الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسة تصدير الأزمة

سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)

2012 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


تؤشر عملية إغتيال العميد وسام الحسن، والتي تدلل جميع المعطيات على تورط النظام السوري في تدبيرها، على بلوغ هذا النظام مرحلة الإختناق السياسي والأمني التامين ودخوله عنق الزجاجة.
سياسة تصدير الأزمات هذه ومحاولة جر لبنان كطرف في حرب النظام السوري على شعبه، ما هي إلا محاولة يائسة لفك الخناق عن رقبته بتصدير جزء من أزمته إلى الخارج وجر أطراف جديدة (حزب الله، حليفه التقليدي في لبنان) للقتال معه في الداخل، على أمل إحتواء حرب الجيش السوري الحر الذي أخذت ضرباته الموجعة بهز أركان نظامه وأشرفت على التطويح به.
ورغم أن إغتيال العميد الحسن، رئيس فرع العمليات في الأمن الداخلي اللباني، يأتي، بشكله الظاهر، كنوع من العقوبة على كشفه لعملية تهريب الوزير (ميشيل سماحه) لمتفجرات من سورية بنية إستخدامها في أعمال تفجير داخل لبنان، إلا أن توقيتها وحساب مساحة مدها في الساحة اللبنانية المتقلقة، تدلل على نية تفجير الوضع داخل لبنان بإتهام قوى الرابع عشر من آذار لحزب الله بالمسؤولية عن تدبير مقتل الحسن المحسوب على هذه القوى، بحكم كونها المستفيد الوحيد من مقتله في داخل لبنان أولا، وبحكم كون قوى حزب الله هي المسؤولة عن تأمين مطار لبنان وطريقه ثانيا.
كل معطيات الداخل السوري تدلل على مصلحة نظام الأسد في تصدير أزمته إلى دول الجوار على أمل فك الخناق عن رقبته المترنحة تحت ضربات الجيش السوري الحر، وخاصة بإتجاه دولة حليفه المذهبي والسياسي المسلح، حزب الله، المسيطر على الحكومة اللبنانية الحالية؛ والقادر بحكم ترسانته من الأسلحة الحديثة على إمداده بالسلاح والمقاتلين فيما لو نجح مخططه وإنجرت قوى 14 آذار للمواجهة، ولو سياسيا، مع حزب الله.
والأمر في النهاية مرهون بقدرة قوى 14 آذار على احتمال تورطات حزب الله وباقي القوى الموالية لنظام الأسد في الداخل اللبناني، في عملية تصفية رموزها، وخاصة فيما لحق بإغتيال وسام الحسن رمز آخر في وقت قريب، وخاصة إن عملية إغتيال العميد الحسن، وكباقي عمليات الإغتيالات التي تعرضت لها رموز قوى 14 آذار ومنذ إغتيال الشهيد رفيق الحريري، تدلل على أن منفذها قوة تتوفر على إمكانيات عسكرية وأمنية لا تتوفر في الداخل اللبناني لغير حزب الله، الذي تفوق امكانياته العسكرية والأمنية امكانية الجيش اللبناني الرسمي ذاته.
معروف أن إنجرار لبنان إلى حرب داخلية - وهي كامنة ولا يكبحها غير تخوف قوى 14 آذار من عواقبها – معناه سيادة حزب الله على الساحة اللبنانية – كما حصل في حربه المجانية مع اسرائيل في تموز 2006 – وتفرده بأمنها وقرارها ولو إلى حين، وهذا ما سيوفر له الظرف المناسب لمد يد العون لنظام الأسد في العدة والعدد، بل وحتى الدعم اللوجستي الذي يحتكم عليه هذا الحزب عن طريق ايران.
فإلى متى سيستمر صبر قوى 14 آذار فيما لو لحق غدا أو بعد غد بوسام الحسن رمز آخر من رموزها؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الانتخابات الرئاسية الإيرانية: مراكز الاقتراع تفتح أبوابها و


.. مناظرة رئاسية اقتصرت على الهجوم المتبادل




.. تباين كبير بين ردود فعل مؤيدي بايدن وترامب


.. استطلاع يرجح أن دونالد ترامب هو الفائز في المناظرة الأولى




.. صدمة في أوساط الحزب الديمقراطي من أداء بايدن في المناظرة