الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
-صفعات- الاسلحة واعادة العسكرة الى اين تقود العراق؟
حسين القطبي
2012 / 10 / 23الارهاب, الحرب والسلام
لست في معرض اثارة الشبهات حول صفقات الاسلحة المليارية، التي يعقدها السيد المالكي هذه الايام مع روسيا والولايات المتحدة، ودول اخرى، الا ان الارقام (قيمة العقد) في هذه الصفقات هي التي تثير الريبة حول نفسها.
مصر ابرمت عقدا مع الولايات المتحدة في اب الماضي لتزويدها بعشرين طائرة ف 16 بلوك 52 بقيمة 2.2 مليار دولار، بينما وقع العراق في سبتمبر عقده لشراء 18 طائرة فقط ( اف 16 ايضا) بقيمة حوالي 3 مليار دولار؟ فهل تختلف قيمة الطائرة بين مشترى واخر؟ ولماذا هي للعراق اغلى منها لمصر؟ مع العلم ان مصر لا تدفع نقدا، وانما من برنامج المساعدات المالية الذي تقدمه الولايات المتحدة نفسها لمصر!
سلطنة عمان هي الاخرى من هواة هذه الطائرة، وقعت في هذا الشهر عقدا مع شركة لوكهيد الامريكية لتزويدها بـ 12 طائرة (اف 16 ايضا)، متعددة الادوار، ومزودة بخدمات فائقة منها، بالاضافة الى تحديث 18 سابقة (المجموع 30 طائرة) بقيمة 3.2 مليار فقط!
ولو ابتعدنا عن الشرق الاوسط، الى شرق اسيا، فان تايوان تعاقدت على تحديث 145 طائرة منها بقيمة 3.7 مليار فقط، هذا بالرغم من ان لتايوان خصوصية يمكن ابتزازها من خلالها، فهي تواجه جيش الصين الجرار، في صراع وجود بين البلدين، ابتليت به منذ تشكيلها في العام 1949م الى اليوم.
وطائرات الاف 16 تخدم في جيوش اكثر من عشرين دولة حول العالم، وهنالك الان صفقات لبيع المزيد منها لـ 12 بلد بما مجموعه 52 طائرة، الا ان عقد العراق منها فاق تطلعات الشركات الامريكية المصنعة لان العراق وحده ينتظر 36 منها بقيمة 12 مليار دولار.
والـ 12 مليار ليس رقما هينا في الاقتصاد، فهو يساوي مجموع ميزانيات دول كثيرة مجتمعة سواء في اسيا او في افريقيا، وهو اكبر من مجمل ميزانية العراق في اي من اعوام نظام صدام حسين، وبامكانه ان يحل جميع ازمات العراق في مجالات الصحة والتعليم والطرق، الخ.
كما ان هذا الرقم اكبر من مجمل ميزانية تسليح المملكة العربية السعودية (كل انواع الاسلحة بما فيها الطائرات) من الولايات المتحدة، علما ان السعودية هي التي تحتل المركز الاول عالميا كاكبر مستوردي السلاح من امريكا، على الرغم مما "يقال" ان الولايات المتحدة تبتزها ضمنا لمثل هذه الصفقات بذريعة التسلح الايراني على الضفة الشرقية من الخليج!
الجدير قوله هنا هو ان هذه الطائرات تستخدم في الحروب وليس في مقدورها الاشتراك في عمليات ضد الارهاب الذي يضرب المدن العراقية بصورة يومية منذ العام 2004 الى اليوم، بما فيه كل يوم قضاه السيد المالكي، مهندس هذه الصفقات، على رئاسة الوزارة.
التساؤل الاول الذي يحيرني هنا، هو لماذا تختلف قيمة العقود بين العراق وبقية المشترين حول العالم؟ رغم ان العراق يعتبر اليوم من المحضيين من قبل واشنطن ويعامل بدلال كون نظامه اليوم يمثل الابن الشرعي "المعترف به" للتدخل الامريكي المباشر في الشرق الاوسط.
والسؤال الثاني الملح، هو لمن هذا التسلح؟ لمجابهة من؟ وليس العراق في معرض الدخول في حروب مع بلدان الجوار مرة ثانية؟
سؤالان لا اعرف اجابتهما، ولكن السؤال الذي اعرف بالتأكيد جوابه هو مصير هذه الاسلحة، فستتكدس "ببراءة" على غرار ما فعله الديكتاتور السابق، ثم ستبحث عن حروب للتنفيس عن شحنات طاقاتها المكتومة، ليبدأ الكديكتاتور اللاحق بدورة الحروب، الضرورية من اجل خراب جديد للبصرة.
اين تقودنا "صفعات" الاسلحة التي يوقعها السيد المالكي ويفضلها على الاستثمار وتوفير الخدمات؟ وهل ستختلف عن الصفعات التي وقعها صدام مع الروس والفرنسيين سابقا؟ الميغ والميراج، والتي لم يستطع حمايتها فقدمها هدية لايران في الحرب، بالضبط حين حان دور استعمالها!!؟؟
ستقودنا الى نفس الخراب والدمار الذي خلفه نظام صدام بعد رحيله، ويبدو ان السيد المالكي مصمم فعلا ان "لا ينطيها"، مثل سلفه صدام، الا تراب.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الدبلوماسية الأمريكية: أي أمل لغزة ولبنان؟ • فرانس 24
.. هاريس - ترامب: أيهما أفضل للعالم العربي والمنطقة؟
.. تونس: ماذا وراء حبس -صنّاع محتوى- بتهم أخلاقية؟ • فرانس 24 /
.. ما أسباب توقيف طالب فرنسي في تونس بقرار من القضاء العسكري؟
.. تونس: السجن أربع سنوات ونصفا لناشطة تونسية على إنستغرام بتهم