الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس 23 أكتوبر من ضدّ من ؟ من مع من؟

بشير الحامدي

2012 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية



كما الحروب تنتج تجار السلاح مافيا المال والتقتيل والدماء تنتج الثورات التي تترنح أو تنهار مافيا السياسة القذرة عصابات الالتفاف والتوظيف والانقلاب على الحركة الثورية.
بعد 14 جانفي 2011 انخرطت هذه المافيا من اليمين و من اليسار تؤمن للإنقلاب على الحركة الثورية كل عوامل الإستمرار والنجاح تحت عنوان كبير : المحاقظة على النظام القائم.
مافيا السياسة القذرة منها من في السلطة ومنها من في "المعارضة" منها من بالخوذة والزي العسكري والعصا والرشاش ومنها من بربطة العنق و البدلة، منها من هو قادم من غبار الماضي و كتب التسبيح الصفراء ويعلن ليلا نهارا مشروعه السلطوي باسم الدين ومنهم من هو قادم من شعارات الولاء لبرتوكولات الإستعمار ومن موقعه هو أيضا يعلن ولاءه لكل منتجات هذا المشروع. كما لا ننسى رهطا آخر أيضا يلعب لعبته هو أيضا وبدوره يعلن إمامته للحركة الشعبية ولكنه في الأخير لا يخرج عن السقف الديمقراطي البرجوازي. إنه بعض اليسار الملون اليسار اللبرالي.
كلهم يمدّون اليد سرّا وعلانية ويأكلون ويرتزقون من مال الفساد المتدفّق من الخارج والدّاخل تحت ألف عنوان وعنوان. إنجاح "الإنتقال الديمقراطي". "بناء الدولة المدنية". "العدالة الإنتقالية" . الإنتخابات. الشرعية. الدستور...إلخ
أدوارهم هي نفسها و إن تباينت في الظاهر. برامجهم هي نفسها و إن تنوعت. وجوههم هي نفسها على الشاشات. صراخهم ونعيقهم. كذبهم وتظليلهم. دعايتهم وحملاتهم. مبادراتهم ومناوراتهم. نداءاتهم وجبهاتهم. أحزابهم وجمعياتهم. تحالفاتهم وتبايناتهم. صراعاتهم و التقاءاتهم. تظاهراتهم ومظاهراتهم. جرائدهم وبياناتهم: كلها في النهاية واجهات لا غير لمشروع الإنقلاب على الحركة الثورية المتواصل. كلهم في النهاية دمى بيد أصحاب النفوذ الحقيقي من بيدهم سلطة المال والسلاح والإعلام.
تتعدّد الألوان تتعدّد المبادرات تتعدّد البرامج ولكنها في الأخير تتشابه حتى أن البعض يعجز حتى عن تمييز من ضدّ من ؟ و من مع من؟
الكذبة الكبرى ستكون 23 أكتوبر مرة أخرى.
الكذبة الكبرى ستكون حول الشرعية مرة أخرى.
23 أكتوبر 2011 جاءت بالنهضة وشركائها للسلطة عبر صندوق الكذب الإنتخابي على رقاب الشهداء والثوار والثورة والحركة الثورية بمباركة وتزكية مافيا السياسة القذرة من اليمين واليسار اللبرالي الإنتهازي غير الطامع في أكثر من فتات برلماني يؤسس به شرعية وهمية زائفة، وخاب لأنه لعب لعبته معتمدا على أوهامه ولأن اللعبة أصلا لا شرعية وكلها أوهام.
وصول النهضة إلى السلطة عبر صندوق الزيف وعبر الإنقلاب الإنتخابي الذي أسست له هيئة بن عاشور ونفذته هيئة كمال الجندوبي ورعاه الجيش ووزارة الإرهاب وانخرط فيه اليسار اللبرالي أعاد الروح للعجوز البورقيبي المجرم ومريديه من رعيل بورقيبة ومافيا المال في عهد بن على وبعض الإنتهازيين والطامعين في السلطة من الديمقراطيين و الإصلاحيين المنسجمين جدا من دعاة الدولة المدنية للرهان من جديد على سلطة بورقيبية نوفمبرية جديدة ليس لها أن تشهر غيرالتجويع والعصا في وجه الجماهير مقابل أن تقول على نفسها مدنية وترعى الإنقلاب وتوطده.
23 أكتوبر 2012 لن ياتي بأكتوبر جديد ولن يأتي بالجديد للجماهير التي ينهشها اليوم القمع بأنواعه والبطالة والإبعاد والتهميش والتفقير والغلاء.
ماهي مطالب الأكتوبريين من كل شاكلة؟
يا للمفارقة! سينادون بلاشرعية شرعية هم من شرّعها.
سينادون برحيل حكومة هم من أسّس لشرعيتها الزائفة.
سينادون بحل مجلس هم مازالوا يجلسون على كراسيه ويخطبون من منبره.
سياندون بدولة مدنية هم مغتصبوها لأن لا مشروع لهم غير دولة من طراز دولة بورقيبة أو دولة بن علي.
23 أكتوبر 2012 لن يكون غير أكتوبر مافيا السياسة القذرة قطاع الطرق بياعو الأوهام تجار خدمات وعمالة بالجملة والتفصيل.
يبقى كيف للجماهير أن تصنع أكتوبرها؟
كيف للحركة الثورية وللثوريين أن يصنعوا أكتوبرهم؟
ليس هناك من طريق غير الإستقلال سياسيا وتنظيميا عن كل هذه القوى.
ليس هناك من طريق للثوريين غير العمل مع الجماهير ومن داخلها على التنظّم في مجالس ثورية مواطنية ومواصلة النضال حتى اسقاط النظام بكل مؤسساته وأجهزته.
ـــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذي الفاضل بشير الحامدي
رويدة سالم ( 2012 / 10 / 21 - 22:15 )
استاذي الفاضل بشير أتفق معك في كل حرف تفضلت به في تحليلك لواقع الاحزاب والحركات السياسية في تونس وعلى راسها الاكتوبريون
الكل يلعب لمصلحته الخاصة مستغلا كلمات رنانة واحلاما قامت لأجلها الثورة
لكن استاذي من سيستقل وكيف سيستقل سياسيا وتنظيميا عن كل هذه القوى؟
هل نمتلك البديل وهل نمتلك اصحاب برامج ثورية فعلية قادرة على التغيير ثم متى سيتنظمون ومتى سيقدمون مشارعهم للجماهير؟
هل تعتقد ان في بلادنا من هم قادرون على تقديم البديل ام ان قدرنا ان نبقى نندد ونشجب ونحلل ونعيد ونقبل في الاخير من يقدمه صندوق الاقتراع الذي سيجد الشعب نفسه مضطرا امام العماء السياسي التام على وضع اي خيار وان كان غير مقتنع به اصلا؟
آسفة على الازعاج
خالص مودتي

اخر الافلام

.. إلى أين سيقود ستارمر بريطانيا؟ | المسائية


.. غزة .. هل اجتمعت الظروف و-الضغوط- لوقف إطلاق النار؟ • فرانس




.. تركيا وسوريا.. مساعي التقارب| #التاسعة


.. الانتخابات الإيرانية.. تمديد موعد التصويت مرتين في جولة الإ




.. جهود التهدئة في غزة.. ترقب بشأن فرص التوصل لاتفاق | #غرفة_ال