الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو- باراك والخلاف المصطنع

فايز رشيد

2012 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومن أبرزها:القناة التلفزيونية الثانية وصحيفة"يديعوت أحرونوت" عن :"خلافات حادّة" بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب إيهود باراك.السبب وفقاً للأنباء:ان الأول يتهم الثاني بتشويه سياسته لدى الإدارة الأمريكية وتحريضها عليه،حتى أنه فكّر بإقالة باراك من الحكومة الحالية. باراك كان قد زار الولايات المتحدة مؤخراً واجتمع مع المعنيين من المسؤولين الأمريكيين،وإضافة لهم اجتمع مع حاكم مدينة شيكاغو الصهيوني اليهودي دام إيمانويل،المسؤول السابق عن العاملين في البيت الأبيض والمقرب من أوباما , ومع مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دايلتون ,وفي الاجتماعين مع الأخيرين(وبخاصة المستشار) مارس التأليب على سياسات نتنياهو!.
مكتب باراك رد على ما تم نشره من خلال القول:"صحيح أن هناك خلافات بين باراك ونتنياهو،ولكن باراك في الخارج يعرض سياسة الحكومة". بدايةً فإن وزير الحرب الإسرائيلي قام بائتلاف مع نتنياهو منذ تشكيل الحكومة وعندما كان رئيساً لحزب العمل. باراك وحفاظاً على هذا التحالف شقَّ حزبه وانفصل عنه عندما صوتت غالبية اللجنة المركزية للحزب بالانسحاب من الحكومة . بعدئذ, قام باراك بتأليف حزب جديد"هعتسمؤوت: وهو حزب صغير, ووفقاً لاستطلاعات الرأي الإسرائيلية: فإنه لن يتجاوز نسبة الحسم في الأنتخابات التشريعية القادمة (أي لن يكون له تمثيل في الكنيست).
من ناحية ثانية: فإن سياسات كل منهما, متماهية مع سياسات الآخر،إن بالنسبة لتوجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران أو بالنسبة للتسوية في الشرق الأوسط(مع الفلسطينيين والعرب) أو الموقف من مشروع ميزانية العام 2013،فهما أيضاً متفقان على هذه المسألة.
معروف:أن باراك(ومنذ حوالي الشهر) طلع بخطة جديدة للتسوية مع الفلسطينيين عنوانها:"الانفصال أحادي الجانب عن مناطق في الضفة الغربية "وترتكز على: إخلاء بضع مستوطنات من تلك التي أقامها المستوطنون خارج سياق الخطة الاستيطانية للحكومة،شريطة موافقة مستوطنيها على الإخلاء. إبقاء الكتل الاستيطانية الضخمة وضمها إلى إسرائيل, والسيطرة العسكرية على مناطق في الضفة الغربية(غور الأردن وقمم الجبال العالية). ذلك وفقاً لصحيفة"إسرائيل اليوم" 25 سبتمبر الماضي.أما المستوطنات الصغيرة التي ما تزال قائمة"خلف الجدار" في الضفة الغربية, والتي يرفض مستوطنوها الأخلاء , فيمكنهم البقاء فيها مدة خمس سنوات ومن ثم يستطيعون التقرير:إذا ما كانوا يرغبون بالبقاء تحت الحكم فلسطيني . وبذلك تكون إسرائيل وفق أقوال باراك"قد احتفظت بـــ90% من المستوطنات.بالطبع ستظل"القدس الموحدة:العاصمة الأبدية لإسرائيل".وتهويد منطقتها يجري على قدم وساق. لا عودة للاجئين , لا انسحاب من كل مناطق عام 1967.لا سيادة للدولة(الحكم الذاتي في الحقيقة) الفلسطينية على المعابر ولا على الأجواء ولا على البحر ولا على المياه الجوفية،الاستيطان يتواصل ولن يتوقف.
هذا هو مضمون خطة باراك،الذي هي في حقيقتها نسخة كربونية عن وجهة نظر نتنياهو.قد يختلف الإثنان على بعض القضايا الشكلية(التكتيكية) لكنهما في المضمون والجوهر متفقان على كافة السياسات التي تنتجها الحكومة الحالية. وهما على مدى ثلاث سنوات ونصف السنة(عمر الحكومة الائتلافية الحالية ) لم يظهر على كل منهما في تصريحاته, تنافضه مع الآخر،فكل منهما صقر(وفقاً لتقييمات البعض من الذين يفارقون بين الأسرائيليين) ويُحسبان على الجناح المتشدد في لون الطيف السياسي الإسرائيلي.
يُعرف عن نتنياهو تسريباته الإعلامية في الصحافة الإسرائيلية بين الفينة والأخرى، بالنسبة للعديد من المواقف التي تتخذها حكومته: يدعو أزلامه في الحكومة لتسريب أخبارمتناقضة حول قضية معينة, فمثلا بالنسبة لتجنيد الشباب من الأحزاب الدينية: تضاربت الأنباء في اسرائيل عن موقفه منها, الا أنه فاجأ الجميع بحل" لجنة تال " المكلفة بالبحث في سن القانون المتعلق بهذه القضية . التسريبات الأعلامية يمارسها نتنياهو بهدف: ممارسة الضغوطات السياسية على الأحزاب المتحالفة معه في تشكيل الأئتلاف, من أجل اجبارها على التصويت في الحكومة والكنيست لصالح القرارات التي يتخذها.
"غضب " نتنياهو على باراك وتسريبه للأعلام, يأتي في هذا السياق،بهدف دعم الأخير انتخابياً على مستوى الشارع, ليتمكن حزبه الصغير من اجتياز نسبة الحسم في الأنتخابات القادمة , التي تم تقديم موعدها, ،وليكون شريكه في أي ائتلاف قادم.نتنياهو يوحي بأن باراك ليس ظله(مثلما يُطلق عليه في إسرائيل).استطلاعات الرأي تؤكد فوز الليكود في الانتخابات القادمة.إن التصور بوجود خلاف بين نتنياهو وباراك : هو مجرد وهم.
* * *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: المرشحون للانتخابات الرئاسية ينشطون آخر تجمعاتهم قبيل


.. رويترز: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة




.. هيئة البث الإسرائيلية: تل أبيب لن ترسل وفدها للقاهرة قبل أن


.. حرب غزة.. صفقة حركة حماس وإسرائيل تقترب




.. حرب غزة.. مزيد من الضغوط على حماس عبر قطر | #ملف_اليوم