الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشباب يَسَتخْدِعونَ لكنهم لا يُخْدَعون.

حسين ناصر الحسين الغامدي

2012 / 10 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


يمكن أن نلخص نظرة العالم الإجتماعي المميز (تشارلز ميلر) وهويصف العلاقة بين الفرد والمجتمع بأنها أحداث يسقطها الفرد من مجريات حياته اليومية والتاريخية على خيال متوقع من المستقبل في ظل قضايا عامة وهومايسمى (البيوجرافيا) .. من هذه المقدمة يمكن أن نتلمس خطوات الشباب والشابات ودقة وأهمية العلاقة تلك على المستقبل القريب للبلد وربط التفاعلات الفكرية مع الواقع والانتقال للمستقبل المأمول المتعارف عليها "بالأفكارالإجتماعيةالتكاملية "

- قلق دور أم قلق وجودي؟

الثقافة القلقة المبنية على هوامش الإنتاج الإعلامي التقليدي والتي يممت صوب الإعلام البديل والذي يغلب على رواده أنهم خليط من كل التيارات والفئات والأعمار، ومن المثير أنه لايزال البعض يظن أنه مكان للتسليةالبديلة والتواصل بِنيةِ الفضول ،و لكنه في الحقيقة يصنف ثقافياً وعلمياً بأنه "ظاهرة إجتماعية" متوفرة بها كامل شروط الظاهرة، و تبرز الظاهرة هذه جلية ً لدى جيل من الشباب المتنامي والذي قرر أن يتبع "الاناركية الثقافية والسياسية" وأن يهدم القلاع الفكرية الصلبة للإيدلوجيات الإسلاموية الهرمية الصارمة ، وللمثقفين الأكاديمين وغيرهم النخب الثقافية ،هؤلاءالمثقفين الذين تحصلوا على معارفهم وثقافتهم بجهودشخصية مضنية سبقت الوقت الحالي بما يزيد على الاربعين عام ،هم الأوائل لكنهم ظلوا في أبراجهم كما يحلو للبعض وصمهم بهذه التهمة ،وأنهم كانوا يَظِنون بما عندهم من الثقافة بأعتبراها مشاريع شخصية غير قابلة للتدوال إلا وفق هرمية ثقافية يتبين فيها مدعيّ الثقافة ومثقفيها الجادون المتأدبون بوعيهم لمدارك جهلهم كلما زادوا علما .وحيث كانت لعبة الأيام الماضيةأيام موجات الثقافة الإيدلوجيةالنخبوية حاضرة في أذهانهم غيرمبالين بتربية سلوك إجتــماعي ثقافي أصــبحوا يوصمون بأنهــم في علاقة تبادليةمع الـسلطة لتكريس السلطة السياسية وحسب.


وافق ذلك الحنق من النُخب الجوالعام ذا البنى الإجتماعية المذيبة للتفرد حتى لو كان ذلك التفرد إيجابياً مُبدعاً، لقد وجدوها أبوية متعالية صامده في مواجهة الجديد الفكري، ومع موجة العولمة التي رافقتنا تزامنياً دخول القنوات الفضائية ومع المؤثر الأكبر شبكة الأنترنت بات الشباب يعيش "الإغتراب الإجتماعي" "غير متكيف وغير منتمي " و حيث أن قناعات الذات الجمعية لتلك البنى المجتمعية تفترض أن جيل الشباب أبنائهم وإخوانهم الأصغر لا يمتاز بما يدعي ويزايد عليه ، فهم شباب أقرب مايكونون للعبث منهم للإحتياج الحقيقي وبدا لهم أن هذا الصراخ الإعلامي الجديد المتسم بالأناركية الشبابية الحديثة قد شارك فيه رموز بارزه كان همها الأول والآخير ولازال العلائق الإجتماعية والتموضع في مفاصلها أياً كانت وذلك للدفع في اتجاهات خاصة متغايره منها الجيد والرديء لكنها لاترقى أن تكون مشاريع ذات سمة جديه إذ أنهم وُضعوا في جملة المزايدين.
ومن الملفت أن البعض من الحرس القديم ظل معتقدا أن المجتمعات" الرعوية والبدوية"، "والمهاجرة من الآسوية الريفية المتمدنه" منذ قيام الدولة يغلب عليها رؤية أو نظرية (البنائية الوظيفية )التي تقوم بأدوارها في بناء المجتمع مستسلمة لمنطق آليات المجتمع الثابته ،أكثرمن التغير الإجتماعي المبني على "الصراعية والديالكتيك الاجتماعي" وبرغم ذلك فالناس صحيح أنهم يتأثرون بالمجتمع ويساهمون في تأسيسه ولكن هذه البنائية ونمذجتها عبر التعليم والإعلام والدين لم تعد اليوم قادرة على لجم أمل الشباب في كرامة متساوية وحرية مستحقة لا يجدي معها هذا الإندماج الظالم.

لقد حاول البعض من المثقفين العضويين أن يوصل بين الاهتمامات المشتركة والتي ينبغي أن تكون الحد الأدنى من العلاقة الوطنية المحترمه ولكن تحيز السلطة وغطرسة التفرد محت تلك المحاولات بشكل عنصري متعالي ونزق.

- الرهانات الواهمة

هناك رِهانات من" القوى النافذة في الحكم وحلفائهم على أن التكوين الإجتماعي مختلف ومتعارض فالقوى (ذات السلطة الإجتماعية) (والثقافية الأخرى ) بعضها أقوي من بعض وأن التوازن والصراع سيكون الأهم لديهم من حجم الهم الوطني، مستحضرين الوهم القديم " أن اكثر ما يجعل السياسي سياسياً حقيقياً هو فن توزيع القوة بين القوى المتنافسة "فالصراع كما يرون بيني داخلي وليس سياسي تقابلي،وهذا الصراع البيني هو المؤهل لإطالة مدى الإستفراد بالسلطات والمال والنفوذ والمستقبل حيث أن الأنانية الهاربةهي السمة الغالبة على تلك النخب الثقافية والدينية .

- تغيير الضرورة

إن حدوث التغيير هو حتمية تاريخية وظيفية تقوم بها المجتمعات دون "حساسية التغيير" فهناك "تغيير متكيف ومتكامل" وهناك" تغيير الضرورة ذات الفعل الإجتماعي" والذي تتكون أسبابه من تضاد المصالح والإصرار على وقف الزمن ونفي الضرورة والتي يعقبه تأكيدها الحتمي عبر تبديل الأدوار قسراً لعدم توفر الإجماع الأخلاقي على الممارسة المسموحةللقوة(السلطة)و التي تتخذ القرارات المؤثرة على المجتمع ومستقبله منفردةً لأن العمل السياسي في البلد غير مكلف بل هو مليئ بالميزات الخيالية وبالمشاركة تصبح السياسة مكلفة و لكنها فاعلة .
إن قدرة الشباب في التكيف الإجتماعي مع المدرسة القمعيةالتي تهتف بالسلم والتوازن الإجتماعي وبين التغيرات التي طرأت على المحيط" البيئة الثقافية " وتوسع التأثيرات"الجيوثقافية المعولمة " لم تعد ممكنة إلا في رؤوس المتسلطين من الحكام والأجهزة التابعة لهم ،إنهم ببساطة هم من يسحقون السلم والتوازن الإجتماعي بإختلاق الفتن بدءً من الفتن الأصولية والطائفية والثقافية وصولاً للعنصرية الجندرية .

-الحرية تُعدي .
إن استغلال الإنسان من قبل السلطات الملكية أصبح جريمة يعايشها الشاب والشابة إنهم ثائرون مع ساعة صفر قدرية ،شباب يرفضون المجتمع مع حراسه من الأكادميين والقضاة والمفكرين والصحفيين والبرلمانيين والنواب الصوريين الذين "لا يرون في الشعب إلا وحشاً يجب ترويضة تارة بالجوع وتارة بالخوف وتارة بالوهم وكل هؤلاء يظنون أنهم عندما يسدون طريق الناس بهذه العوائق الخرافية الماكرة سوف لن تجد الجموع إلا الطاعة وتقديم الولاء المطلق ومن ثم إرسال أبنائهم الى الجبهات ليحموا نزوات ومغامرات رجال الحكم ورجال الدين والمتهوكين الراغبين في سلطة ما ،الشباب اليوم يَسَتخْدَعونَ لكنهم لا يُخْدَعون.



(ملاحظة)

ورغم كل المخاوف من "ان الديموقراطية(العربية) ليست أكثر من تعسف دستوري لفئة غالبة" إلا أن هذالايكاديقارن بحكم الفرد المطلق في حالتنا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بودكاست تك كاست | شريحة دماغ NeuroPace تفوق نيورالينك و Sync


.. عبر الخريطة التفاعلية.. كتائب القسام تنفذ عملا عسكريا مركبا




.. القناة الـ14 الإسرائيلية: الهجمات الصاروخية على بئر السبع تع


.. برلمانية بريطانية تعارض تسليح بلادها إسرائيل




.. سقوط صواريخ على مستوطنة كريات شمونة أطلقت من جنوب لبنان