الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسكين أيها الخروف!!!

محمد عبعوب

2012 / 10 / 19
كتابات ساخرة


في تواصل مع صديق على الشبكة العنكبوتية، لُمته لعدم زيارتي او الاتصال بي خلال زيارة قصيرة أداها لطرابلس، فرد معترفا بتقصيره ووعد بخروف لإصلاح الخطأ.. هذا الاعتذار المعمد بدم الخروف المسكين أبحر بي في بحر من التساؤلات واستعراض حضور الخروف الدائم، مهدورا دمه في حياتنا، إما لإرضاء نهمنا المتجاوز للحدود للبروتين الحيواني، أو لاستعراض مواردنا وإمكاناتنا والتي يعلم الله وحده مصدرها في مناسباتنا المختلفة، او للاحتفال بتجمعنا كشلة والذي لا يتم إلا بسفح دم خروف، وفي اضعف الحالات لإصلاح خطأ ارتكبناه وليس للخروف المسكين أي ذنب فيه، كما وعد صديقي هذا أن يفعل ..

الخروف المسكين دائم الحضور كضحية لأهوائنا ومعتقداتنا، له هذه الايام مساحة كبيرة، بل معظم مساحة اهتمامنا وحديثنا في لقاءاتنا وسهراتنا، فعيد الإضحى (أعاده الله علينا بالخير والمحبة والبركة والسلام والامن والاطمئنان) يطرق ابوابنا، و الخروف هو سيد الاحتفال بهذا العيد ولا يتم العيد إلا بسفح دمه تقربا لله واتباعا لسنة ابينا ابراهيم عليه السلام . وككل عام ونتيجة لفهمنا الخاطئ لهذه السُّنة تتحول الايام العشر الأولى من شهر ذي الحجة من كل عام الى محرقة لكل رب اسرة، باستثناء من وسع الله لهم في الرزق او من أثروا بدون وجه حق وهم معروفون.. يتلظى رب الاسرة بنار الاسعار التي تلتهلب مع انقضاء ذي القعدة وحلول ذي الحجة، وتبدأ مأساة السعي بين حظائر النار التي تحكمها فقط نزوات الرغبة في جمع المال بأي طريقة، ويدفع الخروف المسكين روحه ثمنا في هذه المعركة بعد أن يكون رب الاسرة قد اكتوى قبله بنار نهم التجار والسماسرة غير مدرك أن هذه الأضحية سنَّة يجازى من أقامها و لاذنب على من تركها..

الخروف المسكين لم نكتفي بهدر دمه هو فقط بل نجد أن سلطتنا العليا في ليبيا ما بعد 17 فبراير تستغله لحشد المؤيدين لها، فاستعملت قرونه لاختراقنا وطعننا بإعلانها عن تلك الرشوة التي استنسخت فكرتها العقيمة من سلفها الانتقالي، والتي كانت بمثابت صب البنزين (وليس الزيت الذي تجاوزته الاكتشافات) على النار فزادت حريق الاسعار اشتعالا، دون ان نتلقى تلك الرشوة.. وهكذا وضعتنا هذه السلطة، المربكة والغارقة في أزماتها الايدولوجية والقبلية والجهوية والعرقية وأنانية بعض أعضائها ، وضعتنا على قرون هذا الخروف و"خوزقتنا " على رأي إخواتنا في الشام، في عيد شرعه الله لنا للفرح والاحتفال، والذي سيدفع بعدنا نحن هذا الخروف روحه فداء لقصور فهمنا، وثمنا لنزوة جمع المال لدى بعضنا الآخر.

مسكين ايها الخروف أنت كما رب الاسرة، كتب عليكما ان تكونا الضحية الاسهل لكل النزوات والقصور في الإدراك ، فدمك أيها الخروف ضرورة لا غنى عنه ولا تكتمل فرحتنا وتجمعنا وإصلاح خطايانا إلا بسفحه، ولا تتفتح شهيتنا إلا بتربعك على موائدنا في كل مناسباتنا، بعد أن تكون النيران قد صلتك وأذابت شحومك .. نطاردك ونجلبك من كل أصقاع الارض، من استراليا شرقا وحتى البرازيل والأرغواي غربا ومن بلغاريا ورومانيا شمالا وحتى السودان وتشاد والنيجر جنوبا، فلا حياة لنا إلا على حسابك.. فذلك هو قدرك ايها الخروف، وتلك هي نزوتنا التي لا نعتقد أننا سنتخلص منها إلا إذا اخترع العقل البشري مصدرا آخر الطف وألذ وسهل الحصول عليه للبروتين الحيواني الضروري لحياتنا، وهذا وارد وقد بدت بعض تباشيره تظهر، فلا حدود للعلم ولا نهاية له!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -مستنقع- و-ظالم-.. ماذا قال ممثلون سوريون عن الوسط الفني؟ -


.. المخرج حسام سليمان: انتهينا من العمل على «عصابة الماكس» قبل




.. -من يتخلى عن الفن خائن-.. أسباب عدم اعتزال الفنان عبد الوهاب


.. سر شعبية أغنية مرسول الحب.. الفنان المغربي يوضح




.. -10 من 10-.. خبيرة المظهر منال بدوي تحكم على الفنان #محمد_ال