الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساج لمفاصل الزمن

سامي العامري

2012 / 10 / 19
الادب والفن


وجدتُني بعد طوفان غبطاتي
أنفخُ في فم الساحل
مانِحاً إياه قُبلة الحياة
وأُورِّقُ شعاعَ الشمس
مُنقِّحاً سنواتهِ الضوئية
ثُم بَعد عناء
هدهدتُ نخلةً
وغفوتُ على جدائلها السمراء

***

الخريفُ يجلس على مصطبةٍ
يتذكَّرُ الربيعَ ،
يصنع من ورقة تفاحٍ صفراءَ
لُفافة تبغٍ
وما أن يشعلها بشمس الصيف
حتى يهطل المطر !
كم أحب الخريف
فهو صديقي في عدم فهم الآخر له !

***

الورودُ في سندانتها
طرأ عليها التغيير
فهي شاحبة
وربما امتصتْ من دموعي أكثر من طاقتها ,
ودفاتري
نَمَتْ عليها الحروفُ والنقاط زغباً
فهي في الخفاء تهيءُ نفسها للرحيل
مع لوحات مونيه
وصوري في سنوات البوهيميا
وقهوتي ,
حتى قهوتي لم تعد تفوح بخاراً
بل كأنها تطرده : أنت طالق !
كل هذه الحميميات تغيّرت
أو أصيبتْ عقاربُ ساعتها بالتخثر
وسارت على
ملامحها الغضونُ كالعربات المَلَكية ,
ومع هذا
سألملم ضحكاتي
مثلَ جِنٍّ يلملمُ شظايا ألوهتهِ
وأنزل من تلٍّ
راقبتُ منه الناسَ
وأتبعُ حياتي الماضية لأغريَها
أو أسوطها
كي ترفلَ دون مناسبةٍ
كالأوتار مَسَّجَها قوسٌ نَزِقٌ

***

صباحٌ شديدُ الصفاء
يحفِّز على الخروج لعناقهِ
والبردُ شديدٌ أيضاً
ولأجلِ هذا
ارتديتُ معطفاً
وارتدتْ معدَتي شاياً
وخرجتُ يسبقني نسيمُ سيجارتي ،
وأفكِّرُ : ماذا أريد من الحياة ؟
طموحاتي فيها جدُّ صغيرةٍ
كالفتحةِ السفلى لتَنُّورِ أمي
ومع هذا يقف العالم كلَّه كالأسلاك المكهربةِ
ضدَّ تحقيقها
فأبتسمُ
كلُّ شيءٍ فيَّ يشيخُ إلا سخريتي ...
الفنانُ الحقيقي متفرِّجٌ ومشارِكٌ
في ذات الوقت
متفرِّجٌ على عواء الحياة المادي
ومشارِكٌ في سباقات الآلهة
تارةً يتقدم على إبليس بعدة أمتارٍ
وتارةً تسبقُهُ المسافةُ
ولكنه في النهاية سيصلُ
وينالُ جائزة
وغيرُهُ ينالُ جنازة !
ولكنْ أنا
ماذا سأنال ؟
لا يبدو أنَّ هذا السؤالَ مهمٌّ الآن
فقد فات أوانُهُ ...
إعتذرتُ لبردِ الصباح
عن حرارةٍ وقحةٍ
احتلَّتْ مَداخلَ دمائي

***

توحَّدْنا روحاً وجسداً
أمّا روحاً
فهي إذا أحسستُ بالحزن
تتساقطُ الدموعُ من عينيها لا من عينيَّ
وإذا أتعبتْها الحياةُ
أستنشقُ ضوءَ النجوم وأزفرهُ
حتى بساتين رئتيها
وأمّا جسداً
فكلّما ألجأ إلى الكتابة
تتسلَّل إليَّ
وهي تسير على أطراف أصابعي ...
وهكذا

***

توقّفا عند محلٍّ
لبيع الفواكه والخضار
على الرصيف
فجاء لها بتفاحةٍ
وقطعةِ جَزَرٍ وقال :
هذه التفاحة لك،
ثم أشار إلى قطعة الجزر وقال :
وهذه لأرنبة أنفك !

--------------
برلين
تشرين أول - 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مليون تحية ود الى الصديق الكبير سامي
هاتف بشبوش ( 2012 / 10 / 20 - 21:37 )
توحَّدْنا روحاً وجسداً
أمّا روحاً
فهي إذا أحسستُ بالحزن
تتساقطُ الدموعُ من عينيها لا من عينيَّ
وإذا أتعبتْها الحياةُ
أستنشقُ ضوءَ النجوم وأزفرهُ
حتى بساتين رئتيها
وأمّا جسداً
فكلّما ألجأ إلى الكتابة
تتسلَّل إليَّ
وهي تسير على أطراف أصابعي ...
وهكذا

أراك سابحا في فضاءات لامتناهية حينما تتحرر من العمود , تنطلق في مسارات البوح بلا مكابح , تتوحد كما يتوحد البوذي حينما يصل الى النرفانا والتي لانعرف كيف يكون , ذلك التوحد الغامض الذي يوصله الى السعادة الحقيقية , تتوحد ابتداءا من الدماغ حيث العقل والفكر ثم الجسد الساحر بكل تفاصيله ثم نزولا الى اطراف الاصابع التي تخط لنا بها أجمل ما نقرأه الان , بل ترسم لنا بها بحارا وبحارا من الابداع ,,,
محبتي
هاتف

, ,

اخر الافلام

.. حصريا.. مراسل #صباح_العربية مع السعفة الذهبية قبل أن تقدم لل


.. الممثل والمخرج الأمريكي كيفن كوستنر يعرض فيلمه -الأفق: ملحمة




.. مخرجا فيلم -رفعت عينى للسما- المشارك في -كان- يكشفان كواليس


.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا




.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