الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما وراء زيارة امير قطر لقطاع غزة؟

خالد عبد القادر احمد

2012 / 10 / 21
القضية الفلسطينية



يوما عن يوم, يتعزز خبر زيارة امير قطر لقطاع غزة, التي تتم تطفلا دون دعوة استضافة رسمية من قبل السلطة الفلسطينية, التي تربكنا لعدم ابداءها حتى اللحظة رد فعلها الرسمي على هذا التجاوز القطري لوحدانية شرعيتها في تمثيل شعبنا سياسيا, وهوتجاوز اكده اعلان ان الزيارة تتم بتنسيق قطري مصري, مع اشارة انباء عن مصادر في السلطة انها تشعر بالامتعاض من هذه الزيارة, اما حركة حماس التي اولت ظهرها لكل ما هو وحدوي فلسطيني فانها على قدم وساق تتخذ الاجراءات الامنية اللازمة استعدادا لهذه الزيارة بالتنسيق مع الجانب المصري, فما هو هدف امير قطر من وراء هذه الزيارة ؟
تتعدد الاجابات المحتملة على هذا السؤال, تبعا لتعدد القضايا الاقليمية ذات الاهتمام الفلسطيني _ القطري الخليجي المشترك, وهي قضايا تندرج جميعا في اطار ملف مسماه تسوية الصراعات الاقليمية العام, وتتصدر ادارة صراعاته ومعالجتها الولايات المتحدة الامريكية بالاصالة عن مصالحها وبالنيابة عن مصالح المراكز الاقتصادية السياسية الغربية كاوروبا واستراليا وكندا وغيرهم في مواجهة المراكز الاقتصادية الشرقية كالصين وروسيا وفي مواجهة المراكز الاقتصادية المتنامية كالهند وكوريا الجنوبية وغيرها,
ولقد اشرنا في مقالات سابقة الى واقعة تشابك مصالح راس المال النفطي الخليجي بالراسمال العالمي, والغربي منه بصورة خاصة وتجلي منهجية استثمار خليجي لم تعد ترى في المنطقة سوى سوقا استثمارية يظلل راس المال الخليجي النفطي فيها النفوذ السياسي والقوة العسكرية الامريكية, مما عمق اصطفافها السياسي الى جانب هذا الطرف, فباتت شريكا تقاسمه من اضعف الحصص العائد الاقتصادي لسيطرته على المنطقة,
وفي اطار وعلى ارض تفاهمات مسبقة مع الولايات المتحدة, فان وصول جماعة الاخوان المسلمين والى جانبهم قوى السلفية الى الحكم في بلدان من المنطقة, قدم هذه البلدان اولا كاسواق منزوعة الحماية للاستثمار الاقتصادي الغربي الخليجي المشترك, وثانيا كجبهة جيوسياسية متماسكة في وجه اي اطراف تنازع المراكز الغربية مصالحها ونفوذها, ومن بين هؤلاء الكيان الصهيوني الذي يحاول التحرر من النفوذ الامريكي الاوروبي في فرض التسوية عليه واعادة محاصرته في اطار المنظور الوظيفي الذي خلق من اجله هذا الكيان
ان خصوصية معالجة المراكز الغربية لصراعها مع اتجاه الاستقلال والتحرر الصهيوني تربك قارئها وتدفعه الى استنتاجات خاطئة, وذلك لخلو هذه المعالجة من منهاجية العنف الذي مورس في العراق وافغانستان, ويحتمل اعادة ممارسته ضد ايران وسوريا, ولذلك نرى هذا القاريء يؤكد على ان المراكز الغربية تمهد لسيطرة الكيان الصهيوني في المنطقة, وهي منطقة مسيطر عليها اصلا من قبل هذه المراكز, فلماذا ستتخلى عنها لصالح الكيان الصهيوني او تلافع بلا سبب نسبة مشاركته فيها؟
ومن الصحيح ان هذ المراكز تعلن جهارا انها ضامنة لوجود الكيان الصهيوني وامنه وتفوقه النوعي في المنطقة, غير انها في الحقيقة تلمست اطماع هذا الكيان التوسعية وتهديده لمصالحها ونفوذها, وكل ذلك مشروطا بعدم وجود البديل الاقليمي القادر على تولي المهام السياسية المناطة بالكيان الصهيوني من قبلهم, الى جانب ان ادارته الصهيونية اثبتت انها قادرة على اللعب على تناقضات الصراع الاقتصادي السياسي بين المراكز الغربية والمراكز الشرقية, ولقد استطاع في الفترة الماضية التي عرفت بفترة ممانعة ومقاومة النفوذ الامريكي ان يهيئ لتوسع السوق الاقتصادي الصيني الروسي ونفوذه السياسي, وها هو يتراجع الان مع انجازات الربيع العربي, وهو ما يفسر وقوف الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي ...الخ بكل قوة خلف هذا الحراك
ان معالجة المراكز الغربية لصراعها مع الكيان الصهيوني سيكون بالضرورة مختلف ويخلو من العنف السياسي والعسكري عن معالجتها لافغانستان والعراق, فليس الهدف هو القضاء على هذا الكيان, وهوبماهيته الخاصة لا يملك قابلية وجود ( نظام ) بديل فيه, فهو صفقة واحدة وجودا ووظيفة, إما ان تقبلها على علاتها المراكز الغربية, او ان تترك المراكز الشرقية تستولي عليها,
ان تخلف القاريء عن قراءة هذه الخصوصية يلازمه ويعمقه ايضا تخلفه عن ادراك الاهمية الجيوسياسية الفلسطينية في الصراع العالمي, رغم كل هذا الانهاك التي هي عليه الان ورغم كل الضغوط الهائلة التي تمارس ضد قرارها السياسي, فالاهمية الجيوسياسية الفلسطينية غير مرتهنة للقوة العرقية المسيطرة عليها, وان كان من عواملها, وانما هي مرتهنة لاهمية جغرافيتها اللوجستية في خارطة الاتصال والتواصل العالمي, ولذلك تعرف القضية الفلسطينية بتواصلها التاريخي ولا تعرف بحلقات السيطرة على فلسطين منفردة,
ان تعدد المنهاجيات الفلسطينية في التعامل مع التناقضات والصراعات في المنطقة, يعكس نفسه على شرعيات التعامل العالمي والاقليمي على هذه التناقضات والصراعات, وكان انعكاسا, سيئا شذوذ اتجاه محدد في حركة حماس وخروجه عن مسار تفاهمات جماعة الاخوان المسلمين مع الولايات المتحدة الامريكية, في الموقف المشترك لهم معها من الملف النووي الايراني والازمة السورية, كما في ايضا الموقف من المصالحة الفلسطينية, وهوشذوذ تعاظم خطره على الاصطفاف السياسي الاقليمي حين تعاظم صداه في البنية الحزبية لحركة حماس والالتفاف الشعبي من حولها, ووصل حد تحرير تركيبة مكتب الحركة السياسي من تاثير اتجاه معتدل مثله في الفترة السابقة خالد مشعل, الذي اظهر التزاما ونحيازا واضحا لخط تفاهمات جماعة الاخوان المسلمين مع الولايات المتحدة, وفي ملف المصالحة الفلسطينية على وجه الخصوص, وما يعكسه ذلك سياسيا على الصراع الصهيوني الامريكي, حيث يسحب من هذا الكيان عددا من مبررات التهرب من التسوية اهمها مبرر تعدد الشرعيات الفلسطينية واستمرار اتهام حركة حماس بالارهاب, ورفضها التعامل مع اي عنوان سياسي فلسطيني تتشاركه حركة حماس,
ان اكثر الاجابات احتمالا على التساؤلات حول هدف الزيارة القطرية لقطاع غزة, وتكميم السلطة لفمها عن التعليق على هذه الزيارة هو انها تاتي في سياق محاولة علاج هذه الملف, والذي يعني اعادة وصل مسار المصالحة الفلسطينية واعادة تحريكها اطلاق حراكها من واقعة اتفاق الدوحة,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لقد ضرب هذا البغل بعرض الحائط
عتريس المدح ( 2012 / 10 / 21 - 17:29 )
يبدو أنه من غير الممكن لهذا الحمد ومزته أن يتجولوا في أي بلد من بلدان ما يسمى بالربيع العربي، فها هم ورغم انتصار أزلامه في بلدان ما يسمى بالربيع الا أنه لن يستطيع أن يأمن على نفسه لا في مصر التي لم يستقر وضع ازلامه فيها ولا في تونس حيث مازال الجمر الثوري تحت الرماد ولا في ليبيا التي بدأت بالحلق له ،اذن فكيف لهذا الحمد من أن يرضي غروره بأنه قائد عظيم، فكان أن اشترى قطاع غزة من مشعل وهنية فتحت هذا العنوان (اعادة اعمار غزة)يود الحمد أن يرضي عنترياته.فلا أهلا بك ولا بمزتك ، لقد خرجتم عن النص فغزة قطعة من فلسطين فلم تتجاهل القيادة الفعلية والحقيقية ، أليس من العار أن يتم ذلك دون دعوة من القيادة الفعلية حتى وان لم نتفق مع هذه القيادة فهي وبكل الاعراف فقط من يمثل الشعب في غزة و الضفة، أم خلاص كشفتم باقي عريكم و أعلنتم التجاهل مستغلين بأن السلطة الشرعية لن تفعل شيئا حتى ولو كان امتعاضا او رفضا على حياء، فلتعلم بأن الشعب الفلسطيني يميز الغث من السمين رغم سمنتك الفرطة فأنت الغث وهنالك ستكون شباشب وصرامي بانتظارك


2 - سؤال يخاف الجميع ان يجيبوا عنه
زرقاء العراق ( 2012 / 10 / 22 - 10:59 )
مع احترامي للأخ الكاتب
هناك حل بسيط لفك حصار غزة واستقلالها التام لم ولن يتطرق له احد

منذ اتفاقية السادات للسلام وحتى يومنا هذا تريد اسرائيل وتقبل بأن تعيد غزة الى مصر وبدون شروط
واذا تم هذا فتستطيع مصر في اليوم التالي ان تفك حصار غزة نهائياً وستكون غزة محررة بكل معنى الكلمة

وممانعة مصر وحماس والسلطة لهذه الخطوة هي اشارة واضحة بأن الجميع يريد المناكفة ولا يرغب احدهم بالسلام او تحرير حتى جزء من فلسطين

سؤالي هنا; لم لا يتم ذلك ولم لا يتطرق لهذا اي من كتابنا؟ فهل من مجيب

اخر الافلام

.. الهدنة في غزة: ماذا بعد تعقّد المفاوضات؟ • فرانس 24


.. هل تكمل قطر دور الوساطة بين حماس وإسرائيل؟ • فرانس 24




.. 4 قتلى وعدة إصابات بغارة إسرائيلية استهدفت بلدة -ميس الجبل-


.. القوات الجوية الأوكرانية تعلن أنها دمرت 23 طائرة روسية موجّه




.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. والضبابية تحيط بمصير محادثا