امام حاسوبي، في المهجر البعيد، ألأمن المطمئن، وانا احاول، ان ابعث برموز شعبنا الى الموت المحقق، او الخطف، او التفجير، او الحرق،او قطع الراس، او في اقل ألأحتملات ألأهانه المره . فحكومتنا لا تحمينا من القتله، والمجرمين. لقد استباحوا العراق امام اعين المحتلين، وبرضاهم، وبتخطيط معهم، ولغاية في نفس يعقوب. فسرقوا اثار، وتراث، وثروات شعبنا، وكنوزه. وهاهم يصفون الرموز الوطنيه، والعلميه، والثقافيه، والكوادر الوطنيه في الداخل. فهل نرسل لهم، وبسذاجه كنوزا جديده ليحرقوها، او ليقطعوا رؤوسها؟

كتب ألأستاذ نبيل الحلاج في مجلة "الغد" التي كانت تصدر في لندن. العدد 4 عام 1979 ما يلي:

"وفي مظفر النواب تتجوهر النار العراقيه لتصبح فنآ مقاتلآ يخترق المسافات والأزمنه. لقد تالق مظفر في مرحلة 14 تموز بشعره العامي العميق الصوره، والحديدي اللفظه والعباره، وفيما بعد 14 تموز بشعره الفصيح الذي تداوله العرب في اقطارهم، سرا، وعلانيه، كما يتداول الفرنسيون نشيد المارسيليز. ويظل مظفر النواب ظاهره تموزيه تجوب العالم العربي مشرفه على مآسيه بكل ابعادها، ومصادرها تفضح وتلعن، وتخرب لتقيم مكان ألأبنيه الهرمه والشرف المتداعي بناءآ جديدا لا مكان فيه للسراق والبغايا، ولا يتصدر منابر ألأفتاء في محاريبه ماسحي احذية ألأنجليز وألأمريكان .. واذا كان مظفر قد استعصى على كل مساومه، وتمرد على كل تزوير باسم اي شعار وتحت اي لون فلأنه ينطلق من وعي النبوه الذي يرفض ان يكون القمر والشمس بديلآ عن الثوره.."

فهل نرضى لمتنبي القرن العشرين ان يقطع رأسه،من جديد، بسيف قاطع طريق بين الحدود السوريه ويغداد؟؟!

ابق مكانك ايها الجبيب، ومعك الاف المبدعين، في الخارج، فانتم ثروتنا، ورصيدنا الثقافي الحي، بعد ان بدد صدام، والحواسم، والمحتلين، والغوغاء، والسلفيين، والبعثيين الجدد، وملالي ألأرهاب ثروات العراق كلها. سيرافقني تانيب الضمير ماحييت، لوعاد مظفر ليس ظافرا كصلاح الدين الأيوبي، وهو يدخل القدس. ألمفروض ان يدخل بغداد، وبساط احمر مفروش من الحدود العراقيه الى باب بيته المصادر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا داخل مستشفى إماراتي عائم مخصص لع


.. تساؤلات عن المسار الذي سيسلكه الرئيس الإيراني الجديد في العل




.. وفود إسرائيلية وأميركية في مصر.. هل الاتفاق بشأن هدنة غزة با


.. مراسلتنا: قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدتي حانين وعيترون ج




.. 5 مرشحين يدعمون القضية الفلسطينية فازوا بمقاعد في مجلس العمو