الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(( صناعة العدو )) سياسة امريكية باتت بموازاة الصناعات الاخرى !!

لؤي الخليفة

2012 / 10 / 23
العولمة وتطورات العالم المعاصر


حرصت الولايات المتحدة ومنذ انهيار الاتحاد السوفيتي على ستراتيجية جديدة غدت واحدة من المهام الرئيسة لسياستها الخارجية ولمخابراتها المركزية , تلك هي ستراتيجية (( صناعة الاعداء )) , اذ ما ان يتم تحديد الهدف من بين مجموعة اهداف اعدت سلفا حتى تبدأ منظومة واسعة من الخبراء والكتاب بتسليط الضوء عليه وكبفية التعامل معه وتسخير وسائل اعلام محلية وخارجية بغية تهيئة الرأي العام العالمي للمغامرة الجديدة , مع غطاء مالي كبير تساهم فيه ايضا اطراف دولية تدور في الفلك الامريكي وتتغير حسب العدو المراد استهدافه .
كان الهدف الرئيس للولايات المتحدة والدول الغربية في الفترة السابقة هو الانقضاض على الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية , وما ان تمكنوا من ذلك سعوا وبكل ما اوتوا من قوة لتمزيق اوصال هذا الاتحاد الى دويلات عدة وتغذية روح العداء والكراهية التي كانت موجودة لدى البعض من الشعوب المنضوية فيه ضد الروس , والحال لم يختلف مع الدول الاشتراكية التي بات بعضها ترى في الدولة الروسية عدوها الاول ... .
جاءت احداث الحادي عشر من ايلول بعد هذا الانهيار مباشرة , ورغم ان الشكوك لم تزل تدور حول من قام بالاعداد لها والهدف منها , الا انها مهدت الطريق الى احتلال افغانستان والعراق ودولا اخرى كانت موضوعة على القائمة لولا الخسائر غير القليلة التي منيت بها القوات الدولية في هذين البلدين ... كانت افغانستان ساحة المعركة الجديدة , حيث الظروف كانت مهيأة دوليا للاحتلال بهدف القضاء على التيار الديني المتطرف والمتخلف في ذات الوقت , طالبان , الذي كان يحكم هناك وبات يشكل خطرا على دول الجوار والمنطقة , خصوصا وان البلاد صارت ملجأ للمتشددين الاسلاميين بدءا من من تنظيم القاعدة والذي اعلن مسؤوليته عن احداث ايلول وانتهاءا بالمجاميع الارهابية الصغيرة الاخرى , والتي كان للمخابرات المركزية الدور الاساس في ظهورها ودعمها حين جمعتهم في افغانستان وزجت بهم في الحرب ضد القوات السوفيتية التي كانت حينها متواجدة فيها في ثمانينيات القرن الماضي ... وما ان انسحب السوفيت واستيلاء المتشددين على السلطة الافغانية , حتى تحول هذا الصنيع والحليف الى عدو لا بد من القضاء عليه ... فكانت احداث ايلول المبرر الذي مهد الطريق لاحتلال افغانستان وهزيمة طالبان وحلفائها وتلقيهم ضربة قاصمة , غير ان وقتا طويلا لم يمضي حتى عادت هذه المجاميع الى الساحة ثانية وبدئها حرب عصابات ما زالت مستمرة الى يومنا هذا راح ضحيتها مئات الاف من الافغان والباكستانيين , كما تمكن تنظيم القاعدة من مد اذرعه الى دول عدة في المنطقة مما بات يشكل خطرا جديا يهدد العالم بأسره , ما تطلب حلولا سريعة لمعضلة باتت تتفاقم يوما بعد اخر , ما دفع بالساسة الامريكان اعتماد الرأي القائل بضرورة تشتيت الارهابيين الى اكثر من منطقة وبلد ... وبما ان العراق بأعتباره واحدا من بلدان محور الشر والعدو المقبل الذي خطط لاحتلاله , فقد زحفت القوات الدولية صوبه بحجج شتى كانت في الواجهة منها حيازته اسلحة دمار شامل او علاقاته بتنظيم القاعدة , اضف الى ذلك وجود طاغية ارعن ومتهور على رأس السلطة , كان قد اعد سلفا لمهام وادوار يؤديها عندما يكون في هذا المنصب , وما ان استلم الحكم حتى زجوا به في حرب ضروس ضد ايران امتدت لسنوات عدة , ليغزوا بعد انتهائها دولة الكويت , وبعد ان استعاد الديكتاتور انفاسه بعد هاتين الحربين التي كبدت العراقيين اكثر من مليون ونصف المليون ضحية عدا الدمار الاقتصادي وتكبيل البلد بالعديد من الاتفاقيات الجائرة , حتى عاد من جديد الى صراخه وتهديداته والتبجح بتصنيعه الحربي ... ليمهد الطريق للدول الغازية بأحتلال العراق وتدمير ما تبقى وما لم يدمر وليجعلوا منه ساحة لتجمع الارهابيين من شتى ارجاء العمورة حيما فتحوا حدوده على مصاريعها لتدور حرب عصابات حصدت مئات الاف من الابرياء ولما تزل اوارها مستعرة حتى هذا اليوم ...
ولما عمت الفوضى هذا البلد وايقنت امريكا انها نجحت في كسر احد اضلاع محور الشر , اتجهت الانظار صوب سوريا وايران وكوريا الشمالية وهم الاضلاع الثلاثة الاخرى للمحور, هذه الدول تتميز ايضا بأنظمة حكم ديكتاتورية ومتخلفة , ولطالما كانت سوريا البلد الاقرب في تركيبتها وتنوعها الى العراق , وهي ايضا بقيادة طاغية وحزب فاشي ... لذا سرعان ما راحت الدول الغربية ومعها الانظمة الرجعية العربية لاستغلال ثورة الشعب السوري السلمية وتحيلها الى حرب ضروس وساحة لتصفية الحسابات ووكرا جديدا للارهاب .
المراقبون السياسيون جميعهم متفقون على ان المعركة القادمة ستكون ساحتها ايران , فالنظام يصر على عناده ويلوح بألته الحربية كما فعل طاغية العراق قبل الغزو , والعقوبات الدولية باتت تهز الاقتصاد الايراني فيما تلوح في الافق بوادر الانتفاضة الشعبية رغم القبضة الحديدية للسلطة ... وايران دون شك لن تكون المحطة الاخيرة ضمن قائمة الدول المستهدفة فهناك اضافة الى كوريا الشمالية كل من موزمبيق وكوبا وفنزويلا ... وحتى روسيا والصين .
ولكن هل سيمضي المحور الامريكي الغربي ومعهم الذيول من العربان الذين يتقيأون نفطا , من الاستمرار والمضي في تنفيذ مخططاتهم هذه , اعتقد ان بعض الامور باتت خارج سيطرتهم , وكمثال على ذلك هو تمكن النظام السوري من الصمود طيلة ما يقارب العامين خلافا لما كان مخطط له , وهذا الصمود لم يتحقق الا بظهور محور دولي جديد تقوده روسيا والصين ومعهما ايران والهند والبرازيل وغيرها ليمهد الى ظهور قطب جديد ربما سيحل مكان الاتحاد السوفيتي , سيما وان العالم الغربي يعيش مشاكل عدة ابرزها الازمة الاقتصادية , اضافة الى التهديد الذي بات يشكله تنظيم القاعدة والمتشددين الاسلاميين والذين ارعبت عملياتهم الارهابية في افغانستان والعراق وليبيا وسوريا العالم اجمع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - راي
كنعان شـــــــــماس ( 2012 / 10 / 23 - 20:47 )
تحية يا استاذ خليفة ان (( تصنيــع العدو )) افضل من صناعة ففي الاولي مفعــول به والمصنع دائما مركوب ومفعول بــــــه ... اظن في كون روســـــيا دولة قانون وديمقراطيـــــة اخطر على امريكا مما كانت سابقا ثانيا صح امريكا فتحت حدود العراق لتدريب جنودها بالذخيــــرة الحية على المفعول بهم من الارهابيين لكن من ارغم العراقيين على استضافتهم والترحيب بهم للقيام بتلك التمثيليات القبيحــــة تحية

اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و