الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب والاردن الموضوعي

ناجي الزعبي

2012 / 10 / 20
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


ورقه عمل
ناجي الزعبي
يمر شعبنا الاردني بواحدة من اكثر الحقبات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية وكافة مناحي الحياة ترديا وبؤسا بسبب نهج التبعية والاذعان لاملاءات راس المال المركزي الامبريالي وادواته الصهيونية والانظمة الرجعية العميله الساعية الى تكريس الاردن دولة فاشلة مفككة متخلفة اقتصاديا وبسبب حجب ثرواتنا الوطنيه و تكريس ما يسمى " دولة الامن والامان " كمفهوم كُرس في حقبة الانتداب الانجليزي للحيلولة دون ان نكون دولة منتجه .
كما اشاع النهج نمطا من الحياة العرفيه وعزز القبضه الامنية وحا ل دون ان تقوم القوى السياسية بدورها الطليعي التوعوي في قيادة الجماهير ورص صفوفها والذود عن مصالحها ,واطلق بالمقابل العنان لقوى الظلام والتيارت المتخلفه والمرتبطة بالامبريالية كالاخوان المسلمين الذين ساهموا الى جانب النظام في تردي وعي شعبنا وتكريس تخلفه وتبعيته .
لقد عانى شعبنا على مدار اكثر من تسعين عاما هي عمر الدولة الاردنيه نمطا من الحكم الفردي الديكتاتوري الشمولي اصُبغ عليه ما سمي بالشرعية التاريخيه كواحدة من الهلوسات التي ضللت شعبنا على مدار العقود الماضيه . لقد فُرض هذا النظام كيانا" وظيفيا" بموجب اتفاقية سايكس بيكو للمحافظة على المصالح الامبريالية ولاقامة علاقة جدلية مع العدو الصهيوني بحيث يقدم كل منهما النظام والعدوما يضمن مصا لح الآخرويصون بقاؤه .
عانى شعبنا من تعاقب مايزيد عن 95 حكومة في معادلة مقلوبة للحياة السياسيه حيث يتم تعيين هذه الحكومات من الاعلى للاسفل لتؤدي دورا وظيفيا في خدمة الطغمة الحاكمة ولا تملك الولاية العامة لعدم امتلاكها تفويضا من الشعب وتنفذ سياسة الاملاءات الاستعمارية والامبريالية , في ضل غياب للحياة الديمقراطية , وتفبرك مجالس نواب تشرع القوانين التي تلبي مصالح الطغمة الحاكمة وتحمي الفساد والفاسدين , وتحقق مصالح شخصيه لهؤلاء النواب مما يزيد من اعباء شعبنا . كما جرى التغول على السلطة التشريعيه , وتكريس سياسة الاقصاء والاستئثار بالسلطة والثروة والامتيازات .
سعى النظام لتفكيك النسيج الاجتماعي افقيا وعموديا والتردي بالوعي الثقافي , والتعليمي , والصحي , والاجتماعي , وحتى الخدماتي سمة الدوله الاساسيه , ومكن الفاسدين من النهب الممنهج للثروات و المقدرات الوطنيه بما سمي سياسة التحول والانفتاح الاقتصادي , وتم تفكيك اجهزة الدولة المركزية واستحداث ما يزيد عن 65 مؤسسة مستقله تحمل شعبنا كلفتها التي تفوق ال 200 مليون دينارسنويا" , وتًغيب هذه المؤسسات الجهاز المركزي للسلطة . كما عززالاجهزة الامنية على حساب القوات المسلحة برغم موازنتها الباهضه والتي تبلغ حوالي ملياري دينار لعام 2012 .
لقد استُخدمت القوات المسلحة كاداة تعود بالارباح علي النظام وتشارك في معارك نيابة عن الامبريالية كما في افغانستان , وعمان والبحرين وليبيا في مقايضة لدم ابناء القوات المسلحة بالمال الذي يذهب لجيوب الفاسدين والطغمة الحاكمه .
كما سطى النظام على اراضي الدوله والمواطنين , وعلى المنح النفطيه . وانخرط في جملة من عمليات الفساد كصفقة امنيه والكازينو وتهريب شاهين ..الخ ولم تنج مؤسسة ولا مرفق الا وامتدت يده اليه بالنهب والسلب التنفيعات والعطايا والهبات .
كماسعى النظام بلا كلل وبشكل دؤوب وا تخذ دائما المواقف المناهضة لمصالح شعبنا الاردني وشق الصف العربي وكل ما من شانه تلبية المصالح الامبريالية والصهيونية والانظمة العربية الرجعية العميله . وكان نموذجا للعميل المخلص لمصالح سادته الامبرياليون منسجما بذلك مع تكوينه وذاته ومصالحه الضيقه نائيا بنفسه عن شعبنا مكرسا بؤسه وفقره وتخلفه وتبعيته والاستبداد فيه .
وقد انتج تكوين النظام الطبقي الكمبرادوري ووظيقته التبعية المذعنه ازمات مركبه فقد انتجت سياسة النهب او ما سمي " التحول الاقتصادي " في التخلي عن القاعدة الانتاجيه التي كانت مؤهلة لو جرى توسيعها في تكوين القاعدة المادية للبناء الاقتصادي مكون الدولة الاساسي , ازمة اقتصادية بالغة الصعوبه فاقمتها وعمقت من حدتها ازمة الراسمالية المركزية الامبريالية وحقبة بداية النهاية للراسمالية برمتها وقد حملت الازمة شعبنا مديونية تفوق ال 25 مليار دولار وما مقداره 4 مليارات عجز في الموازنه مما ساهم في زيادة بؤر الفقر والبطالة والاحتقانات الاجتماعية الناشئة عن هذه السياسات وعن الاقصاء والتفرد بالثروة والسلطة والاستعانة بالقوى الامنية لحيلولة دون الجماهير والقوى السياسية للتصدي لهذا البؤس والاستبداد .
