الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متي تًعلَن الحرب علي مصر؟

عماد عبد الملك بولس

2012 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


(لماذا نحارب من يحارب و يهزم نفسه؟)

سوف تُترَكُ مصر للتشتت و الاختلاف و التحاور و الانقسام السياسي و التنابذ الطائفي و المعارك الوهمية و مضاربة طواحين الهواء إلي الأبد طالما تستنزف و تستنفذ طاقاتها و ثرواتها بنفسها، موفرة علي أعدائها تكاليف الحرب و هادمة بنائها بمعولها، و باذلة كل الجهد لتعويق مسارها و تكسير أقدامها إن لزم الأمر.

سوف تُترَكُ مصر لجهلها و لأميتها و لفقرها و لضعفها و لإهانتها و مهانتها و هوانها و عجزها و عقمها و عار تمزقها و حقارة تفرقها و مذلة تخلفها و انحطاط تبعيتها، طالما تمسكت بهذه القذارة المصنوعة المدسوسة المقننة المدمَنة.

أما إذا أفاقت مصر إلي مجدها السليب و حقها الضائع، و شرفها المهدر، و ثروتها الخالدة الاستنزاف، و حريتها المغتصبة بالخدعة و استقلالها المثلوم بالوهم و الخيانة، ووحدتها المهشمة وهويتها المطموسة المريضة، و اكتشفت قدرها و مصدر قوتها الحقيقي: في التوحد و العمل، و اكتشفت جبروت هذا البلد و غناه غير المحدودين، و جمال خصال أبنائه التي تكاد تتحول جميعا إلي مذمات و بشاعة آدمية بسبب الجهل و الفقر الاختيارين!!!

ما دامت مصر تهزم نفسها يوما بعد يوم و توفر علي أعدائها مجهود و نفقات الحرب عليها، و ما دامت لا تزال (تغرق في شبر ماء) و تتوه في النور و لا تدري من أين تبدأ و إلي أين تذهب، فستُترَك لمتاهتها و التمرغ في الوحل الذي تحبه و تحتفظ به: الفُرقة الدائمة و الفردية المقدسة و التحزب المطهًر.

أبدا لا تعمل أيها المصري، و لا تتحد و أخاك، و لا تستفد من خيرات بلادك، و اقبع هازما ذاتك و متحسرا من سَلبك و من استمرار خداعك و اشكُ دوما من فقرك و من حاجتك و أنت تجلس فوق خزائن الأرض، و لا تتناول أبدا دواء الاتحاد و النظام و العمل، و اهرب من كل من يصف لك داءك و يسقيك دواءك، لا تفكر، لا تعمل، لا تتعلم.

أما إن فعلت و حاولت الخروج من هزيمتك لذاتك، فالأعداء ينتظرون، بل و يراقبون كل حركة مفيدة تأتي بها لإجهاضها، و اللصوص بالداخل و الخارج لك بالمرصاد إن سلطتَ عليهم ضوءا، فانتبه، لست وحدك و لست من التفاهة إلا ما شئت أنت أن تظل تافها، أما إن أفقت، فاحترس، لن يتركوك، هذا هو الجهاد الحقيقي و الكفاح الصحيح، و كل ما عداه خداع، فأنت بدون اتحادك و قوتك و غناك بلا فائدة لأحد، و لا حتي لنفسك.

سيسألنا الله و سيحاسبنا عن كل ما أعطانا في هذه الأرض الطيبة، و لم أهدرنا كل خيره و سألنا الناس و أذللنا أنفسنا بجهلنا و كسلنا و لم نفلح أرضنا و لم نُعمل عقولنا بل تركناها للظلام و الكسل اللذيذ في أننا بلغنا الكمال وحدنا و امتلكنا الدنيا و الآخرة، و نحن نعجز عن أن نعدل في بيوتنا و أن نرحم أنفسنا و أن نأكل من نتاج عملنا و أن نستغل خير أرضنا.

اتحدوا يا مصريون فلا نجاة لكم إلا باتحادكم، و لا حياة لكم بدون هذا الاتحاد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألفرقة ألناجية - 1
‎هانى شاكر ( 2012 / 10 / 24 - 02:19 )


فى مصر وفى كل تجمع سكانى عرفاه ألتاريخ وألجغرافيا .. تتوقف علاقات ألبشر داخل أى تجمع على قيمة ألأنسان ألفرد داخل ألتجمع .. ويعتمد حال ألتجمع كله على علاقاته بمحيطه ألخارجى

كمثال : ألأنسان ألفرد عالى ألقيمة جداً فى سويسرا .. وأسرائيل سوف تبادل أى أسير لها بالف ممن تعدون ...

ليس كذللك أليمنى ألفقير .. أو ألعراقى أو مؤخراً ألسورى ..

عندما أهلك ألمماليك ألبلاد وقتلوا ألعباد ... كادت مصر أن تخلوا من ألسكان .. وفطن محمد على (وأولاده من بعده) أن ألأنسان ألمصرى مهم لتطلعاته فى خلق دولة حديثة .. فارسل رفاعه أبن ألفلاحين إلى باريس .. وأعطى ألمصريين ألرتب حتى وصل سعد زغلول (إبن ألفلاحين) إلى منصب رئيس ألوزراء .. وفطن ألحكام أن مصر ألقوية تحتاج إلى 10 ملايين مواطن .. كى تبنى وتزرع وتُصدر وتستورد وتُدافع ..

مع وصول أنقلاب ألأبالسة 52 وألأنحراف ألتدريجى ثم بعد ذلك ألأنحراف ألسريع نحو .. تناكحوا وتناسلوا .. أنقلبت دفة ألأمور ووصلنا إلى خرابة تئن تحت ثقل ألتكاثر ألحشرى وأقتربت قيمة ألأنسان ألمصرى من ألصفر ..

......


2 - ألفرقة ألناجية - 2
‎هانى شاكر ( 2012 / 10 / 24 - 02:21 )

مالحل أذن وما هى خطوط ألمستقبل ؟

مصر ألأن تشبه ألدولة ألبيزنطية قبل ألأكتساح ألعثمانى بربع ساعة .. فعندما أكتسح آل عثمان بيزنطة وحرقوا ألقسطنطينية .. صحا من نجوا من أهل بيزنطة ليجدوا أمر واقع جديد .. شعب ينافس شعب .. واحد أعزل وألآخر مدجج .. فبقى منهم ألف نفر .. وغادر 10 ملايين إلى ألبندقية وجيرانها .. وبنوا جداراً منيعا أمام بنى عثمان فلم تسقط أوروبا (بعد) أمام طرقهم ألشديد ..

فى مصر ألأن تسع شعوب (حجم كل منها عشرة ملايين تقريباً) كلها تشعر بالتغريب ألشديد .. ... ألقبطى غريب بين هياج ألعامة وتخاذل وضعف ألحكومات ... وألسلفى متغرب فى مجتمع سايب وعالم غارق فى ألكفر .. هكذا أيضا باقى ألفرق ألسبع ألأخرى بألمحروسة (سابقاً) ..

خفض سكان مصر من 90 مليون إلى 10 ملايين سيستغرق بعض ألوقت .. كما هو ألحال فى سوريا أليوم .. وألعراق غداً

هنيئا للسلفيين إذن ألفوز بألجائزة .. لأنهم أشرس فرقة .. وحماسهم يفوق حبهم للحياة .. وهارد لك لباقى ألمصريين

ألفرق فى زمننا ألأغبر بيننا وبين أهل بيزنطة خمس قرون خلت وولت ..أن أقرب ملجأ من طراز ألبندقية .. يوجد على ظهر كوكب ألمريخ

....


3 - سيد هاني شاكر شكرا لمروركم
عماد عبد الملك بولس ( 2012 / 10 / 25 - 08:03 )
أشكر مروركم و تعليقكم

و اسمحوا لي بالاختلاف معكم، فالمصريون 90 مليون شعب و ليسوا 9 تجمعات. هل هذا مضحك؟ نعم و لكن شر البلية ما يُضحك

حتي من يظنون أنهم جماعة أو إخوة أو فرقة أو أي شكل من أشكال التجمعات، مجتمعية أو أيديولوجية (حتس للأسف الأسرة) لا تجتمع - في مصر - إلا علي مصلحة فردية مع إلغاء الآخر

عجيب و فظيع؟ نعم و لكنه للأسف حقيقي، حتي المظلومين مثل الفقراء و الأقباط و المرأة، ما أن يجتمعوا حتي يفترقوا سريعا بسبب كرههم للاتحاد و التنازل عن عبادة الذات

لا توجد في مصر جماعات، إلا أكثرها إجراما، مثل جماعات الجريمة المنظمة و لوبيات استغلال النفوذ و هي صاحبة الكلمة (كما كان هكذا يكون) و هي التي تحكم دائما من خلف ستار

و لكن يمكنني الاتفاق أن هناك قطعان - تجاوزا - يمكن تسميتها بشعوب، و أنا لا أهين بل أصف، فهي قطعان لأنها بلا عقل و لا إرادة إلا الإرادة الجمعية التي يملكها القائد الخادع و لا يحركها إلا العاطفة أو رد الفعل

و الحل بسيط يا سيدي: أن ننسي أنفسنا و نتخلي عن ذواتنا من أجل الآخر و المجتمع، هذا ثمن من يقدر علي دفعه؟

تحياتي


4 - الاستاذ عماد عبد الملك بولس
محمد حسين يونس ( 2012 / 11 / 4 - 13:49 )
ٌقرأت مرثيتك علي مصر و شعب مصر ..و الحقيقه هي مرثية علي أمال كنت ترجوها لبلدك ثم ضاعت بين غمضة عين و انتباهتها .. نحن يا سيدى شعوب موغلة في التخلف منذ زمن إنتصار الرومان في معركة إكتيوما حتي إنتصار السلفيين في حرب و معارك سيناء الخامسة .. و لقد تغيرت توجهاتنا الثقافية و الفكريه و الاقتصادية خلال ستة عقود خمس مرات .. كنا دولة ليبرالية ملكية ثم دولة ثورية ومهيجه جماهيرية ثم إشتراكية ناصرية ُثم انفتاحية تابعة لامريكا ُثم عصابات المبارك الناهبة ثم دولة دينية متخلفة التوجه تعود القهقرى بسرعة الانحار الحاد .. هذة التغيرات السريعة المتتاليه لم تسمح بتراكم الخبرة او التوحد في الرؤية أو حتي الاتفاق علي عقد إجتماعي يراعي فوارق توجهات الامة .. و ها نحن في طريقنا الي الدستور السلفي شديد التخلف و النكوص و إذا إستمر الحال فسنصل الي حافة الاندثار .. لقد لاح الامل أكثر من مرة و أضعناه و أعتقد أن هذا الامل المفقود اليوم سيكون الطامة الكبرى ..تحياتي وشكرى


5 - محمد بك يونس شكرا لمروركم
عماد عبد الملك بولس ( 2012 / 11 / 5 - 14:59 )
سيدي العزيز

شرفتم صفحتي المتواضعة، و أنتم القامة المعروفة، شكراعلي المرور و علي التعليق

أنا يا سيدي لا أفقد الأمل لأن كل صباح يحمل حياة جديدة للكون و الخلق، و أحاول التنبيه ما استطعت لأني أومن بهذا البلد المسكين العظيم !! و بالمصريين الحقيقيين الذين يستطيعون الإتيان بالعجائب لو أرادوا

تحياتي لسيادتك و شكرا ثانية

اخر الافلام

.. Brigands : حين تتزعم فاتنة ايطالية عصابات قطاع الطرق


.. الطلاب المعتصمون في جامعة كولومبيا أيام ينتمون لخلفيات عرقية




.. خلاف بين نتنياهو وحلفائه.. مجلس الحرب الإسرائيلي يبحث ملف ال


.. تواصل فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب بمشاركة 25 دولة| #مراس




.. السيول تجتاح عدة مناطق في اليمن بسبب الأمطار الغزيرة| #مراسل