الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلمانية التي تشبه الوهابية في أهدافها

سامي بن بلعيد

2012 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


هناك خطة تدمير واضحة تدور تحت رحائها كل أقطار العالم العربي وما من أدنى شك إن هناك تيارين يعملان بشكل ممنهج وعلمي ويستخدمان الاسلام والتراث من جهة ويستخدمان العلمانية والحداثة من الجهة الاخرى , وما من أدنى شك إن هذان التياران قد وضعا شعوب الاقطار العربية على أبواب الضياع والانحلال وفي حال استمرار نشاط هذان التياران سيكون في علم المؤكد خروج العرب عن التأريخ الحديث والمعاصر وسيكون الفضل كبير لهذان التياران على كل الناس حين يصبحون متسولين على قارعة الطريق وبينهم من سيكون زعيماً ومثقفاً ومتحضراً ومتديّن .... دون أن يعلموا إنهم جميعاً متسولين ولكن بطرق مختلفة

هناك من أفسد آذاننا بالحديث عن المدنية والتحرر من القيم البالية ومن الخرافات ودائماً ما يركز أتباع ذلك المذهب على ضرورة تحرير المرأة من براثن ظلم الرجل ومن النظام الابوي , ولا هم لاولئك غير تفتيت الشعوب وافسادها ويضنون بأنهم يمثلون المدنية الواعدة , جعلوا من وعي المرأة على خلاف مع وعي الرجل فيما يخص البناء العام للمجتمعات
يتفننون في نقد الدين ونقد كل شيئ يرتبط بالدين والتراث وكأن الحياة لا تقوم إلاّ في حال القضاء على المتدينين وأفكارهم , وتخيلوا معي .. من هم المتدينين اليوم , أو بالاصح من الذي أصبح يوجه الاديان وبالذات الدين الاسلامي .. إنهم أُناس يدعون الى الاسلام بغباء وعنجهية وتناقض ويقابلون فكرة أولئك العلمانيين الذي يقولون لا تطور إلاّ بالقضاء على الاسلام بفكرة مناقضة وهي لا تطور للعرب والمسلمين إلا بالاسلام .. وأي إسلام يدعوننا اليه الوهابيين , إنه شبح الظلام والجهل والتخلّف والعنصرية وكل أنواع وأصناف الركود والعودة الى ماضي العصور الغابرة , إنه نسخه من إسلام تمثله عصابات تهدف الى قتل الحياة برمتها بأسم الاسلام

إسلام اليوم لم يعد اسلام البسطاء والعامة ولم يعد رحمة للعالمين لقد أصبح بيد عصابات تتخذ من الاسلام وسيلة خطيرة لقتل كل شيئ ويساعدها على إيصال مفاهيم الخراب تلك الشلل المقابلة ممن يكتب ضد الاسلام بطريقة غير منصفه ولكنهم يجدون إنصاف وتأكيد من نفس العصابات المقابلة التي تؤكد ما يقولوه

نحن نعلم إن الحضارات تبنى على الافكار الجامعة التي تظم في طيات جوانحها كل الوان التنوّع الايجابي , ولا سبيل لأي شعب في العالم أن ينهض على المتناقضات والصراع , ولم يشير التأريخ الى أي حضارة إنسانية قامت على الصراع وعاشت أفكارها على مر العصور وبغض النضر عن النزاع عن السلطة ولكنه في الغالب يوجد ما يوجه العقول نحو زوايا فكرية جامعة تقوم على التكافل والتكامل والاهلية في الغالب

فماذل يريد لنا أولئك المتمترسون على أقصى نواحي التعصّب ؟
ماذا يريد لنا الوهابيين الذي يقولون لا حياة من غير الاسلام ؟
وماذا يريد لنا شركائهم الذين يقولون لا حياة مع الاسلام ؟

