الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من دور للحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي ؟

حامد حمودي عباس

2012 / 10 / 23
ملف حول المنتدى الاجتماعي العالمي، ودور الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي.


لم يعد لي الألسن في اختيار مسميات عافها الزمن لمعالجة الاوضوع السياسية والاجتماعية والاقتصادية لعالمنا العربي ، يكفي للخروج بنتائج مجدية من شأنها أن تمهد السبل للوصول بنا إلى معطيات آمنة .. حيث لم يعد من المنطقي أبدا ، البقاء في ذات الدائرة من التحليلات المدعمة بفلسفات جامدة لا تتقبل التجديد وفق المتغيرات الحديثة ، والتي افرزتها الاحداث المتسارعة في المنطقة .
لقد أحسن أحد المساهمين في هذا الحوار ، حينما إختار سؤالا طرحه أوتسي أوتار ،عن ( كيفية الانتقال من مرحلة الوعي الجماعي بالتحديات ، الى مرحلة بناء القوى الاجتماعية الفعالة والضرورية لإحداث التحول ) ، ولكنه لم يفلح في توظيف هذا الاختيار من أجل تشخيص العلة الحقيقية لما نحن فيه من تخبط مريع ، جعل المنطقة حاليا لا تقوى على مقاومة ما يحيطها من تغييرات هي ليست في صالحها لو لم تتسلح بسلاح الوعي التام بما يجري وتخطط له مراكز رعاية المصالح العالميه ، هذا على أساس أنني وعلى الدوام ، ابقى في معالجتي هذه ، ضمن حدود الوطن العربي ، دون أن انسى الاعتماد على المعطيات العالمية باعتبارها ذات تأثير مباشر وفعال في ما يحدث عندنا من تداعيات .
فنحن فعلا ، وتأسيسا على سؤال السيد ( أوتار ) ، لو توسعنا في عملية التقصي عن مقدار نسبة النجاح ، والتي حققتها القوى التقدمية في بلادنا من أجل تحقيق ولو جزء بسيط من مباديء العدالة الاجتماعية ، لوجدنا بأن الخطوط البيانية لتلك النسب ، تشير إلى ملامح مثيرة للشفقة كونها لا تشبه لأية نسب حققتها الحركات الاجتماعية في العالم الثاني ..
إن استغلال بساطة الجماهير وتواضع وعيها العام ، لتمرير شتى المفاهيم المقطوعة الجذور ، والبقاء في نفس الدائرة القديمة الحديثة من التقوقع الثقافي الأسير لللإرادات المشبعة بافكار نخب بقيت لا تقوى على التغيير ، لم يعد مجديا ، ولم يعد مقبولا .. فما زقته تلك النخب في رؤوسنا من قيم افرزتها مراحل مرت ولم يعد لها متسع من البقاء ، وحلت محلها قيم جديدة آخذة في الحضور المستمر ، عليها أن تغادر طوعا وليس كرها لكي تتحرك شعوبنا وباتجاهات تخرجها من هذا الكم الهائل من التخلف .
أين تكمن الحقيقة إذن ؟ ..
الحقيقة تكمن ، في أن جميع المنتديات والحركات الاجتماعية ، وبمختلف توجهاتها في بلادنا ، لم تخرج عن طور تجمعات نوادي اللهو الاجتماعي وإبراز الطاقات الذاتية ، وأنها مكانا مناسبا لعرض سير ذاتية لم تجد لها مكانا في ساحات العرض الملتصقة بالجماهير المعدمة .. وإلا ماذا تستفيد الطبقات المسحوقة من الشعب من فلسفات مبتورة ، بقيت عند حدود الشد والجذب ، محاولة الخروج بتفسيرات لا أول لها ولا آخر لمفاهيم ( النيوليبراليه ، وفائض القيمة ، والمانيفاكتورة ، وما يؤدي له فائض القيمة من أرباح ؟؟ ) .. لماذا لا نحاول الانتقال الى مراحل أدنى من هذه الاستحقاقات ، باعتبارنا لم نخرج بعد من أولى مراحل التحرر الوطني ، وأننا لسنا مهيئين الآن للخوض في غمار مواجهة حراب النيوليبرالية ، ولصيقتها النيوإمبريالية ، وبما يتوفر لدينا من أسلحة متهالكة ؟ ..
لم يحدث ، ومن خلال جميع المنتديات الحوارية الفكرية في العالم العربي ، التي تداعت لها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ، أن تم عرض الحالة المزرية بفصولها المأساوية للجماهير الفقيرة في بلادنا العامرة بشتى حالات التدني الاجتماعي والاقتصادي .. ولم يحدث أن بحثت ، ضمن برامج تلك المنتديات ، سبل الخروج بتلك الجماهير من أغلال الأمية والفقر والجهل ، والبحث عن كيفية إبعادها عن براثن المرض وتفشي الأوبئة الآخذة في التزايد .. لم يجري الخوض في كيفية إبعاد مفاهيم التخلف الاجتماعي والذي يسلطه المنبر الديني ، ولجميع الاديان دون استثناء ، على الناس ويحفزهم لتسليط الظلم على المرأة والطفل .. لم تتم معالجة ظاهرة انحسار المياه الجوفية ، وابتعادها عن سطح الارض ، وشح الأمطار ، وزيادة رقعة التصحر ، ودراسة الانعكاسات التي يخلفها مرض الاصابة بمرض إلتهاب الكبد الفايروسي .. لم يحدث أن سمعنا عن منتدى ثقافي عربي كان معنيا بظاهرة نهب الآثار من قبل الدول الكبرى ، وليس من قبل المعوزين من ابناء الشعب ، حينما تتاح لهم فرصة توفر لهم لقمة هنيئه دون ان يفهموا تبعات فعلهم هذا .. لم نسمع بأي منتدى انتصر للفن العربي المهاجر بفعل ضربات الأنظمة الرجعية والظلامية .. ولم يبلغنا خبر عن أي تجمع عربي معني بكيفية التصدي لظواهر الشعوذة ومكافحة السحر ، والتي بدأت قنوات فضائية بعينها وبتكليف من منابر التخلف ، تقوم بنشرها يوميا للمساهمة في قتل الوعي الاجتماعي والسير به صوب حيز الخدر واللافعل .. لم نجد من يدعو ، ضمن أي تجمع ثقافي عربي ، إلى أيجاد السبل الكفيلة بتوحيد البرامج الزراعية في البلدان العربية ، وباتجاهات تجعل من سلة الغذاء العربي مليئة وعلى الدوام ، بما يجعل المواطن في غنى عن الاعتماد على الغذاء المستورد .. لم يحدث أن أثير موضوع انشاء تركيا للسدود ، ومؤامرات تحويل نهر دجلة بعد قتله تماما داخل الحدود العراقية ، وبالتالي القضاء على أكبر معلم من معالم البيئة وهي الأهوار في جنوب العراق ، ومن ثم القضاء على أوسع تجمع للطيور المهاجرة والأسماك بانواعها وانقراض حيوانات الجاموس في تلك الأهوار .. لم يجري البحث جديا ، من خلال أي تجمع ثقافي عربي ، عن أسباب ، ومن ثم سبل مكافحة الفساد ونهب المال العام ، ولم ينعقد أي تجمع من هذا النوع ، للبحث في ظاهرة تردي عمليات التنفيذ المباشر لمشاريع القطاع العام ذات الصلة بالبنى التحتية في البلدان العربية ..
إن الخوض في أبعاد النتائج المنبثقة عن المنتدى الاجتماعي العالمي ، دون التوقف مليا عند إفرازات الحركات الاجتماعية والتقدمية في العالم العربي ، من شأنه أن يضعنا في متاهات لا تغنينا عن حالات التردي العام ، ولا تهدينا الى سبل التخلص من ملامح هذا التردي المؤسف .. ومن ثم فإن اعتبار أي تحاور إجتماعي تسبح في بحوره أية جهة مخولة بالقيام بهذه السباحة ، لا يأخذ بنظر الاعتبار الصلة الوثيقة بين وتيرة التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ، هو اعتبار خاطيء ، ولا يفضي إلا إلى الفراغ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نرجس محمدي: لماذا تتنازل طهران؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إيران تضغط.. هل يتدخل العراق عسكريا في سوريا؟ | #التاسعة




.. وزير الدفاع السوري: ما حدث في حماة إجراء تكتيكي مؤقت وما زلن


.. غارات إسرائيلية ليلية متواصلة على مناطق بقطاع غزة




.. تطورات هجوم المعارضة السورية.. أبرز ما حققته على الأرض