الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس من انقلاب إلى انقلاب!

عمر بن منير بن عمر بلخشين

2012 / 10 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


لا يمكن أن ننسى الأحداث التي شهدتها البلاد التونسيّة ما قبل وبعد 14 جانفي 2010 ،لا يمكنني أن أصفها لتجريد الوصف فيها ولا يمكن أيضا أن ننكر أن بداية هذه الأحداث قد كانت عفويّة والدّافع الوحيد لها "العرض" لا يمكن أن نزوّر هذه الحقائق التّاريخيّة فحماسة الناس في سيدي بوزيد والقصرين والشرارة الأولى لحالة الفوضى التي عمت البلاد كانت بدافع العرض لا غير وسرعان ما تحولت المطالب من ردّ اعتبار وشرف بالمعنى القبائلي والعشائري إلى مطالب راقية كالديمقراطيّة و الحرّية وسبحان مغيّر حال إلى حال! ثم إلى مطلب سياسي هو إسقاط نظام بن علي .
وفي حين أنّ الناس كانوا في حالة من الفوضى والهستيريا يشاهدون الإعلام العميل مردّدين في الشوارع "ثورة"كانت بارونات المعارضة تردّد أيضا نفس المصطلح ولم تكشف أكبر مغالطة وتظليل للشعب التونسي،في نفس الوقت أبى مجموعة من الشباب المناضل الصّادق المشاركة في خيانة الشعب وتضليله.
في ديسمبر 2011 نشرت مقالا على الفايسبوك بعنوان "في إشكالية الانقلابات على الأنظمة العربيّة" وأزحت فيه غموض مفهوم الثورة واعتبرتها وهما يباع لشعوبنا فما صار في تونس والدول العربيّة هو مجموعة من الانقلابات على أنظمة مفلسة سياسيا واقتصاديا أجبرت على الرّحيل وغيرت بأنظمة أخرى أكثر عمالة وطواعيّة للقوى الامبرياليّة الصهيونيّة وهي بالأساس أنظمة إسلامية.
لأنّ الثورة في تعريفها البسيط هي نقلة نوعيّة وتغيّر جذري يقطع كلّ القطع مع الماضي ويؤسس للجديد:اقتصاد وطني،أمن قومي وجيش وطني،ثقافة وطنيّة..
لا تتحقّق الثورة بكبسة زرّ بل هي نتاج وعي ناضج بالواقع، وعي بالاستعمار الاقتصادي والسياسي والثقافي..ولا يمكن أن نتحدّث عن ثورة دون قيادة ثوريّة وطنيّة دون برنامج وطنيّ ما غاب في تونس وجميع الدول العربيّة.
لقد عاش التّونسيّون فلما برعاية هوليود ومن الصّور:ذلك الجيش التونسي الرّائع وبطولاته ضد المارينز الأمريكي وانتصاره السّاحق على الكيان الصهيوني!أيضا تلك الصبيّة "اليساريّة" المرتدية بالأحمر وعلى خدّها مكتوب بالورديّ"ثورة" وتلك الأجواء الثوريّة والأغاني الرنّانة والحماسيّة..
لا بدّ أن أمرّ الى تحليل الواقع السياسي الرّاهن والمستقبلي للبلاد التونسيّة قبل ذلك أدعوكم للاطّلاع على مقالي على هذا الرّابط فهو امتداد لهذا المقال:
www.facebook.com/notes/omar-belkachine/في-اشكالية-الانقلابات-على-الأنظمة-العربية/
*ثورة أنجبت جرذانا:
بعد انتخابات وهميّة على اعتبار وهميّة الثورة انتصرت النهضة في الانتخابات ومثلت الأغلبيّة في المجلس التّأسيسي بالتّالي تمكّنت من السيطرة على دواليب الحكم وأجهزت الدّولة.
*ثورة دون ماء ولا كهرباء، فيضانات، غلاء الأسعار، ارتفاع نسبة البطالة..
ومؤخّرا يبرّر العنف و القتل!
طبعا لا يمكن أن تلوم على الحكومة فقد قدّمت نفسها كممثّل للسماء وممثل للثورة المزعومة ولا يمكن مناقشتها ولا نقدها.
نستنتج بكلّ بساطة أن النظام الذي يحكمنا هو نظام فاشيّ استبداديّ.
لقد بان بالكاشف أن هذا النظام غير قادر على ضمان الاستقرار في البلاد بالتّالي فهو غير قادر على تطبيق الأجندة الاقتصاديّة والسياسة أيضا أضحى هذا النظام وبسرعة مكروها شعبيّا ما سيعجّل برحيله قريبا.
في النّاحية الأخرى من المشهد السياسي التونسي استرجع الدّساترة وزنهم بعد أن جمعهم الباجي قائد السبسي ليعودوا بصورة أخرى مغايرة للدساترة القدامى "نداء تونس"ليصبح المنافس المباشر للنّهضة .
وراء السّتار سنجد بارونات أحزاب يساريّة وقوميّة جمّعت نفسها في جبهة سميت ب"الجبهة الشعبيّة"
لا يمكن أن ننسى أيضا ممثل الفرنسيين في المشهد السياسي التونسي "الحزب الجمهوري"بقيادة ميا الجريبي.
منذ فترة والى الآن معركة سياسية حامية قائمة بين الدساترة"نداء تونس" والنهضة معركة سياسيّة لا مصلحة للشعب فيها.
فالدساترة والنهضة وجهان لعملة واحدة كلاهما عميل للأمريكان لكن الفرق الذي يجب أن نلاحظه ونأخذه بعين الاعتبار أنّ النهضة تعتبر الحكم انتقاما لسنين التعذيب والنكران السياسي الانتقام كمرض نفسي ما جعلها تفقد السيطرة على دواليب الدولة وما جعل سخط الأمريكان ينزل عليها خاصّة بعد حرق سفارتهم.
إلا أنّ الدساترة يتسمون بالخبث السياسي فالدولة خلقت لتخفيف الصراع الطبقي وحماية مصالح الطبقة الحاكمة أيضا ضمان ديمومتها هذا ما يحسنه الدساترة وهذا ما يطلبه الأمريكان:الاستقرار وتطبيق الأجندة الاقتصاديّة والسياسيّة كما ينبغي..
كلّ هذا جعل الصهاينة في البيت الأبيض يغيّرون رأيهم ويختارون الدّساترة كنموذج جديد للحكم في تونس.
لذلك سيعاد نفس سيناريو 14 جانفي 2010 ونفس الفلم لكن بعنوان جديد "ثورة2!"
وسيعاد استعمال اليسار والأحزاب الكرتونيّة "الجبهة" لخلق انقلاب جديد على النهضة بقيادة الدساترة"نداء تونس" والأمريكان وسيصدّر الإعلام لوهم الثورة ثانية..تخلق الفوضى مهيأة لصعود البديل الأمريكاني الجديد"نداء تونس" وسط تصفيق بارونات المعارضة التعيسة.
أختم قائلا:
يا توانسة راهو بلادنا مستعمرة يتوارثها الخونة والعملاء وإننا لنستهلك وهم الثورة والديمقراطيّة فباسم الديمقراطية والثورة جوعنا وباسمها عطّلنا عن العمل وباسمها شرّدنا وقتّلنا واغتصبنا وهجرنا...
وأعلن عن نتائج الانتخابات مسبّقا:
1-الدّساترة"نداء تونس"
2-النهضة
3-الحزب الجمهوري
4-الجبهة الشعبيّة

تونس في 20 أكتوبر 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -