الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنف الإسلام السياسي

حميد المصباحي

2012 / 10 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


الحركات الإسلامية العنيفة,لم تكتسب هذه الصفة إلا من خلال ممارساتها
السياسية,وابتعادها عن الحقول الدعوية,السلمية بطبيعتها,والمعتمدة على
حسن الإنصات وجميل التبليغ,فما هي أسباب اختيارها للعنف الجسدي واعتباره
ثابتا من ثوابتها الدينية؟؟
1التشكل والإختيار
كان الفكر السلفي,متسامحا عندما كانت قناعاته قائمة على الإقناع,وافتراض
أن الدين يتوجه لهم بالدعوة مسلمون,يحاول شدهم للعبادات,وإبعادهم عن كل
ما يشوه الدين ويضع أصحابه في موقع الحرج تجاه الغير والناس,وقد كانت
أغلب الفئات,الداعية من الفئات الوسطى,من تجار وموظفين وأطر
متوسطة,وكانوا يحاورون توجهات أخرى,إسلامية وحتى غير إسلامية بدون
تحاملات,ومع التحاق فئات جديدة,من ذوي السوابق,وكل المحبطين اجتماعيا
والسجناء السابقين,وجد المتعلمون أنفسهم مضطرين لتصفية الحسابات
السياسية,مع خصوم تحولوا إلى أعداء,بظهور أنصار الفكر التكفيري,المنبعث
من الحركة الوهابية,وغيرها من الحركات الراديكالية,التي خاضت حروبا
مباشرة بأفغانستان,وراكمت تجارب عسكرية وشبه عسكرية,إلى أن تحول العنف
إلى اختيار جهادي ضد المسلمين أنفسهم المعتبرين منافقين وضالين,تجب
مواجهتم باليد قبل القول,لأنهم محسوبون على جماعة المسلمين,مما يفرض
التعامل معهم بقسوة أكثر من الكفار والمرتدين.
2الجهاد والسجون
في المناطق القاسية تضاريسها,عمل رجالات الإسلام السياسي,تمرسوا على أقسى
الظروف الجغرافية,وبعد عودتهم صارت نظراتهم للناس,كنظرة العسكريين
للمدنيين في المجتمعات المتخلفة,هم الأبطال والآخرون مجرد متكلمين لم
يعيشوا محن المواجهات والجهاد ضد الكفار,هنا كانت نفسية هذه الفئات ميالة
بطبعها للعنف ومتحاملة على ذوي الفكر والفن,فقد تولد لديها إحساس فظ,وقست
قلوبها بفعل التجارب المريرة التي عاشتها في الجبال والهضاب,معزولة
ومحرومة من كل لذات الحياة ,ينضاف إلى ذلك أن هناك شباب عاش محنة
السجون,إذ عاشوا في غياهب الإعتقال على يد جل الأنظمة العربية,التي
تعاملت معهم بعنف مبالغ فيه,مما ولد رغبة عارمة في كره المجتمعات العربية
والأنظمة معا,مما يفسر عودة الكثير منهم بع الإفراج عنهم إلى ممارسة
العنف بإصرار,بحكم الكره الذي تراكم لديهم نفسيا,من خلال التعذيب
والمهانات التي تعرضوا لها في المعتقلات السرية والسجون النائية.
3التدمير الذاتي
وهي آلية ناتجة عن كره الحياة والرغبة العارمة في التخلص منها,بحيث أن
العجز عن تغيير المجتمع,والتحكم فيه,يقود حتما إلى الزهد في الدنيا
والتحامل عليها,من خلال الشحن بفكرة الجهاد ضد الأقربين قبل الأباعد,فكيف
يعقل الإنتصار على الأعداء الأقوياء,من روس وصرب,والفشل في المجتمعات
العربية,وأنظمتها التي باكتشاف العلاقات السرية بين قادة بعض الجماعات
الدينية الإسلامية ونظم الحكم العربية,شعر الكثير من شبابها بالخدعة
الكبرى,وما ولده لديهم الشعور بالخديعة من اختلالات نفسية واجتماعية,دفعت
بالبعض منهم إلى اختيار المبادرات الفردية لإلحاق الضرر بالأجانب أو
مجتمعاتهم كما حدث في الكثير من الدول العربية,والشمال أفريقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية حرب غزة وإسرائيل: هل الإعلام محايد أم منحاز؟| الأخبار


.. جلال يخيف ماريانا بعد ا?ن خسرت التحدي ????




.. هل انتهت الحقبة -الماكرونية- في فرنسا؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. ما ردود الفعل في ألمانيا على نتائج الجولة الأولى من الانتخاب




.. ضجة في إسرائيل بعد إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء بغزة.. لماذ