الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموسيقى توحد العراق دائما...

سعدي عبد اللطيف

2012 / 10 / 22
الادب والفن


غصت قاعة بروناي مساء الجمعة 23 مايو (ايار) قبل ست سنوات بمن جاءوا. قوس قزح عراقي من العرب والاكراد والتركمان: شيعة وسنة ومسيحيون وصابئة ويهود يجمعهم عشق العراق وموسيقاه واغانيه وتراثه. ومن الاجانب: انجليز وايرلنديون وطليان ويابانيون ...الخ مفتونون بسومر وبابل واشور والف ليلة وليلة.
طلعت علينا فرقة ( انهار بابل ) لتصدح بموسيقى واغان ارامية وعبرية ويهودية عراقية. وتألقت الدكتورة سارة مناسى بقيادة الفرقة والعزف على الايقاع. فيما تصاعد >صوت مغنية الاوبرا (كميلية) ليحيلنا الى ايام بابل ويسحبنا مع مرافقيها المغنين الرجال عبر العصور الى حاضرنا الراهن.

وتساءلت: من اجاز اقتلاع اغلب هولاء بالقوة ليوطنوا في ارض غريبة حلم غرباء غريبون بايجاد وطن بني على خرافة منسية. هؤلاء الذين حافظوا على تراث الاجداد والاباء والذي يتعرض يوما بعد يوم للنسيان والانقراض.

اطل بعدها صهيب هاشم الرجب يعزف على ( الجوزة), هذه الالة العجيبة التي سحرت الغربيين غرابتها. وقدم صهيب مقطوعات ذكرتنا بغداد العتيقة واثارت بنا الحنين. واتحفنا النجم العراقي المطرب كريم حسين باغانيه الريفية والحديثة وصوته ذي المساحات الواسعة. واهتز الحاضرون طربا بالاغاني العذبة ورافقوه بالغناء والتصفيق.

وانصت الحضور بشغب للحوار الشجي الذي دار بين الموسيقار احمد مختار ( يناديه طلبته واصدقاؤه الاجانب ب المايسترو تحببا) على العود والفنان الجميل حسن فالح على القانون وبراعته المدهشة . كان الحوار يجري بصوت مهموس تارة ويتصاعد عليا تارة اخرى. وعراقيون كثر هم على الفة بابداعات احمد مختار الموسيقية و منها الاشراف على هذه التظاهر الموسيقية.

واختتم الحفل بمفاجأة ابهرتنا حلاوتها. فرقة سومر التي تجيء لاول مرة من السويد الى لندن. لم نكن نعرف عنها شيئا رغم شهرتها في الدول الاسكندنافية. وابدع قائد الفرقة طلال عبد الرحمن في اداء الاغاني الصعبة، لكن ما هبط علينا كالصاعقة الصوتان العذبان للمغنيتين الاجنبيتين (أنا) و(ماريان) اللذان ظلا يصدحان باغان عراقية مثل ( غريبة من بعد عينج يا يمة.. هذا الحلو جاتلني ياعمة.. يبايابة اشلون عيونك عندك يابة) .. كان يصعب حتى العثور على اخف لكنة في لفظهن لكلمات الأغاني! ولقد صفق الحاضرون وقوفا وطويلا من الانتشاء عند نهاية وصلتهم الغنائية.

كان ذلك الكرنفال خاتمة لاسبوع الموسيقى العراقية الذي جرى بين 19-23 حزيران 2006. ولقد رعى المهرجان مشكورين جامعة لندن (سواس) قسم الموسيقى و" برنامج رازيت للثقافة من اجل السلام " و بأشراف الموسيقي احمد مختار صاحب الفكرة الذي عمل طويلا وبدأب منذ أكثر من عام للتهيئة للمهرجان وبالتالي الى نجاحه الرائع.

فلقد بدأ اسبوع الموسيقى بمحاضرة قيمة لخبير الموسيقى حسقيل قوجمان الذي قدم شرحا وافيا عن فنون المقام: الفصول، الايقاعات، الآلات المستخدمة واهم مطربيه وعازفيه. وسبق لقوجمان ان اصدر كتابا بعنوان " الموسيقى المعاصرة في العراق" و مؤخرا صدر له كتاب "المقام: الموسيقى التراثية للعراق" بالانجليزية.
و في اليوم التالي قدم البروفسور اون رايت وهو احد اهم الاساتذة في علم موسيقى الاعراق والشعوب في العالم، ويدرس الموسيقى واللغة العربية في جامعة سواس. واستعرض رايت تاريخ الموسيقى العربية منذ العصر العباسي متطرقا الى ماجاء في كتاب الاغاني لأبي الفرج الاصفهاني ومعرجا على الموشحات الاندلسية نزولا الى الوقت الحاضر مدعمة بالشواهد المكتوبة والتسجيلات القديمة.

واقام احمد مختار يوم الاربعاء ورشة عمل موسيقية، ومختار استاذ نظريات الموسيقى العربية ومادة الايقاع ومادة العزف العملي على العود في سواس, شرح خلال الورشة الالوان الموسيقية في العراق وتطرق الى الاطوار الريفية التي تؤدى في الجنوب والغناء البدوي والكردي والموسيقى الالية الصرفة المستخدمة في العراق كما تحدث عن خصوصية الانغام الموسيقية في العراق ، واشار الى بعض الايقاعات العراقية النادرة وخصوصياتها ايضا .اما الدكتورة سارة فقد قدمت في اليوم التالي شرحا وافيا عن الملحنيين العراقيين اليهود الذين قدموا للموسيقى العراقية الحانا بقيت خالدة لحد يومنا هذا مثل (هذا مو انصاف منك) لصالح الكويتي وعن الموسيقيين اليهود الذين اسسوا الكثير من الجالغيات البغدادية

والفرق العراقية. لقد شابت المهرجان نواقص قليلة وعد مختار تلافيها في المهرجان السنوي المقبل للموسيقى العراقية. وقد علل غياب الموسيقى الكردية الى الاعتذار في اللحظة الاخيرة ولاسباب شخصية لعازفة الهارب والمغنية تارة الجاف والعازف المدهش حسين الزهاوي واخيرا لابد من تقديم شكر خاص للموسيقار احمد مختار على جهوده القيمة ودعوة كافة الموسيقيين والمغنيين العراقييين على تقديم اقصى الدعم وكذلك انتقاده الجهات المسوؤلة في الحكومة العراقية التي لاتبدع الا في مجال المحاصصة الطائفية الكريهة التي يزهو بها القادة السياسيون العراقيون الجدد الذي لانعرف من اي مستنقع جاء بعضهم في غفلة من الدهر والذين يبذلون جهودا خلاقة لجر المجتمع العراقي الذي لم يعرف التمييز الطائفي او الديني او العرقي الى حمام دم اذا بدأ سوف لن نعرف نهايته.

ويبقى الفنانون والشعراء والكتاب والمثقفون الاحرار املنا في تقديم ابداعات العراقيين داخل الوطن وخارجه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة