الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حذاء اليهودي السويدي برور فيلر افضل من رؤوس كل الحكام العرب والمسلمين!

رزاق عبود

2012 / 10 / 23
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


حذاء اليهودي السويدي برور فيلر افضل من رؤوس كل الحكام العرب والمسلمين!
التقيته قبل فترة في فعالية للتضامن مع الشعب السوري. ما ان سألته عن وضعه اجاب مع ابتسامة عريضة، وفخر، وتحدي واضح: سنبحر مع حملة جديدة الى غزة! بعد فترة، كان في نقاش حاد مع منتقديه على شاشة القناة الثانية للتلفزيون الرسمي السويدي. تحدث بحماس عن شرعية ما يقوم به لكسر الحصار الظالم على مليون ونصف انسان في غزة واكد: هم في المرة السابقة قتلوا تسعة اشخاص بلا ذنب، سوى تضامنهم مع الشعب الفلسطيني. الطبيبة كارين، اليهودية، هي الاخرى قدمت احصائيات سريعة عن معاناة سكان غزة بسبب الحصار غير المشروع لقطاع غزة، واكدت مثل فيلر انهم قد يتعرضون للاعتقال مرة اخرى، وربما يفقدون حياتهم. لكن لابد من ابداء التضامن مع الشعب الفلسطيني، ولا بد من تقديم المساعدات اللازمة للمحاصرين هناك.
امس نقلت الاخبار ان السلطات الاسرائيية اعتقلته بشكل مهين، وقيدت يديه خلف ظهره، واقتادته للتحقيق معه. رغم استغراب، واعتراض الخارجية السويدية باعتباره مواطنا سويديا. اسرائيل لازالت تعتبره مواطنا اسرائيليا، رغم انه، وايام العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة مزق جنسيته، وجواز سفره الاسرائيلي، امام صحفيي العالم، وتمسك بجنسيته السويدية، التي منحت له بعد تركه اسرائيل بسبب اعمالها العنصرية ضد العرب برفقة امه المناضلة الشيوعية الالمانية التي تعرضت لمضايقات، واعتقالات النازيين الالمان. يقول انها اخبرته، انها لا يمكنها ان تعيش في دولة يعامل فيها سكنة البلاد الاصليين متل نظام الابارتيد في جنوب افريقيا، ويعاملون الفلسطينيين، كما عاملهم النازيون الالمان. فيلر ناشط سياسي يساري، وفنان مرموق اثار غضب السفير الاسرائيلي، واخرجه عن صوابه عندما اقام معرضا، مجد فيه الفدائية التي فجرت نفسها في حيفا. ورغم رفضه لقتل النفس، والمدنيين الا انه صور بحيرة الدم، اتي تكونت من جسد الشهيدة النازف مصدره العنف، والقمع الاسرائيليين. السفير حطم النصب، واثار مشكلة ديبلوماسية مع السويد اضطرت بعدها اسرائيل الى سحبه.
هذا البطل لم ار صورته يوما ما في صحيفة عربية، ولم اسمع فضائية عربية ممن تدعي العروبة، والاسلام تجري لقاءا معه. ولم ار دولة عربية تكرمه وتمنحه الاوسمة كما تفعل مع من يبصقون في وجوههم. وهو يترك الحياة الامنه التي يعيشها في السويد، والاحترام الذي يلقاه اينما حل، ويعرض نفسه للمخاطر في سبيل نصرة غزة المحاصرة. في حين يقوم فيل قطر بزيارات سرية وعلنية لاسرائيل، والتبرع لبناء المستوطنات الصهيونية. وفي وقت يدافع فيه اليهودي فيلر عن حقوق الشعب الفلسطيني يدعوا بعض صحفيي الكويت اسرائيل الى تصفيتهم نهائيا. وفي وقت يرفض فيلر الاحتلال الصهيوني لفلسطين، "تتفهم" العائلة المالكة السعودية "حق" الصهاينة في فلسطين، وتتأمر معها ضد ايران، وحزب الله، وسوريا، وحماس. وفي الوقت الذي يحتج العالم كله على اعتراض سفن المساعدات. يقوم الاخوانجية من كل حدب، وصوب باستقبال رسل، ومبعوثي اسرائيل باعتبارها اقل خطرا من الشيعة. في وقت تحكم غزة مجموعة من الاخوان المسلمين(حماس) الحائرة بين الدعم اليساري اليهودي، والايراني الشيعي، وخناجر الاخوة الاعداء في الظهر. وتستمر الصحافة، والاذاعات، والفضائيات العربية بشتم اليهود، كل اليهود، ليل نهار. ويصمتون عمن يقتل شعوبنا العربية الاسلامية في السعودية، والبحرين، ومصر، وغيرها. سفن الى غزة مبادرة يهودية خالصة. فليس كل اليهود يؤيدون اسرائيل، بل كل الحكام العرب. وليس كل اليهود راضين عن الارهاب الاسرائيلي. الاف، بل ملايين اليهود في العالم خرجوا متظاهرين ضد الغزو الاسرائيلي الامريكي للعراق، والحرب ضد غزة في حين اقام الحكام العرب خصوصا في مصر، والسعودية، والاردن حصارا ضد المسلمين والعرب من سكان فلسطين.
ان الماثرة التي يقوم بها اليهودي برور فيلر، ومخاطرته بحياته كل مرة، وكل يوم، وهو يتحدى الصلف الاسرائيلي، والانحياز الامريكي، والخيانة العربية الاسلامية لاشقائهم في فلسطين المحتلة، فخر للانسانية، ووصمة عار في جبين المتخاذلين من الحكام العرب والمسلمين. ولا زال كلاب السلفية، والوهابية ينبحون من فضائياتهم، ومنابرهم، ويسمون اليهود بالخنازير، واعداء الاسلام. فمن هو عدو الاسلام ياترى؟ من يخترق الحصار لمساعدة الشعب الفلسطيني في غزة؟ ام من يؤيد، ويقيم، ويشدد الحصارعلى الشعب الفلسطيني من ال سعود، وملك الاردن، وحكام البحرين، ومبارك، وخليفته مرسي في مصر(العروبة والاسلام)؟
ان حذاء اليهودي برور فيلر يشرف رؤوس كل الحكام العرب، والمسلمين، وابواقهم من الوهابيين، والسلفيين، وكل الارهابيين الذين شوهو صورة الاسلام، والعرب بتنسيق كامل مع الصهيونية العالمية قديما، وحديثا.
رزاق عبود
22/10/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
ايار العراقي ( 2012 / 10 / 23 - 01:03 )
السيد الكاتب تحية طيبة وبعد
رغم اختلافي حد التقاطع مع بعض ارائك ولكني وجدتتني مشدودا لمقالك حول هذا الانسان الفنان الرائع
سؤالي وهو بصيغةاالاستنكار الاستفهامي لبعض العقول المتحجرة هل يعتبر السيد فيلر في هذه الحالة صهيوني لانه سبق وان امتلك الجنسية الاسرائيلية؟
متى يفهم اصحاب العقول المتحجرة ان الامور تحتمل اكثر من ظواهرها وان الاشخاص لايختزلون في موقف معين؟
والاهم متى يتعلم حكامنا فن ادارة الصراع بعيدا عن الوصفات والتهم الجاهزة
عميل صهيوني مرتزق جاسوس منبطح وصفات جاهزة اشعر بالغثيان لمجرد سماعها
تقبل مودتي وتضامني مع الانسان المناضل فيلر


2 - مفارقات
طلال السوري ( 2012 / 10 / 23 - 06:41 )


ايار العراقي يشعر بالغثيان لسماعه النعوت والتهم الجاهزة تطلق بحق من يتفق معهم ...ولكنة يطرب لاستخدامها لوصف من لاتروقه ارائهم؟ ....مفارقات...


3 - ثقافة الاحذية
طلال السوري ( 2012 / 10 / 23 - 06:59 )
جميل ان نسمع ونتابع من خلالك النشاط الانساني لكسر الحصار اللاانساني المفروض على اهل غزة.
ان الكتابة بهذه الطريقة تسمى -ثقافة الاحذية- وتختص بها شريحة معينة, ولقد احسنت ادارة الموقع بوضع المقال في الذهبية للمساهمة في نشر هذه الثقافة.


4 - لاياسيد طلال
ايار العراقي ( 2012 / 10 / 23 - 07:23 )
سيد طلال المسالة ليست فيما يروق لي او لايروق ولكنها الحقيقة الساطعة اللتي لاتحجب
عقول من تدافع عنهم وربما عقلك مركب بطريقة تصعب على مخلوق فك تركيبتها وغبر مجاهلها
راجع مقالات الشتم لاصحابك وستجد الغثيان الحقيقي هناك
اسف اذا كنت قد سببت لك ادنى ازعاج بوصفي لرفاقك بما اثارك ولكن لاباس فانا اسمع اكثر من ذلك يوميا
وسع صدرك


5 - غزة لم تكن محاصرة ابداً
زرقاء العراق ( 2012 / 10 / 23 - 13:13 )
لمن يريد ان يكذب على نفسه والآخرين له كل الحق بذلك
ولمن يريد ان يستخلص الحقائق فليستخدم المنطق والعقل السليم

١- كان معبر ايريز مفتوح دائماً الى ان هاجمته حماس بالصواريخ فتم اغلاقه ثم يتباكون على حصار غزة
٢- لا ادري كيف يكون الحصار ومعبر رفح مفتوح مع مصر اضافة الى ١٢٠٠ نفق تدخل خلالها كل الاسلحة والبضائع وحتى السيارات المصرية المسروقة
٣- ناشدت اسرائيل مصر منذ اتفاقها للسلام مع السادات وحتى اليوم بأرجاع غزة الى مصر فرفض الفلسطينيون ومصر, ولو حدث هذا لأنفك
ما يسمى بالحصار على غزة فوراً

الى متى تظل المتاجرة بقضية فلسطين؟ ولم يتم الاستخفاف بعقولنا؟


6 - وهل يعرف العرب اعداءهم؟
سيلوس العراقي ( 2012 / 10 / 23 - 15:36 )
السيد المعلق عبد الحميد الجزراوي
نعم ان العرب (والفلسطينيين من بينهم) لا يعرفون حقا من هم اعداءهم، إن كان للعرب اعداء فهم عرب من بينهم، وما يتعلق بالفلسطينيين فانهم اعداء انفسهم، والجميع يعلقون مشاكلهم واسبابها جميعا على اسرائيل التي لا تريد منهم الا السلام، والعرب لا يفلحون لا بالسلم ولا بالحرب، فبما سيفلحون؟ الله اعلم ولا اريد أن أقول بما يفلحون لكي لا تطالني يد مقص الرقيب الامني للموقع، يفخر العرب بقتل اكبر عدد من مواطنيهم مثلما يفعل المستأسد على الابرياء في سوريا بسند صنيعته الايراني. اما غزة وغير غزة فهي مواضيع تجارية ساخنة لجمع الاموال والتبرعات من قبل القادة الفلسطينيين، اين تذهب ؟ الله اعلم، ماتدفق من اموال الى الفلسطينيين في اكثر من 60 عاما كان بامكانه تعمير 100 غزة لكن لله في خلقه شؤون وشجون. اما بعض الاشخاص اليهود الذين ينحرفون عن الحق مثل فيلر وغيره ويقفون ضد دولتهم وشعبهم فهم من جماعة خالف تُعرف ليحصلوا فيها على الاموال باسهل الطرق (كجيرانهم الاخوة الاعداء ـ العرب) اضافة الى الشهرة، والخائن لشعبه (ولأي شعب انتمى) فهو خائن حيث الخيانة ليست وجهة نظر، مع تحياتي للجميع


7 - أتفق مع الأخت زرقاء العراق
محمد عبدالله ( 2012 / 10 / 23 - 18:15 )
دوماً أحترم الكاتب ومقالاته، ومع ذلك أختلف معه في أن معاملة أسرائيل مع العرب تظل أحسن بمليون مرة من تعامل حكامنا معنا. ثم كيف تفسر أغتيال غزة التي تدافع عنها للناشط الحقوقي والصحفي الإيطالي فيتوريو أريغوني والبلاوي التي تسببها حماس لمواطنيها بسبب سياستها العرجاء ومعاناة مصر من تهريبات أنفاق غزة لمصر؟

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة