الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم ورقة دولار

صالح نعيم الربيعي

2012 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


العالم ورقة دولار
هكذا يبدو العالم منذ عام 1945 عندما وافقت بريطانيا العظمى حينئذ على اعتماد الدولار عملة للاحتياط العالمي ثم اصبحت جميع التبادلات التجارية العالمية مسجلة بالدولار (ورقة خاصة مطبوعة تم الاتفاق على شكل و لون طباعتها ) .
هذا الاتفاق جعل من الولايات المتحدة ان تتصدر الاقتصاد العالمي برمته بعد ان تم الاتفاق على تحديد قيمة الدولار امام قيمة
الذهب بتعويض كل 35 $ مقابل أونصة من الذهب و التي تساوي 28 غرام وكذلك تم الاتفاق من قبل جميع الدول المعنية بالامر مع امريكا ان تكون ملزمة بتعويض العملة المطبوعة لديها , لذا امريكا لا يحق لها الطبع من غير التعويض بالذهب مقابل الدولار .

واليكم ما حصل بعدما وقعت جميع هذه الدول على هذه الاتفاقية , تفردت امريكا بقراراتها ومن ثم الافلات من الوعود التي التزمت بها بعد ان منعت السماح لجميع الدول الدخول او الاشراف على مطابع صناعة النقود .
من هنا بدأت الشكوك تثار بين النفي و القبول عندما غزت الحرب الامريكية فيتنام , ثم ثبت تلاعب امريكا بعملية الطبع من دون مقابل اي بدون بديل من الذهب .
عملت على الصرف المهول لتغطية مصاريف الحرب اي انها اعطت شرعية الشك لجميع الدول التي برمت العقد مع امريكا .
توضح لنا هذه الصورة سرقة اموال واضحة وتحت الشمس .

اعترضت فرنسا و بعض من الدول و طالبت باسترجاع الذهب مما ادى الى ارتباك في قيمة الدولار والانخفاض السريع في قيمتة .
بقيت فرنسا مصرة من بين اكثر الدول على استرجاع الذهب مما زاد في تصاعد الازمة بعد ان جوبهت برفض الادارة الامريكية حتى دعى الرئيس نيكسون باصدار توجيهات الى أمين الخزينة باتخاذ الاجراءت اللازمة للدفاع عن قيمة الدولار امام المتضاربين و من ثم طلب تعليق قابلية تعويض قيمة الدولار بالذهب أو بالآصول الاحتياطية الاخرى بصفة مؤقته ماعدا ما تحتاجه و تقتضيه المصلحة الخاصة و المتعلقة في امريكا فقط ..

لكن هذا لم يكن مؤقتاً الا انه استمر الى يومنا هذا .

لم تبق امريكا مكتوفة الايدي وقتها, بل طلب الرئيس نيكسون في عام 1973 من ملك السعودية الملك فيصل باعتماد الدولار الامريكي فقط في بيع النفط و استثمار جميع الارباح في الخزينة الامريكة مقابل حماية انابيب النفط عسكرياً .

و قدم هذا كاقتراح للاتفاق مع جميع الدول المصدرة للنفط على نفس صيغة الاتفاق مع السعودية .

و في عام 1970 وافقت مجموعة دول الاعضاء في منظمة الاوبك على اعتماد الدولار فقط لبيع النفط بعيدا عن سلة العملات .
ان هذا الدور التي لعبته القوة الامريكية خلصت البنك الفدرالي من مأزق تعويض الدولار بالذهب و ربط قيمته بالنفط الاجنبي !!!
من ثم اجبرت جميع جمع دول العالم المستوردة للنفط لبدا الحفاظ على امدادات ثابتة من الاوراق النقدية الى الاحتياطي الفدرالي الامريكي
و من اجل الحصول على الدولارات و ما تسمى ( الورقة النقدية )يجب على الدول الاخرى ارسال سلع مادية ذات قيمة الى امريكا .وهذه هي كانت بداية لولادة ( البترودولار )
و بهذا اصبحت الولايات المتحدة الامريكية هي الاغنى دول العالم حيث تدفقت الاوراق النقدية اليها و دخل كل ما تحتاجه امريكا من سلع , مقابل طبع كمية من الورق ( الدولار ) و بالتالي تعتبر هذه ( اكبر عملية أحتيال مادية في التأريخ ), ومنذ ذلك الوقت اصبح كل من لا يتعامل بالدولار هو يعمل بنظام التهديد للاقتصاد الامريكي.

وهناك دلائل على ذلك اهمها :

الدليل الاول .. على ذلك عندما قرر صدام حسين في عام 2000 اعتماد بيع النفظ العراقي حصرياً باليورو راحت اميركا تخطط لاسقاط صدام بعد ان اطلقت حملتها الاعلامية المسعورة بان العراق يمتلك اسلحة الدمار الشامل و بالتالي هذا يعتبر تهديد للمنطقة برمتها حسب التهويل الذي طرق في الاعلام العالمي عن الاسلحةالكيميائية الفتاكة مما جعل منها ان تكسب الراي العام العالمي لمشروعية كسب القرار بضرب العراق عسكريا حتى عام 2003,
و بمجرد ما ان اسقطت الحرب الامريكية نظام صدام حسين و سيطرة على العراق تم ارجاع بيع النفط بالدولار الامريكي .

الدليل الثاني ... في ليبيا ... ليبيا بلد البترول عندما كان معمر القذافي حاكم ليبيا يخطط بتنظيم وحدة قارة افريقيا وأنشاء عملة موحدة هي ( الدينار الذهبي ) و الهدف الرئيسي منه هو ان يحل محل الدولار الامريكي في افريقيا لغرض التعامل الاقتصادي ,يومها جاء الغضب الامريكي بقرار ضرب ليبيا لنفس الاسباب التي جعلت منها ان تضرب العراق بعد ان سارعت القوات الامريكية و قوات حلف الناتو على اسقاط حكومة القذافي حينما عملت على زعزعت نظامه و من ثم الغاء فكرة توحيد افريقيا و اسقاط عملة الدينار الذهبي و الرجوع للتعامل بالدولار الامريكي .

الدليل الثالث هو ايران... عملت ايران اتفاقية لبيع النفط مقابل الذهب بدلا عن الدولار , مما دعى امريكا على اشعال فتيل الثورة هناك واتجهت الى تحريك الاعلام العالمي ضد ايران باعتبار ايران الراعية الاولى للارهاب كما واشارت الى انها على ابواب صنع القنابل الذرية بعد الاعداد الكامل لمحطات المفاعل النووي و هذا ما يهدد سلام الامن العالمي .
هذه الخطوات ادت الى فرض عقوبات اقتصادية على ايران وذهبت الى ابعد من ذلك في زعزعة النظام السوري باعتبارها الحليف الاول و الاقرب الى ايران بتقديم المساعدات السرية من قبل الناتو لبعض الاطراف المتصارعة منها و الاهم منهم المتشددين من الاسلام السياسي والسلفيين , كل هذه الدوافع الحربية و الاعلامية التي دفعت
بالولايات المتحدة الامريكية على هذا التدخل و التغير سببه الاول و الاخير هو ابقاء ورقة الدولار سيدة الاقتصاد العالمي ان تبقى وتاخذ الصدارة العالمية .
و اليوم جاءت بلعبة جديدة تحت ما يسمى ب الأنهيار الاقتصادي لتضع العالم أمام مأزق جديد
صالح الربيعي
هولندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت