الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وخجلت كثيرا أن أقول باني مازلت عراقي

جاسم محمد كاظم

2012 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


يقول أجدادنا الأقدمون بلهجتهم العامية " بان الوجوه تتلاقى مهما طال الزمن " وتلاقينا كما قالوا بعد أكثر من ربع قرن لفراق ظننا فيه كما قال الشاعر في عجز بيته:
" قد يجمع الله الشتيتين بعدما ...... ظنا كل الظن أن لا تلاقيا "
وان تغيرت الوجوه كثيرا بقسمات جديدة لكن الشي المميز في قسمات تلك الوجوه كان شيئا لم نألفه حكايات ظننتها أولا من نسج الخيال تسهب في وصف إنسان آخر لم نألفه أشبة بقصص قصيرة من ارض الأحلام .
قالوا متباهين وهم يقلبون جوازات سفرهم الأجنبية تضاحكوا بنسج الكلمات وإخراجها للحديث عن محل إقامتهم في دول الغربة والجليد وقلبت يداي صورا تحمل للذكرى في عمقها مساكنهم تلك عمارة المزروعة وسط الحشائش الخضراء كأنها ملعب "الكامب نو "
تكلم أولهم كيف وصلت كلمات ابنة الصغير في المدرسة الابتدائية إلى أسماع رئيس الوزراء الدنماركي بجملة تقول " افتخر بان أكون دنماركياً " خطتها أنامله على جدار المدرسة .
وقف له ضباط الكمارك في مطار "كوبنهاكن " يلتقطون معه صورا ضاحكين .
كرمته المدرسة وصفق له أطفال الفايكنك وصافحة مدير المدرسة ومعلميها باحتفال جميل .
قصة قد تكون اغرب من خيال في رأس ساكني هذه الأرض المسماة بالعراق .
صفقت يدي واحدة بأخرى مع حسرة وانأ استمع إلى الثاني الذي حضر زوجته إلام الوضع في مالمو السويدية .
موقف كارثي وقفته كثيرا مع زوجتي وان شاء القدر لنا بالسلامة لكن قصة أبو احمد اختلفت كثيرا ولم ينقبض قلبه كما انقبضت قلوبنا لان رفع السماعة وطلب النجدة في مالمو يكون أسرع من البرق لتجد نفسك تقف في صالة عمليات حديثة .
واستمر أبو احمد بحكايته وهو يرفض بعقل الشرقي المتعنت أن يتواجد رجل في صالة عمليات الولادة وان كان يحمل شهادة "البروف" من اجل إنقاذ زوجته.
طلب لم يطل كثيرا لتمتلئ الصالة بكادر طبي نسائي فقط احتراما لرغبة هذا القادم من بلاد الأعراب .
ماذا أقول هل سأصدق هذا أم أكذبة لكن أبو احمد استمر قائلا في بلاد الثلوج هذه لا وجود لرائحة السلطة لان الإنسان هناك هو السلطة بإمكانك دخول قصر الملكة و طلب مراقصتها دون أن يعترضك رجال البوليس .
واحتار لساني هل سأروي له قصتي عن ذلك المستشفى الحكومي القذر وكيف وصلت زوجتي إلى أسوار الموت وهي تعاني من نزف حول وجهها إلى لون باهت وكيف تحملت سب الأخصائية النسائية وهي تزدري هؤلاء الفقراء المراجعين لهذا المستشفى الحقير .
رُميت مثل كلب أجرب ولم تنفع معها كل توسلاتي بإدخالها صالة العمليات من اجل إضافة قنينة دم لجسدها الميت .
سكتُ وانأ استمع إلى هؤلاء الذين خلصهم القدر من بلد البلاء بطائرة العم سام قبل أكثر من ربع قرن .
يقول "ميشيل فوكو" متشائما بان الإنسان قد مات بعصر ما بعد الحداثة ليعيش اغترابه الأبدي بلا حلم بعد موت كل "اليوطوبيات" التي أوجدها عقلة .
لكن ماذا تقول لفوكو عن إنسان هذه الأرض التي لم يولد لكي يحيا ويرى النور ثم يموت من جديد .
هل تقول لفوكو أن إنسان هذه الأرض لم يرى نور الحرية التي عاشها إنسان أثينا قبل إلفي سنة تحكمه كما يقول "عبد الرحمن منيف" في "شرق المتوسط " المسوخ والجراء يلفه قيد العبودية من صرخة ولادته حتى يوم فنائه يرى بؤسه الأبدي في كل مكان يخاف سلطته وجلاوزة حاكميه اكبر من خوفه من القتلة والسفاحين .
كانت الكلمة تتكسر في تجاويف الفم تستحي أن تخرج تبحث في كل المسميات تتباهى أن تنتسب كما انتسب ذلك السويدي إلى ترابه والدانماركي إلى أقوام الفايكنك لكنها لم تجد ما تتباهى به .
تمنيت تلك الكلمة أن تكون مثل ما قالوا لأنها كانت خجلى لزمن لم يستحي من نفسه كما يقول احدهم :
" قد يخجل المرء من أفعال صاحبة ......وصاحب الفعل لا ينتابه الخجل ُ"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولا يزال البعض ..
ئاراس ( 2012 / 10 / 18 - 19:26 )
الاسمويون والسيوعيون الهاربين الى دول الغرب الراْسمالية ( الكافرة ) على الرغم من تمتعهم بالامان والعلاج الطبي المتقدم الراقي مجانا و وسائل الحياة والمعيشة المضمونة بل والرغيدة فانهم لازالو بنعتون تلك الدول با ابشع النعوت ولاا دري اماذا لا يلتجىْ اولءك الاسلاميين الى السعودية او ايران ( كل حسب مذهبه ) والشيوعيين الى كوريا الشمالية او كوبا او الصين !!...


2 - وهل تعتقد ان الخير نزل عليهم بزنبيل رباني ونحن رفض
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2012 / 10 / 18 - 19:31 )
عزيزي استاذ جاسم لاداعي للخجل هذه سنة الحياة -زرعوا فاكلنا ونزرع فياءكلون
الاصدقاء السويديين والدنماركيين وحتى الالمان لم يولدوا من بطون امهاتهم هكذا مثقفين واحرارا ومتنعمين ومحترمة كينوناتهم الانسانية-لقد كانت هذه الشعوب في طور من حياتها عصابات قطاع طرق وقتله والقبائل الجرمانية احرقت الاخضر واليابس وهي تجوب القرى والمدن ولكن نواميس الحياة جعلتهم في لحظة معينه يؤمنون ان الثروة لاتمنح ولاتنزل من السماوات-ولم تولد في ثقافاتهم -الاتكالية لاعلى-رب العالمين-ولا على صدقات الكرماء عملوا ثم واصلوا عملهم واغنوه بالعلم والمعرفة التي بدونها كان من الممكن ان يبقى الانسان جزء عضويا من الطبيعه
انا رجل ختيار واتذكر وانا واعي على الحياة العراق بداية الاربعينات بل وحتى نهاية الثلاثينات من القرن الماضي اي قبل نيف وسبعين سنه حيث لم يكن في الطريق الا البعض ممن ينتعل نعالا ولااقول حذاء وحتى بغداد لم يكن فيها الا شارع واحد جديد تاءسس بعد الحرب الاولى ولم يكن مبلطا سموه اولا يني جادسي اي الشارع الجديد ثم شارع الرشيد وانا اتذكر انني درست في العماره بمدرسة المحمودية من القصب وكراسيها تنكات هذا ليس دفاع


3 - الدكتور صادق الكحلاوي المحترم تحياتي
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 10 / 19 - 17:20 )
صحيح كل ما قلت ولوافقك علية لكنهم -كانوا- لكنهم -أصبحوا- بعد ذلك إنسان حقيقي فمتى نصبح مثلهم هذا هو السؤال أنا برايي البسيط مادام القطيع بهذا الغباء لن نصل إلى ما وصلوا ينقصنا الكثير . مشكلتنا مع الدين وحفاظه مشكلتنا مع السلطة التي تنمي الجهل وتشيعه بين اغبيائها من الجهلة اذا اردنا ان نبصر النور ونتباهى فربما نحتاج الى قرن او اكثر مع التحية والاحترام


4 - إلى خروع خروع
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 10 / 19 - 17:25 )
ما شوف مثل ما تشوف والعلة هي بالقطيع الذي لن يصل إلى المجتمع تحياتي


5 - السيد ين الكاتب والمعلق المحترمين ..
اّراس ( 2012 / 10 / 21 - 22:00 )
ان المشكلة مع الشيوعيين السابقين والمستمرين انهم يصرون على اخطائهم ولا يقرون بها فان شعارهم ( وطن حر وشعب سعيد ) نراها مطبقة بحذافيرها واحسن جودة في الدول الامبريالية والاستعمارية وهم لم يستكيعوا ان يحققوا عشرة بالمائةم مما حققه الغرب وبدون ضجيج وماّسي والان تلوذون بالغرب الامريالي مصاص دماء الشعوب كما هي في ادبياتكم او ( الاسلام هو الحل ) كما هو في مبادئ الاسلامويون الذين مثلكم يلوذون بالغرب ( الكافر والعاهر ) !!

اخر الافلام

.. 67,1 بالمئة.. تقديرات نسبة المشاركة في الدورة الثانية للانتخ


.. الفرنسيون يختارون: -برلمان معلق- أو تعايش صعب بين الرئاسة وا




.. حزب الله يرد على اغتيال إسرائيل أحد مقاتليه بعشرات الصواريخ


.. ما أهمية خطاب أبو عبيدة للفلسطينيين قبل جولة جديدة من مفاوضا




.. شبكات | لماذا حظرت برلين المثلث الأحمر المقلوب؟