وعبر تراكم تجاربه في السطو على القوى السياسية فقد تمكن في تجربتي انتخابات عام 56 و 89 الهزليتين من رصد القوى السياسية التي طفت على السطح استعدادا لخوض انتخابات اعتقد الكل انها بقصد ترسيخ الديمقراطية وتمكن من تدجينها وادخالها بيت الطاعة , ليتمكن من ترجمة وصفات الامبريالية من تصفية لمؤسسات الدولة ونهبها والتردي ببنيتها لمرحلة يصعب ترميمها .
افضى كل ذلك لتفجرالحراك الاجتماعي بكمون ثوري مطلبي ,لكن دون بوصلة سياسية ودون قيادة من الاحزاب والتنظيمات ذات البرامج المعده والمؤهلة ذاتيا لادارة دفة المرحله فقد سبق النظام تلك التوترات وجير كل ما من شانه تطويرها لحسابه فادخل الاحزاب السياسية بمجملها عبائته وفكك الحراك الاجتماعي محاولا اجهاضه.
في المشهدالاقليمي راينا كيف تم القفز على الثورات العربية بسبب انعدام القيادة الحزبية المنظمه, وكيف تم الاجهاز عليها واعادة انتاج نفس الخصائص للانظمة السابقة بزي ونكهة جديده لكن بنفس المضامين . وفي المشهد السوري كان لغياب القوى والحياة السياسية اثر مدمر حيث تم استغلال الفراغ من قبل قوى المؤامرة لضخ الامول وشراء الذمم وبناء حالة سياسية وبيئة حاضنة للقوى الظلامية وللمرتزقة والقاعدة والقتلة المحترفين على غرار بلاك ووتر , ادمت الجسد السوري ودمرت اقتصاده وبنيته التحتيه تمهيدا لصناعة دولة فاشلة مفككه , وصرفت الانظار عن العدو الحقيقي الصهيوني الممعن في التنكيل بشعبنا الفلسطيني وفي الاستيطان وابتلاع الاراضي وتهويد فلسطين .
ان تداعيات الواقع الموضوعي الوطني والاقليمي والدولي تلقي بظلالها على الساحة الاردنيه ,وتضعة على فوهة البركان , الامر الذي يستوجب التصدي لهذا الخطر الداهم المقبل كما ان ذات الواقع الموضوعي ومنطق الاشياء واليقين بان الكتلة الاجتماعية الساحقة من الفقراء و العمال والفلاحين والمهمشين وذوي الدخول المتردية هي القوى المؤهلة تاريخيا لتحمل المشروع الوطني القومي الثوري النهضوي الامر الذي يعني بالضرورة الالتزام بفكر هذه الطبقات المسحوقة وايدلوجيتها الماركسية اللينينيه .
لقد صنعت الازمة المركبة التي يعانى منها شعبنا الاردني واقع موضوعي ناضج بحكم تفاقم الفقر والبؤس والاستبداد و بسبب حل ازمات النظام على حساب الشرائح الدنيا الاكبر حجما وصنعت احتقانا ينتظر اشعال فتيله ليتفجر على نواح شتى , والمسؤولية التاريخيه تقضي بانضاج الظروف الذاتية للقوى الوطنية والسياسية والسعي لخلق الحزب القائد اداة الثورة وقائدها وحامل مشروعها , وهو امر يحمل القوى الحية المسؤولية التاريخية لخلق الحزب الماركسي اللينيني طليعة النضال وبوصلته ليؤدي دوره النضالي وليدفع حركة التاريخ للامام , وقيادة حالة التصدي للمخاطرالتي تحيق بشعبنا .
نعلم يقينا ان الحزب هو طليعة النضال ومصدر الهامه والاداة المؤهلة لتاطير الجماهير وتعبئتها وقيادتها , كما نعلم ان لا ايدلوجيا بلا تحزب فالايدلوجيا بالضرورة متحزبة منحازة لطبقة , واللحضة مواتية لاعادة الالتزام بفكر الطبقة صاحبة المصلحة وتجسيد حزبها المحكم التنظيم , تمهيدا للعمل على خلق الجبهة الوطنية العريضة التي تضم كافة القوى السياسية على برنامج الحد الادنى الذي يلبي مصالح الكتلة الاجتماعية الاشمل و تحقيق الاستقلال الوطني وبالضرورة الاجتماعي .
الحزب هو تنظيم الطليعة الملتزمه بالفكر الثوري , والذي سيعمل على رص صفوف المناضلين والملتزمين بالفكر الماركسي اللينني بحيث يلغي حالة اليتم السياسي والنضالي والتنظيمي التي عانوا منها على مدار العقود الماضيه ,بحيث يعيد بوصلتهم الفكريه بالاتجاه الاكثر صوابا وملائمة ويوحد جهودهم ويقيم علاقات جدليه بكل التنظيمات الثورية في العالم العربي والدولي, و الذي يمتلك المشروع والبرنامج المنبثق بهدي من الفكر الماركسي اللينني والواقع الموضوعي والذاتي والذي يلبي مصالح الكتلة الاجتماعية الاكبر الفقراء والمهمشين والمسحوقين والمضطهدين ,الكتلة الاكبر صاحبة المصلحه من شعبنا الاردني .
الحزب القادر على التوجه للجماهير وتعبئتها قيادتها وصناعة قوة مركزيه ومحورناظم لعقد الحياة والقوى السياسيه القادر على قيادة حقبة التحرر الوطني والاجتماعي للعبور الى الغد المزدهر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.