لا نرى غير وجه شبه واحد يجمع بين العلمانيين المتعصبين وبين عصابة آل سعود وهي أمر الشراكة في تحطيم الانسان العربي وقتله تحت مسميات الاسلام والعلمانية , لقد أصبح الاثنان توئمان خطيران في صناعة الصراع والتشويه بالانسان ووضعه داخل دائرة حرب النصوص الشفوية الصوتية ألمفرغة والمجرّدة وإسلام يحمل زوبعات وضجيج ولا نرى له غير الخراب والارهاب وعلمانية بنفس الضجيج ولا نرى لها غير الشتات والانحلال ... إننا أمام كارثة حقيقية .. إن لم نقف أمامها بقوّة .. فإنها سوف تذهب بالجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تأنىء قليلا ولا تذهب بعيد
ابو هشام الضالعي ( 2012 / 10 / 18 - 15:09 )
اخي الغالي سامي بلعيد اشكر لك طرح هذا الموضوع للمناقشه وهوفي الاهميه بمكان خصوصا بان المفاهيم مختلطهفي موضوع الصراع الديني العلماني الحاصل في الساحات الاسلاميه بالخصوص والراجع بفكره قليلا الى الوراء يجد الفشل الذريع الذي امني به التيار العلماني في المنطقه وافرازاته الشنيعه التي كانت نتاج حراكه من انظمه دكتاتوريه باسم العالمانيه المصدره من الغرب والمدعومه منه والملاحض بان العلمانيه المستورده من الغرب اتت دائما مطعمه بحرب الدين والكيانات الدينه في المنطقه خلافا للعلمانيه المطبقه في الغرب والتي تشارك فيها التيارات الدينيه هناك بل والاحزاب الدينيه المتشدده والارهابيه كما في اسرائيل وفرنسا وبعض الدول الغربيه التي برز فيها التيار اليميني المتشدد..... فهل حلال عليهم مشاركه الاحزاب الدينيه وحرام علينا ام انه العداء الواضح للدين الاسلامي باشطراط حرب اي حزب حاكم يصل الى الصلطه في المنطقه الاسلاميه للجماعات الاسلاميه بل وصل الى حد ان بقاء الانظمه العلمانيه في المنطقه مرهون بحربها على الجماعات الدينيه الاسلاميه في كل بلد تحكمه ولامجال للمقارنه بين التيار العلماني والديني


2 - الاخ ابو هشام الضالعي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 18 - 16:52 )
لك التحية
وأنا أتفق معك تماماً فيما عرجت عليه بخصوص العلمانيين العرب وأدائهم
وأنا أعتبر ذلك هو الخطر الثاني بينما الوهابيين يمثلون الخطر الاول لانهم يقتلون الحياة باسم الاسلام فيصبح الاسلام وكل من حوله ضحية


3 - تلك يا صاح قسمة ضيزى
خليل احمد ابراهيم ( 2012 / 10 / 18 - 19:18 )
الاستاذ سامي هناك خلط غريب في طرحك فأنت تساوي بين الذي يمنح الحرية ويدعك تمارس افكارك وعقائدك وكل ماتسمح به اللوائح والقوانين وبين من يغلق الباب عليك ويسد المنافذ ويقول لك اتبع كذا افعل كذا والا السيف مصيرك لايمكن المقارنه بين العلمانية والوهابية لسبب بسيط الوهابية عقيدة متطرفه ترسم للانسان اطر محددة في العبادات والطقوس وليت الامر انتهى الى هذا الحد بل تعدوبه الى الاخرين حين تكفر بالجملة وهنا المصيبة فحينما تكفر في الاسلام يصبح كل شئ فيك حلال مالك ودمك وعرضك ولاتكتفي بالتكفير وحسب انما تمارس كل طغيانها بحق من لايشاركها الرؤية ويتعبد على طريقتها حتى وان كان سنيا ولااطيل فالامر بات معروفا للداني والقاصي فهل بعد هذا التشدد والتطرف من قبل هؤلاء ان نقارنهم بالعلمانية التي لاتلزم الانسان باي عقيدة او فكرة بل تفتح الباب مشرعا للاعتقاد وكما يريد اي انسان اي انها تحترم الا نسان وتحترم خياراته وبنفس الوقت تسمح للجميع ان يمارسو عقائدهم وطقوسهم وافكارهم دون ان عنت اواكراه وتمنع اي جهة دينية من بسط نفوذها على الاخرين فهل بعد ذلك نجعلهم في مركب واحد تلك ياصاح قسمة ضيزى


4 - الاستاذ خليل احمد
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 19 - 00:54 )
لك التحية والاحترام
انا حاولت مجتهداً طرح المعاناة كما هي عليه في الواقع أو بالاصح كما رأتيها من وجهة نظري , وما ذهبت اليه انت اتخذ طابع التعميم لكل العلمانيين رغم إني أقصد المتشددين منهم أو من يتقمّص شخصيتهم وهدفه الاساءة اليهم , وفي الحقيقة أنا مع طرح الاخ هشام فالكثير من العلمانيين قد أسائوا التعامل بالافكار العلمانية وليسوا مثل علمانيي الغرب ولا حتى الشرق الذي تعاملوا مع الاديان بسلام الى درجة إن هناك أحزاب دينية على درجة عالية من الغلو والتشدد ولكنها بذات الوقت شريكة في العملية السياسية برمتها بينما العلمانيين العرب ممن تمكّن من السلطة أو غيرهم فقد نصبوا المحاريب واسسوا للصراع والصدام الدائم مع التراث ومع الدين بالذات إضافة إلى أنهم لم يتمكنوا من إمتلاك أي استراتيجية بديلة وظلوا عبارة عن ظاهرة صوتية نسمع له جعجعة ولا نرى طحنَ وحتى المعتدلين منهم تم مضايقتهم من قبل السواد المتعصّب
فلكل ذلك وغيره نستطيع أن نقول إن العلمانيين الطائشين قد أفسدوا الحياة في الاقاليم العربية وكانوا أصحاب النصيب الثاني بعد الوهابيين الذين يخضعون لمخططات توسعيه يرسم لها الكبار وينفذوها بمساعدة العملاء


5 - استاذ سامي
جان نصار ( 2012 / 10 / 19 - 07:52 )
خليني احبك ما تزعلنيش منك. لقد خلطت الامور ببعضها لا هي سلطه عربيه ولا سلطه يونانيه.كرهك لي ال سعود والوهابيين شتت تركيزك.ورجعنا للمربع الاول.العلماني ببساطه هو الذي يفصل الدين عن الدوله والسياسه.ممكن ان يكون مسلم او مسيحي او يهودي او بوذي.هناك خلط كبير بين العلماني والملحد.هناك علمانيين متدينيين.ان الحكومات الدكتاتوريه التي لبست ثوب العلمانيه لا تمثل الا ظلمها وعارها..ما شكل الدوله الذي تريده..انا اريدها مدنيه علمانيه ولو كانت الاكثريه مسلمه مع وجود اقليات مسيحيه بهائيه الخ متساون في الحقوق والواجبات.لا فرق عندي بين عربي واعجمي الا بالانسانيه والاخلاق. تحياتيلك واحترامي


6 - الاخ جان نصار
سامي بن بلعيد ( 2012 / 10 / 19 - 11:18 )
التحيه والاحترام
فيما يخص عائلة آل سعود أنا شايف تعاطف كبير من قبل الكثيرين من كتاب الحوار المتمدن ولم افهم ماهي الدلالات الخفية
عموماً انت اتيت ربما من الاتجاه المعاكس وتحاملي على عائلة آل سعود هو قليل فيفترض ان يكون هناك تصعيد بحجم ثورة على تلك العائلة التي تتآمر ضد شعوب المنطقة
فيما يخص العلمانية أنا قصدي واضح وموضوعي يقول العلمانية التي تشبه الوهابيه ولم أقل العلمانية تشبه الوهابية , أي إن المقصود هم أولئك المتشددين باسم العلمانية ومن معهم من العلمانيين السطحيين والهامشيين والعشوائيين والجهويين ولم أقصد العلمانيين المنهجيين المعتدلين بطابعهم الانساني المتزن , فأنت أتيت من الاتجاه المعاكس وشملت الاشياء ولا أدر كيف كان يومك
والحل في إعتقادي هو التغيير ولا غير التغيير , تغيير القديم بالجديد , تغيير الجامد بالمتحرّك , تغيير العاطفة بالعقل , تغيير العنف بالسلام , تغيير الرفض بالقبول ... تغيير وتغييير وتغيير شامل وبعقلية مجتمعية إنسانية عامه وعلى اليسار الثوري المنهجي المعتدل أن يكون في طليعة ثورات التغيير
كل الاحترام لشخصك الكريم
عموما ما عاش من يزعلك بقصد أما بغير قصد فا

اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا