الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرسى بين مستشاريه وآمريه

رفعت السعيد

2012 / 10 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



كانت المسافة بين آخر لقاء ومكالمته بضع سنوات، ورغم ذلك تعرفت على صوته، وبناء على طلبه التقينا. كان إخوانياً عتيقاً من ماركة الزمن القديم، ترك الجماعة رسمياً، ورسمياً أصبح مستقلاً، ورسمياً بقى قريباً مقرباً من الجماعة، وإن حرص وحرصت على تغليف ذلك بغلاف غير شفاف، وكما توقعت بدأ بالتعاتب حول ملاحقتى الدكتور مرسى، مؤكداً «ده راجل طيب. وقلبه أبيض وإن فهمته وتفهمته سترضى عنه، وضحكت بصوت لفت الأنظار الأرستقراطية المحيطة بنا، وقلت اوعى تكون عايزنى أشرب شاى بالياسمين؟ ضحك هو ضحكة وقورة، وقال: لا. إنت راسك ناشفة ومتنفعش.

وإن كان الإخوان بالطبع على استعداد فقد فعلوها مع «فلان» و«فلان» وغيرهما، الذين شربوا بسعادة غامرة شاياً بالياسمين، وظلوا أيضاً يرددون ألفاظاً وجملاً تحمل مسحة معارضة.. قلت: دعنا من ذلك، لكنى أريد أن أفهم.. وبدأ فى الحديث: رغم أنك قرأت وكتبت عن الإخوان، لكنك لا تعرف قواعد اللعبة. قلت : أمامى رئيس وليس رئيساً بالفعل، ويبدو أنه أتى بمستشارين غير أكفاء. فقال: لا تشغل بالك بالمستشارين، فالأمر أكثر تعقيداً.

المستشارون الرسميون جرت تسميتهم، لإرضاء الصف العاشر من الإخوان، وبعض الآخرين لزوم القول بعدم الاستحواذ، لكن المثير للدهشة أن بعضهم صدق نفسه وأعد كروتاً عليها نسر بارز ومذهب، وكتب تحت اسمه مستشار رئيس الجمهورية. وهؤلاء لا يستشارون، وأضاف كعادته شعراً «لا يستأذنون وهم شهود»، وهناك المستشارون غير المعلومين، وقال إنه يعرف بعضهم، لكنهم للأسف أتوا بناء على اختيارات الجماعة، ووفقاً للرغبة فى إرضاء البعض للبعض، وأقر محدثى قائلاً بما يشبه المرارة وهم أيضاً أعضاء فى الجماعة، والبعض الآخر شرب الشاى بالياسمين، وفى الحالتين تكون المشورة غير متقنة بل غير صحيحة، فالإخوان بلا كفاءة، والياسمين يتطلع لإرضاء صاحب الأمر، وليس إرضاء صاحب الموقع الرسمى.

وقبل أن أسأل قال: انتظر لأشرح لك وجهة نظر القياديين فى الجماعة، وتدفق قائلاً: يا سيدى هم يمتلكون منطقاً يقول: «الدكتور مرسى واحد من آحاد الناس». هو قيادى من الصف الثالث، وأتى إلى رئاسة «الحرية والعدالة» لتحقيق توازنات ترضى الشخص الأقوى. وعندما جرى ترشيحه تقبل أن يجلس على دكة الاحتياط، ولو ترشح مستقلاً لما نال أصواتاً، ولما وجد ما ينفق على المعركة ولا الحشود التى احتشدت، ولا المساندة غير المرئية من أطراف خارجية.. وقاطعته: ولما كانت هناك «المطبعة الأميرية» فهز رأسه،

وأضاف: ولهذا فإن قياديى الصفين الأول والثانى يرون أن الذى فاز ليس مرسى، وإنما الجماعة، ومن ثم فإن من حق الجماعة أن تحكم وأن تتحكم. بل أن تأمر فتطاع، لكن المشكلة أن هؤلاء القياديين بعضهم منصاع للشخص الأقوى، وبعضهم يريد أن ينصاع، لكن الأقوى يختار من يشاء، ومن ثم ليس أمام الرئيس سوى القبول، وسألته عن قصة النائب العام ومظاهرات ميدان التحرير، قال: هذه ترتيبات الأقوى، وقد رتبها قبل السفر إلى الإمارات لتأتى الثمار وهو هناك، ويثبت للذين هناك أنه وجماعته حاكمون متحكمون. فأتت الثمار مريرة. فعاد مهيض الجناح. وسألته ثم ماذا؟ فقال: يا أخى راجع ما كتبته أنت نفسك عن المخطط الأمريكى للفوضى، ونهض.. وضحكت وقلت له: تشرب شاى بالياسمين؟ فقال: لا أنت ولا أنا نصلح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا