الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنسيق و الوحدة بين الشيوعيين

عزيز عمرو

2005 / 3 / 6
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


لقد كتب الرفيق سيف الدين القنطار مؤخراً مقالاً هاماً و نوعياً في جريدة النور بعنوان مغزى التنسيق بين الشيوعيين و أهدافه مستوحاة من الكلمة التي ألقاها الرفيق يوسف فيصل في الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب , و قرار اللجنة المركزية الأخير , حول ضرورة التنسيق مع جميع الشيوعيين .
و قد لاقى قرار اللجنة المركزية , و ما جاء في كلمة الأمين العام و مقل الرفيق القنطار الارتياح و الرضا و التقدير في المحافظة , و ما يتمنونه السير بخطوات فعلية و جادة و صادقة من أجل الحوار و التنسيق , و تفعيل كل ما من شأنه تقريب الوحدة , وان يبادر كل الرفاق الآخرين , أحزاباً وأفراداً باتخاذ نفس الخطوات , بعيداً عن القضايا الذاتية , و الفوقية , و احتكار الحقيقة و المبدئية , و أتفق تماماً , مع الرفيق القنطار , بأنه لا يوجد خلافات جدية خاصة سياسية و مهمات مرحلية , تستجوب مثل هذه الأوضاع , المؤلمة , و المؤسفة بين الشيوعيين , هذه الحالة التي تستغل من قبل كل القوى المعادية و بخبث للإساءة إليهم و تسعر خلافاتهم و ذلك بتشجيع طرف ضد طرف آخر لأضعافهم و عزلهم أكثر , و إذا كان هناك تباين في بعض القضايا التنظيمية أو الفكرية , و هذا أمر طبيعي يمكن حلها عن طريق الحوار ألرفاقي الصادق و المسؤول بعيداً عن الاتهامات و المهاترات الرخيصة .
إن الحوار و التنسيق كمرحلة أولية بين الشيوعيين السوريين و القيام بأعمال مشتركة داخل الوزارة و القيادة المركزية للجبهة التقدمية, و داخل مجلس الشعب, و الإدارة المحلية, و داخل المنظمات الجماهيرية و المهنية, و التخضير للاحتفالات الوطنية و الطبقية بشكل مشترك و أيضاً القيام بنشاطات مطلبيه و ندوات فكرية و سياسية.
إن مثل هذه النشاطات المشتركة ستساعد حتماً على تحسين الأجواء , و على تقارب وجهات النظر حول الكثير من الأمور و الانتهاء من الوضع الذي يعيشه الشيوعيين السوريين منذ سنين , و الذي يسيء و باعتراف الجميع إلى تاريخ ونشاط و سمعة و مكانة الشيوعيين أينما كانوا .
لا شك أن الحوار و التنسيق سيساعد كثيراً إلى أعادة الثقة بالحزب أكثر عند المئات إن لم نقل الألوف من الشيوعيين , الذين هم الآن خارج التنظيمات , و ستعيد الهيبة و المكانة والاحترام إلى الشيوعيين بين جميع الكادحين و الوطنيين من أبناء شعبنا , و تمنحهم الإمكانية و ألقدره أكثر في تعزيز الوحدة الوطنية و تعزيز دور الجبهة الوطنية التقدمية , الدفاع عن مطالب الجماهير الشعبية , و المساهمة أكثر في وقف هجوم البرجوازية البيروقراطية و الطفيلية , وفي دعم توجهات سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد التي أكد عليها في أدائه القسم الدستوري عام ألفين : كالتجديد , والتحديث , و النقد البناء , و احترام الرأي الآخر , و على مبدأ المحاسبة , و الإصلاح الإداري , و تطوير مختلف المجالات , الاقتصادية , والزراعية , الصناعية , والتجارية , و في القطاعات المختلفة ( العام , والخاص , و غيرها ) و على تعزيز دور الجبهة الوطنية التقدمية , و تطوير التجربة الديمقراطية , و مكافحة الهدر و الفساد و الحفاظ على كرامة المواطن , و ضمان الحريات و إلى آخره .............
إن الشيوعيين السوريين , و خلال تاريخهم الطويل كانوا و ما زالوا يملكون الكثير من الجرأة و التفاني و نكران الذات و الوعي و الإخلاص من أجل التغلب على بعض الحالات الشاذة و البعيدة عن أخلاق الشيوعيين , ومن اجل تحقيق وحدتهم , هذا الهدف النبيل الوطني و الطبقي , و الذي طال انتظار الشيوعيين و أصدقائهم و حلفائهم لتحقيقه . فالشيوعيون لم يعد بمقدورهم الانتظار أكثر, فالمرحلة دقيقة و خطيرة تهدد كل القوى الشريفة و المخلصة لهذا البلد, و منهم الشيوعيين السوريين في أي طرف كان وبدون تمييز.
كلنا ندرك خطورة المرحلة و شراسة الهجمة الامبريالية و الصهيونية و نسمع تصريحات بوش و وزيرة خارجيته ضد سوريا و نظامها الوطني , وكل القوى و الأنظمة في العالم التي ترفض القبول أو الاستسلام أما هذه التهديدات , و يقول بوش بكل وقاحة :
سنفرض الديمقراطية على العالم . و يقصد السيطرة على العالم و احتلالها و نهب خيراتها , و نسف قيمها , و هذا ما حدث و ما يحدث في مناطق مختلفة من العالم . و كذلك الهجمة الفكرية و الإعلامية الضخمة على كل القوى الوطنية و اليسارية و الماركسية و القومية و الدينية المتنورة , و شراء الكثير من الأقلام التي كانت حتى الأمس القريب تدعي اليسارية و الماركسية , و تعلن الآن جهاراً و بكل وقاحة : ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى كانت جريمة , و الاشتراكية غلطه تاريخية , و الماركسية باتت نظرية قديمة و الصراع الطبي تفكير قديم , و غيرها من النظريات التي استغلت الانتكاسات التي حدثت و الأخطاء التي وقعت , و الدفاع عن الليبرالية الجديدة , و العولمة الأمريكية , و تبرير كل جرائم الولايات المتحدة الأمريكية باسم : الديمقراطية – و حقوق الإنسان , و الدفاع عن حقوق الشعوب في مناطق مختلفة من العالم .
و المرحلة تتطلب من الجميع , الاهتمام أكثر بالوضع الداخلي , كحماية المكتسبات التي تحققت , و خاصة القطاع العالم و تطويره و تحديثه , و البقاء على دعم المواد الأساسية و تقوية دور المنظمات الجماهيرية و المهنية , و تعزيز دور الجبهة الوطنية التقدمية , و عصرنت الكثير من القوانين القديمة , و أيجاد حل لمشكلة البطالة و الفساد , و تعزيز الديمقراطية والإسراع في حل مشكلة الإحصاء في الجزيرة , و التوازن بين الأجور و الأسعار , و الكثير من القضايا الأساسية الأخرى .
إن تعزيز و تمتين العلاقات بين جميع القوى الوطنية التقدمية, والانتهاء من حالة الانقسامات, داخل هذه القوى و الأحزاب و خاصة الشيوعيين السوريين باتت مهمة سريعة لا تقبل التأخير و التأجيل.
فالمستقبل حتماً ليس للتهديدات و الغطرسة الأمريكية و الصهيونية , كما أكدت كل تجارب التاريخ و ليس لهؤلاء المتخاذلين و المستسلمين , و المتسكعين أمام السفارات الغربية , بل للصمود و للسياسة الموضوعية المرنة و الحازمة , وفي رفض المخططات و المشاريع الامبريالية والصهيونية . و البوادر قد بدأت في تطور الصين و صمود كوبا و فنزويلا و كوري الشمالية و إيران و سوريا , و أيضاً في التحرك الجماهيري الواسع في مختلف مناطق العالم ضد الامبريالية و سياستها و أهدافها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: احتجاجات في فرنسا بعد تحقيق اليمين المتطرف صعودا مدويا


.. إعلان تأسيس -الجبهة المغربية من أجل إطلاق سراح المعتقلين الس




.. بعد فوز اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي.. الرئي


.. شرطة كندا تصادر علم فلسطين وتعتدي على متظاهرين داعمين لغزة




.. ما هي أسباب تزايد دعم الشباب لأحزاب اليمين المتطرف في فرنسا