الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما ..ذبحوا ..حبيبتي... 3

ليث الجادر

2012 / 10 / 21
الادب والفن


.اما المخالف منا فتبدا عقوبته بالطم على الخد ومرورا باستخدام الشسع وفي حالات محدده التهديد بالكي, لكن لم اتذكر انه تم تنفيذ هذه العقوبه فقد اكتفت بالتهديد بها ..انا كنت اكثرهم نيلا وهدفا للعقوبات.. وكانت عقوبه محدده ونوعيه ..عقوبه مذله لبرائتي ومن النادر كانت تستخدمها للاخرين .. انها عقوبة المقاطعه في الحوار والكلام , تقاطعني بعد بضعة كلمات تعبر بها عن استيائها الشديد مما فعلت وما ان تنطقها حتى تبدا بالصوم عن مناداتي او التكلم معي.. اما مهمة ايصال اوامرها وتعليماتها فكانت تقوم بها احدى خواتي وغالبا ما كانت تكون تللك الصغيره المدللة بذلك والتي تستغل الظروف فتمارس نحوي كل اساليب الاستفزاز ,وكانت غالبا ما تفلح فيها فتتضاعف العقوبه بعد ان تقطعها بعباره ( لو تعلم باي مقدار اكرهك ايها الحقود ) ثم تحتظن مدللتها وتشيح بوجهها عني وتعلن مواصلة المقاطعه لايام .. ايام اعيش فيها منبوذا بكل ماتعنيه الكلمه فحتى اخواتي يكن حذرات تماما من محادثتي او اللعب معي في حضرتها .. كان هذا من شأنه ان يعرضهن للعقوبه خصوصا اذا كانت في بداية فترتها .. وعلى العكس فحينما احس بان احدى هذه الاخوات بدت غير مكترثه بالحصار والمقاطعه فان هذا يعني بداية نهاية العقوبه اما نهايتها الفعليه فانها غالبا ما تبدا مع تقرب المدللة تلك مني وتزلفها لي ...الغريب انني في تلك الفترات اكون منشغلا عن التفكير في انتزاع طفولتي كنت احس بنوع من الكبر ومن التحدي , وتتملكني نزعه حاده في التعالي عن محادثة الاخريين كل الاخريين ... لكن ..بعد ذلك اليوم الذي تنائى لاول مرة صوت سعديه الى سمعي .. وكنت حينها ارضخ لعقوبة المقاطعه واذكر انها كانت طويله تعدت الاسبوع وما من بادره تدلل على دنو نهايتها.. خصوصا وان ابي الذي كان في كل مره يبذل مساعيه الحميده ويحاول ان يهدء من الموقف.. كان هذه المره متوافق مع جهود واسباب العقوبه التي سببتها لي ام يسرى الطالبه المتفوقه التي كانت تشاركني لقب (( الاول على الصف )) والتي ارتات مرشدة الصف ست ( فريده ) التي كانت تدللني بشكل ملفت للنظر من ان تقربها الي وان تجعلها شريكتي في المقعد الدراسي ومن ثم بدانا نتشارك حتى في السندويات والحلوى ونقضي معا منفردين اوقات الاستراحه ...واستمر الامر على طبيعته هذه حتى ارتكبت الاثم الذي جعل كل الكون يقف في وجهي ويؤنبني باقسى الكلمات.. فلقد وجدت نفسي في لحظات حديثي مع شريكتي يسرى رغبه مفاجئه وغريبه لان اطلب منها بان تدنوا وتقترب مني ,لاهمس لها ..- يسرى انت حبيبتي!! .. احبك..!.. لكن حتى قبل ان اكمل كلمة حبيبتي.. قفزة يسرى وكانها كانت على اهبة الاستعداد لهذه القفزه وقبل ان تستمع الي وولت هاربه تبكي حيث القت براسها على المقعد الدراسي (الرحله ) وهي تنتحب بصمت تتخلله شهقات متقطعه.. جعلت كل طالبات والطلاب يهرعون الى الاداره وهم يتلمسون لها العون .. وانقلب الصف الى مكان لتجمهر المعلمات والمديره والطالبات فلقد كانت يسرى طفلتهم المحببه .. بينما تسمرت انا على الدكه المقابله لباب الصف وقد انعقد لساني وفقدت كل قدره على الحركه.. لم اكن حينها خائف ابدا من قسوة العقاب المحتمل ,, فانا اعرف مقدار حصانتي من العقوبه, لكنني كنت في حاله يرثى لها من الشعور بالاحباط من رد فعل يسرى وقلق مريب من الكيفيه التي ستقيمني بها ست فريده .. التي كنت اركز نظري عليها من بعيد واتفقد ملامحها وهي تنحني مع المديره على يسرى ويحاولن من ان يهدئانها ...سبعة اعوام استغرقت تلك اللحظات .. سبعت اعوام وهي كل عمري ,انقضت حتى .. رايت فجاه ست فريده ترفع راسها من بين الجمع وتجول النظر في الساحه فعرفت انها تبحث عني .. اما المديره فانها خرجت بصحبة يسرى وتوجهت الى الاداره .. ولم يطول انتظاري حتى رايت ست وداد معلمة درسة الرياضه وهي تلقي بظل جسدها علي وتبادر بسرعه ودون ان تنطق بكلمه الى ان تمسك بشحمة اذني وتعتصرها لكي تنهضني من جلستي .. وما ان هممت للاستجابه وانا مذهول.. حتى حطا من الخلف على كتفي كفي ملاكي فريده الدافئين الذين بدئا يدثان رذاذ من السلام والطمانينه على جسدي المرهق ..وما ان استدرت رافعا راسي نحوها ومحررا اذني من فكي اصابع الست وداد.. حتى رايت وجه ملاكي قد تصلب وهي توجه نظراتها الحاده الى وداد وتزئر – اتركي ولدي .. ليس هذا من حقك .. اتركيه فورا – وبقت تصرخ في وجهها حتى بعد ان تركتني وداد وبارحت المكان وهي تحاول من ان تهدا الموقف باشارات يديها ... الاا ان الست فريده لم تتوقف عن الصراخ الا حينما وضعت راسي على بطنها وانا احاول من ان اخفي وجهي خلف ذراعيها الملائكيتين .. فأنساني .. عطرها الذي مازال الى الان يعبق في ذاكرتي ولون قميصها الوردي المطرز بالورد الابيض كل شعور بالتعاسه او القلق ولحظات الخوف التي سببها لي تصرف الست وداد... اظن واريد الان من ان اظن باني ..بقيت اتامل مملكة الوداعه تلك واتحسس برد سلامها لدقائق.. كانت فيها ملاكي فريده تمسح على رأسي .. وتتفحص قسمات وجهي باصابعها.. التي تخيلتها في تلك اللحظات وكانهن قدت من حلوى بيض اللقلق الناصع البياض .. وهي تهدهد لي بترنيمه رائعه... ( ولا يهمك حبيبي كلشي ماكو ماما ) ... يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قضية دفع ترامب أموالا لممثلة أفلام إباحية: تأجيل الحكم حتى 1


.. بايدن عن أدائه في المناظرة: كدت أغفو على المسرح بسبب السفر




.. فيلم ولاد رزق 3 يحقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية


.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي




.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان