الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغلبية الاغلبية

يوسف كريم حسن

2012 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ان الحالة الاعتيادية والتي عودتنا عليها البلدان الديمقراطية هو تشكيل حكومة غالبية سياسية لادارة الحكم وقد تكون هذه الحكومة ائتلافيه اذا لم تفرزلنا صناديق الاقتراع اغلبية مريحة (هذه المعادلة تنطبق على البلدان التي تاخذ بالنظام البرلماني) وان عدم تحقق الغالبية السياسية المنشودة يعود لسببين الاول انقسام الراي العام وهذه الحالة صحية وطبيعية اما السبب الثاني فهو وجود ثلاث تحالفات تخوض الانتخابات على الاقل .
ان تشكيل حكومة اغلبية سياسية عاده ما يستلزم وجود حكومة ظل وظيفتها مراقبة ومتابعة وتقويم اداء الحكومة , هذه بشكل عام النغمة الطبيعة التي اعتاد الديمقراطيون على عزفها واسماعها لنا وهي لاشك تطرب المجتمعات الديمقراطية والاخيرة بدورها مهيا لها وتتكيف معها بسبب اعتدال المناخ السياسي السائد فيها وخصوبة التربة المجتمعية الصالحة لانبات مثل هكذا ديمقراطية تعزز من حالة التعايش السلمي وتعود بالنفع على البلاد والعباد.
اما البلدان التي لاتزال في مرحلة التحول الديمقراطي ومنها العراق فانه الى الان في طور الديمقراطية الفتية او كما يسميها البعض بمرحلة (طفولة الديمقراطية)وهذا المسمى نابع من المقارنة والمقاربة ما بين عثرات الاطفال بعد عملية الولادة والزحف والمطبات والاخفاقات التي رافقت العملية السياسية والنخب الخاكمة منذ التغير والى الان .
فبعدما جربنا حكومة المصالحة الوطنية وحكومة المشاركة وحكومة الشراكة والتي لم تسفر جميعها عن نتائج تذكر وتحقق الحد الادنى من متطلبات الحياة , بل انها بصراحة تسببت باغناء الغني وافقار الفقير وهذا كله مرده الى سيف التوافقات السياسية المسلط على رقبة الوطن والمواطن والذي لا يبقي ولا يذر .
ومن باب بقى الحال من المحال طرحت اليوم فكرة حكومة اغلبية سياسية وليست اغلبية طائفيه من قبل السيد عمار الحكيم بعدما بات الجميع مقتنع من عدم جدوى استمرار الشراكة غير المتحققة والتي لم تتحقق بسبب تصلب وتخشب اطرافها وندية بعضهم اتجاه الاخر.
حكومة اغلبية الاغلبية اي حكومة قائمة على مشاركة اغلب المكونات الاساسية وبثلاثية اطرافها الشيعية والسنية والكردية لكن ليعلم الجميع ان هذه الاطراف لن تكون حاظرة جميعها على اعتبار ان الهويات الثانوية لن تتماهى وتفضي الى حالة من الانسجام كما ان الانسجام ربما , لا بل من المؤكد انه لن يكون حاظرا داخل المكون الواحد او القومية الواحدة لان القاسم المذهبي او القومي الخ .. لايولد بالضرورة قاسم سياسي مشترك مع التاكيد على نقطة هي ان الهويات الثانوية بدات تلتهم وتبتلع الهويات الاصلية وفي كثر من الاحيان تتقدم عليها وهذا هو بيت الداء.
فنعم لاغلبية الاغلبية وكلا لاغلبية الغالبية لان الاولى ستحقق اغلبية وطنية بينما تقودنا الاخيرة الى اغلبية طائفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إسرائيلي: حماس -تعرقل- التوصل لاتفاق تهدئة في غزة


.. كيف يمكن تفسير إمكانية تخلي الدوحة عن قيادات حركة حماس في ال




.. حماس: الاحتلال يعرقل التوصل إلى اتفاق بإصراره على استمرار ال


.. النيجر تقترب عسكريا من روسيا وتطلب من القوات الأمريكية مغادر




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال لمسجد نوح في