الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة التنوير للحوار المتمدن

عامر الأمير

2005 / 3 / 6
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


أن الكلمة الحرة التي تنير ظلامية العقول هي أخطر من أي سلاح آخر ولذلك تجد العقل الدوغمائي يدفن رأسه بالرمال خوفا من شمس الحرية أو يعمل بشتى الوسائل الى حجبها ولكن الصراع بين عقل الأنوار وعقل التحجر سيستمر حتى يتحقق النصر النهائي للحرية في نهاية المطاف نحن في بداية الطريق و علينا أن نواصله جيلا بعد جيل لنحرر الشعوب من العقل المتحجر الحجابي !معركتنا طويلة وسلاحنا الكلمة الحرة لا الانتحار والقتل والنحر والخطف والتفخيخ !والغريب أن كلمتنا الحرة تصب في صالح المجتمع العربي والأسلمي الذي يعاني من غسيل مخ خطير من الخطاب الديني الذي يحث على الكراهية والأرهاب والعنف فتحتفي به الفضائيات وشبكات الأنترنيت لتخدير العقول !!! ولم تنجو من ذلك حتى القنوات الأخبارية المتخصصة كالجزيرة مثلا التي تخصص ساعات أسبوعية لبرامج دينية دوغمائية تناقش قضايا اسطورية لاتنفع الناس في حياتهم كالأعجاز العلمي في القرآن و أسطورة الحجر الأسود و مركزية موقع الكعبة في الكرة الأرضية و توجها الى الشمال الحقيقي للأرض و عجائب خلق الكعبة على سطح الماء و غيرها من أفتراضات تثير السخرية لكنها تخاطب الجمهور البسيط الذي لا يملك عقلا نقديا فتخدره و تجعله يشعر بفخار زائف فيغط في سبات عميق ...! كم من الجمهور العربي يستمع لمشايخ التخدير من أمثال القرضاوي والزنداني والكبيسي وعمرو خالد وغيرهم ؟؟ وكم منهم من يعرف مفكرين كبار متنورين من أمثال محمد أركون و نصرحامد أبو زيد وسيد محمود القمني وخليل عبدالكريم ؟؟؟ أنهم مغيبون أعلاميا بشكل مقصود لأن القائمون على وسائل الأعلام يؤدون دور المهرج الديماغوجي الذي يجذب العقول ببرامج التمجيد والفخار لا الدور الأخلاقي المسؤول للأعلامي الذي ينير الطريق للجموع الضالة والمضللة ....
أنهم يسمحون لمواقع تنشر اللغط والكلام الفارغ غير عابئين بخطر تلك الكلمات التخديرية السباتية المتحجرة ... أنظر الى ما قصصته من أحد المواقع الأسلامية المحتفل بها و أنظر الى تلك العقلية الحجابية التكرارية الساذجة ... يقول أحدهم ممن يشاركون في تلك المواقع العبقرية ليبين أسباب ضعف الأمة الأسلامية و يحللها بطريقة لا تغني ولا تسمن من جوع :".. يراد بالضعف هنا ضعف الإيمان وضعف التمسك بالدين والاقتناع من غالب المسلمين بمجرد الانتماء إلى الإسلام دون التحقيق بتعاليمه ولا شك أن لذلك أسباباً عديدية أشدها كثرة الدعاة إلى الفساد والمنكرات والمعاصي بالقول والفعل من أناس ثقلت عليهم الطاعات ومالت نفوسهم إلى الشهوات المحرمة كالزنا وشرب الخمر وسماع الأغاني ونحو ذلك فقاموا بالدعوة إلى الاختلاط وزينوا للمرأة التبرج والسفور وجعلوا ذلك من حقها ودعوا إلى إعطائها الحرية والتصرف في نفسها فجعلوا لها أن تمكن من نفسها برضاها ولو غضب أبوها أو زوجها فلا حد عليها ولا على من زنا بها برضاها وعند الانهماك في هذه الشهوات ثقلت عليهم الصلوات وتخلفوا عن الجمع والجماعات ومنعوا الواجبات وتعاطوا المسكرات والمخدرات مما كان سبباً لضعف الإيمان في قلوبهم وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية كثرة الفتن والمغريات حيث توفرت أفلام الجنس وأصوات المغنين والفنانين والفنانات وصور النساء العاريات أو شبه العراة ولك ذلك سبب الانهماك في هذه المحرمات فضعف الإيمان في القلوب وهكذا من أسباب ضعف الأمة الإسلامية انفتاح الدنيا على أغلب الناس وانشغالهم بجمع الحطام الفاني والإعراض عن العلم والعمل والسعي وراء جمع المال وتنمية التجارات والمكاسب فكان سبباً لنسيان حق الله تعالى وتقديم الشهوات وما تتمناه النفس مع توفر الأسباب والتمكن من الحصول عليها، ومن الأسباب أيضاً ضعف الدعاة إلى الإسلام الحقيقي وقلة ما معهم من العلم الصحيح ورضاهم بأقل عمل مع مشاهدة كثرة الفساد وتمكن المعاصي وكثرة من يتعاطى على مرأى ومسمع من الجماهير ولا شك أن الأمة متى ضعف فيها جانب الإيمان والعمل الصالح وفسدت فطرها وانهمكت في الملاهي والشهوات وأعرضت عن الآخرة فإنها تضعف حسياً ويقوى الأعداء من كل جانب ويسيطرون على ما يليهم من بلاد المسلمين ولا يكون مع المسلمين قوة حسية ولا معنوية تقاوم قوة الأمم الكافرة وذلك ما حصل في كثير من البلاد الإسلامية التي تسلط عليهم الأعداء يسومونهم سوء العذاب وتسلط عليهم ولاة السوء وأذلوهم وقهروهم حتى يرجعوا عن دينهم والله المستعان."!!!
وهنا أتساءل : ماهذه العقلية المتحجرة ؟؟ ولو كان موقع الحوار المتمدن ينشر مثل هذه السخافات القروسطية لما منعوه و ربما أغدقوا عليه بالأموال مباركين له خدمته للأسلام والمسلمين ..ولكن الموقع ليس حجابيا متحجرا غير متمدنا كغيره من المواقع الدوغمائية ويكفيه فخرا ذلك الحجب .. أنه وسام شرف للحوار المتمدن أن تحجبه الأنظمة والحكومات المرعوبة من الحرية والأنوار لتستمتع شعوبها بعتمة الظلام سادرة غاطة في سبات عميق ...
أن طريق الحوار المتمدن طويل ومليء بالأشواك و عليه أن يسير فيه حتى النهاية المحتومة ... سيستمر الحوار المتمدن في معركته التنويرية ضد الظلامية و حجاب العقل .. حاملا سلاح الكلمة الحرة .. وسينتصر الحوار المتمدن في نهاية المطاف لا محالة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامرَ إجلاءٍ من رفح ويقصف شمال القطا


.. قصف متبادل بين مليشيات موالية لإيران وقوات سوريا الديمقراطية




.. إسرائيل و-حزب الله- يستعدان للحرب| #الظهيرة


.. فلسطين وعضوية أممية كاملة!.. ماذا يعني ذلك؟| #الظهيرة




.. بعد الهجوم الروسي.. المئات يفرّون من القتال في منطقة خاركيف|