الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقباط يهدرون حقوق الأقباط

عماد عبد الملك بولس

2012 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الأقباط يهدرون حقوق الأقباط
(في ذكري جريمة ماسبيرو- 2012: معركة مصر الداخلية معركة ثقافة)

لا يضيع حق وراءه مُطالب، يضيع الحق إذا ضاع المُطالب...

بدلا من الموت الكثير العشوائي، الموت في المقاومة السلمية المنظمة أقل و أكثر فعالية (إن أرواح المسيحيين الذين استشهدوا في المقطم و ماسبيرو و أحداث أخري متفرقة صغيرة خلقت وعيا مجتمعيا بحقوق المسيحيين و حمت أرواح مسيحيين آخرين و أقليات أخري)

الأقباط يهدرون حقوقهم – برغم مطالبتهم بها !!! – بالاستسلام لمرض المصريين جميعا، و هو التشرذم و الانقسام و التفرد و التفرعن و الاختلاف فيما بينهم. و لهذا ففي رأيي لا حل إلا بالاتحاد، و في هذا السياق أقترح و أدعو الجميع للاقتراح بإنشاء "جمعية الدفاع عن حقوق المواطنين المسيحيين" أو "جمعية محاربة التمييز الديني للمواطنين" و توجيه الدعم المنظم لها، و اتحاد المنظمات القبطية علي اختلاف توجهاتها خلف المطالبة بمنع التمييز الديني، و اتحاد الطوائف المسيحية للمواطنين المصريين لدعمها، مع اليقظة و التخطيط لرصد الأحداث و دراسة أسبابها و وضع التوصيات العلمية للقضاء علي التمييز الديني و تحقيق العدل.

لا يعرف حق الشخص إلا هو نفسه، فهو الذي يعلم حدوده و يعلم احتياجاته و ظروفه وواجباته، و لا انفصال بين هذا الحق و الشخص نفسه، فإذا غاب الشخص غاب حقه، و أي انتقاص من حق هذا الشخص هو انتقاص من الشخص نفسه، فلا يجب أن يتصالح مع هذا الانتقاص، و لا أن يتعايش معه، و لا أن يتسامح معه، و ليس في هذا تناقض مع التسامح المسيحي، فبولس الرسول جري وراء حقه حتي إلي قيصر، و السيد المسيح وقف أمام الملك و الوالي الروماني أثناء الحكم عليه و دافع عن نفسه و قيمته و قدره.

و لأن الحياة صراع، فهي صراع بين حقوق أعضائها جميعا، و هذا الصراع يتسم بسمة المتصارعين، فإذا كان بين كائنات ذات غريزة فقط، صار غريزيا فقط، و إذا كان بين كائنات أعلي في الإمكانيات، اتسم بسمات هذه الكائنات، فالصراع في الغابات و البحار و الصحاري، غيره في المدن و القري، و صراع الحضارات القديمة كان بالسيف و التكتل، و صراع اليوم هو بالعقل و العلم و التخطيط و الدراسة المستقبلية.

و لا يغيب عنا أن النظم الاستبدادية تلعب بالشعب المحكوم بتفرقته و إضعاف وحدته لإحكام قبضتها الاستغلالية حوله، فتحافظ علي تمزقه و أسباب ضعفه (فرق تسد) و منها التمييز الديني!

لماذا التمييز الديني (و أي تمييز بين المواطنين) هو إضعاف للوطن؟ لأن الوطن يتكون من مجموعة من البشر الذين يشتركون فيه، هكذا أرادهم و خلقهم الله، كلهم ينتمون لنفس الوطن والوطن ينتمي لهم كلهم، و في الوطن، لا يتجزأ مفهوم العدل و مفهوم الحقوق و مفهوم القانون، و التمييز هو تقسيم ليس للمجتمع فقط و إنما للوطن، حتي و إن لم يكن جغرافياً بحدود و أسلاك شائكة، و إنما بأشد و أقشي من هذه: بمرارة و كراهية و استعلاء متبادلين.

و أعتقد أنه لا يجب أن يتكلم الأقباط (أن نتكلم) عن الأورثوذكس فقط، بل عن المسيحيين في سياق المطالبة بالعدل و الحق و المساواة في إطار عدم التمييز الديني، نحن نطالب بالتحاد الوطني كسبيل وحيد للقوة و التقدم.

و خدعة "خذ حقك بالتظاهر (فقط...)" التي استخدمت مع كل المصريين و منهم الأقباط، أسميها خدعة لأن المظاهرات كان لابد أن تكون مبنية علي رؤية متكاملة و خطة متكاملة من بداية التظاهر إلي تحقيق الهدف و لو بعد عقود، و لي تحفظ أو شك وحيد في هذا السياق: أن مسيرة ماسبيرو لم تكن بريئة تماما و كانت صبا للزيت علي النار و كان يمكن حمايتها و تأمينها بشكل أكثر مما تم – و قد تعلم الجميع من التحرير طويلا – و أن ماسبيرو نفسه كمكان ليس اختيارا بريئا تماما.

و هنا لابد أن أحدد مفهومي و اقتناعي بأن المعركة المصرية الحقيقية – و منها المعركة الجانبية للأسف للمسيحيين الذين يحاربون في جبهتين إن استطاعوا – هي "معركة ثقافة" و الغريب أن غالبية الشعب تعلم أنها جاهلة ( و هذا نصف طريق الحل) و تبحث عن قدوة لتعلٍمها و تجد في الأخوان حينا هذا المعلم، و حينا آخر السلفيين، و أحيانا أخري الثوار و اليساريين، إلي آخره... رغبة المصريين – و المسيحيين – في التعلم لم يقابلها تعليم حقيقي من أي نخبة من النخب، لا الإسلامية و لا غيرها و لا طبعا المسيحية حتي الآن، و لم يعد أمام الشعب الجاهل الذي يعترف بجهله إلا التعلم بالطريق الصعب: الذي هو التجربة و الخطأ...

سؤالان:
1. كيف يُنتج المظلوم أو الذي يشعر بالاضطهاد؟، كيف يشعر بالانتماء؟ كيف ينظر إلي الآخر الظالم؟ كيف يقبل الأغلبية الصامتة علي ظلمه بل و المنتشية بمشهد ظلمه، و التي تستنكر عليه مجرد الكلام، و تنكر – بلا بحث و لا تمحيص و لا حتي إصغاء – علي الأقلية أن تبوح، فقط أن تبوح بظلمها، و تكيل لها الاتهام بالاستقواء بالخارج مع اختفاء إمكانيات الاستقواء بالداخل، و تعرية كل نواقص – من وجهة نظر الأغلبية – الأقلية في كل مناسبة، و سب الآخر و تغذية كراهيته.

2. إلام ستتحول أغلبية يتم تغذية كره الآخر فيها؟ و يسبه الإعلام و يعريه في كل مناسبة، مع العلم بأن هذا الآخر شريك في الوطن، مخلوق من مخلوقات الله، و ابن لآدم كرمه الله (فلماذا يهينه و يسلب حقه إنسان؟) الأغلبية – لأنها جاهلة وهنا اللعبة – ستسير سير القطيع بسبب الجهل و اعترافها به، فهي تبحث عن قدوة، و سيصبح هذا الكره و التمييز مقدسان، و سيتحولان إلي واجب ديني و جهاد (!) في سبيل الله يؤجر عليه صاحبه و يموت دونه ميتة الشهداء، و إذا احتدم الأمر و دافعت الأقلية عن نفسها وصلنا إلي الحرب الأهلية. هل وضحت الخطة؟


إعادة تعريف بعض المفردات:

• الهجرة هي بحث عن وطن لأولادنا، لماذا و أنا مؤمن أن مصر هي أجمل بلاد الدنيا، و هي أغني بلاد الدنيا؟

• الوطن ليس حراما و ليس بديلا عن الدين و ليس وثنا، لماذا أعداؤنا و أصدقاؤنا لهم أوطان يعتزون بها و لا نستنكر هذا عليهم و نستنكره علي أنفسنا؟

• العدل مع النفاق هو ظلم مؤجل للمنافق، سيأتي الوقت ليذوق من نفس المنتَج الذي أنتجه: و هو الظلم الخبيث المتجمل.

• دولة الحقوق هي وطن يحكمه القانون – بإرادة واحدة – حيث يعلم الكل حقوقهم وكيفية الحصول عليها و الدفاع عنها مع الفهم الضروري و الاحترام لحقوق الآخرين.

• الآخر ليس حراما (نجسا)، الآخر إنسان مثلي، خلقه الله مثلي – إن كنت أؤمن بالله حقا و ليس بإله ظالم – و أعطاه كما أعطاني كل الحقوق، و أنزل الوحي لأجله مثلي تماما، فلست أفضل منه و ليس أفضل مني، و إنما الناس يتسابقون للخير و بالخير للمجتمع و الوطن و البشرية كلها و الوطن الأكبر الذي هو كوكب الأرض، و الكون كله!!!

• العنصرية هي استنكار الشخص وضع النفس مكان الآخر لاحتقاره الشديد لهذا الآخر أو لاعتقاده بنجاسته و دونيته.

• مهمة الأقباط الحالية: أن يحاربوا – سلميا – هذه الحرب الوطنية لمصلحة الوطن وحده و لشراء مستقبل أبنائهم

• الكنيسة و السياسة: لابد من القضاء علي فخ الزج بالكنيسة أو بالقيادات الكنسية في السياسة، لابد من قانون لمنع التأثير الديني علي المواطنين للقيادات الدينية (حظر التوجيه السياسي للقيادات الدينية) و خاصة المسيحيين.

• الاحترام: أين اختفي الاحترام؟ لماذا علا صوتنا و نبت ألفاظنا (صارت نابية) و قست نظراتنا، لماذا فقدنا إدراك قيمتنا الذاتية و قيمة الآخرين؟ قد تكون أخلاق الزحام (و التعبير للمرحوم أحمد بهاء الدين) أو الإحساس العام بالدونية (!) أو اليأس من المستقبل و التضحية بكل الذوق (آسف) و الأدب (أسف أيضا) و الإحساس بالآخر (أموت من الأسف) من أجل رغيف، ووظيفة و مكان في الطابور، الخ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة