الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقدار

اميرة بيت شموئيل

2012 / 10 / 20
الادب والفن


لم تصدق رانيا عيناها عندما استدار احمد الى جهتها متسائلا
- هل ناديتيني ام اني مشتبه
تلعثمت في كلامها لاتدري من اين تبدأ
- اسفة .. يا الهي ... اقصد انني قد اشتبهت بك وبه .. اقصد انك تشبه اخي بدرجة غريبة عجيبة
- هل انت اخت عمانوئيل ؟؟؟
- نعم .. نعم ومن اين علمت ؟؟ هل تعرفه ؟؟
- لا .. لحد الان ... ولكن العديد من اصدقائي اخبروني بانني اشبهه
اقتربت منه وهي ماتزال تحدق به
- يا الهي .. لا اصدق نفسي وانا انظر اليك كانني واقفة امامه .. لاتختلف عن اخي الا بملابسك.
- الحمد لله ها قد اقتربت من معرفة شبيهي .. اين هو ؟؟
- وهذا ما اذهلني .. الذي اعرفه انه لم يأتي اليوم ولهذا استغربت عندما رأيتك تمشي امامي .. اسمع هل لك اخت بسني ؟؟
- ها ها ها وهل تريدين ان تكون لك ايضا شبيهة ؟؟
- انا جادة فعلا
- مع الاسف ليست لي اخت حلوة مثلك
اخفضت رانيا عيناها خجلا وافرجت عن ابتسامة مستريحة لكلامه
- على كل حال غدا سيأتي اخي وارجو ان تأتي ايضا لتتعارفا
- اليس من الاجدر ان نتعارف انا وانت اولا ؟؟
- اه .. اسفة .. اسمي رانيا .. في قسم المدني واخي في الكهرباء... ونحن جئنا كركوك ونعيش هنا مع خالتي
- انا احمد في قسم المساحة .. ونحن نعيش في بغداد .. وما دمتم جدد في بغداد استطيع ان اعرفكم على مناطقها الرائعة لاني اعرفها جيدا
- شكرا لك انك لطيف
- وانتي جميلة
- انت تخجلني حقا .. ارجو المعذرة فعلي ان اعود الى البيت
- حسنا يا عزيزتي .. رافقتك السلامة وارجو ان تسلمي على اخيك
- سافعل
اسرعت رانيا لتخرج من الجامعة فيما بقى احمد يتابع خطواتها ويفكر في ماهية الاقدار التي تحاول ربطه باناس لم يعرفهم قبلا ولم يسمع بهم
في اليوم التالي وعندما كان احمد يتحدث الى اصدقائه شاهد رانيا من بعيد وحاول مرارا رفع يده لتحيتها ولربما ليعرفها على مكانه وتواجده دون فائدة . اعتذر لاصدقائه واخذ يتمشى ليقترب منها .. نادى عليها وهو يلمح ابتعادها
- رانيا .. رانيا
وقفت رانيا دون ان تلتفت اليه وقد احنت رأسها الى الارض
- رانيا ... هل نسيتيني وانا شبيه اخيك ؟؟
- لا .. لا ابدا ام انسى ، ولكن ؟؟
- هل جاء عمانوئيل الى الجامعة اليوم ؟؟ انا في شوق لرؤية شبيهي
- الحقيقة .. الحقيقة .. لا ادري ما اقول .. هو عصبي المزاج احيانا ولهذا ارجو ان نؤجل الحديث اليوم
وقف امامها مباشرة بعدما وجدها تدور بنظراتها يمينا وشمالا وكأنه يريدها ان تركز عليه دون الاخرين
- رانيا .. لقد تحدثت الى والدتي عنكم وعن الشبه بيني وبين عمانوئيل.. في الحقيقة هذه المسألة تشغلني كثيرا لان ... لان والدتي كانت مسيحية مثلكم
رفعت رانيا عينيها الى عينيه غير مصدقة ما تسمع
- ماذا تقول يا احمد
- نعم .. امي كانت مسيحية قبل ان تتزوج ابي
- يا الهي .. البارحة كنا نتشاجر امام خالتي .. قصدي نتحادث .. فقالت لنا ان لهم اخت اسمها مريم خطفوها من امام المنزل في كركوك وهي صغيرة
في الوقت الذي كان احمد ورانيا يتحدثان وعيونهما متمرسان في وجه احدهما الاخر كانهما طفلان يريدان اكتشاف الحقيقة ، اقترب عمانوئيل من اخته ليسحبها غاضبا
- ماذا تفعلين هنا ؟؟ الم انبهك ان تبتعدي عن هذا الغريب ؟؟ هل تريديننا ان نمشي منكسي الرأس يا بليدة؟؟
سحب اخته بقوة ونظر الى احمد قائلا بغضب
- وانت ارجوك ان تبتعد عن طريقنا فهنا ليس مكان هذا الحديث
عاصفة اختلجت بجوانحه فلم يأبه احمد بما سمع واسرع بخطواته يسير خلفهم
- انتظر يا عمانوئيل قد لا اكون بغريب يا اخي
- قلت لك هنا ليس بمكان امن لهكذا حديث
- عمانوئيل اسمعني .. امي كان اسمها مريم وكانت مسيحية
- ابتعد يا احمد انت تتسبب بتوقفنا عن الدراسة بالجامعة
اسرع عمانوئيل بالخروج من الجامعة ساحبا اخته فيما بقي احمد ينظر اليهما والحزن يعصف به
مرت عدة ايام دون ان يجد اثر لرانيا اوعمانوئيل في الجامعة ، اخذ احمد يتردد على اصدقائهما ويستفسر منهم عن عنوانهما او اي دليل على تواجدهما في بغداد، ولم يهدأ حتى وجد من يدله على العنوان.
حل المساء على بيت مارينا والجدال لم يزل مشتعلا بين اولاد اختها رانيا وعمانوئيل وهي تحاول تهدئة الاجواء دون فائدة
- عمانوئيل عزيزي اهدأ قليلا فما زالت الدنيا بخير .. اهدأ قد يكون الامر مجرد اشتباه ويزول فلا تكبر الموضوع وتحرم نفسك واختك من الدراسة .
- يا خالتي كل الاصدقاء يرون هذا الشبه الذي بيننا وينظرون الينا نظرات مريبة
- عمانوئيل لا اعقد ذلك .. فبغداد ليست ككركوك .. هنا الناس كل يهتم بحاله ولايتدخل بشؤون الاخرين
- هل تعلمي ما معنى ان تكون خالتنا قد استسلمت وان يكون لنا ابن خالة مسلم
- وما الخطيئة في ذلك .. ما ذنبنا وما ذنبها اذا كان قد تم خطفها وهي صغيرة وما ذنب ابنها لنتبرئ منه
في هذه الاثناء دق باب المنزل فاشرت مارينا عليهما ليخفضوا اصواتهم . ذهبت وفتحت الباب لتتفاجئ بمريم واقفة امامها
- مارينا ... يا الهي ... مارينا اختي الحبيبة .. كم اشتقت اليك
- مريم .. اختي الصغيرة .. لماذا كبرتي بعيد عنا يامريم
ارتمت مريم في احضان اختها الكبيرة مارينا بعد سنوات الفراق الطويلة، لتلتقي دموعهما فرحة وحزنا في آن واحد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي