الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازهار بلون فجيعتي

جابر السوداني

2012 / 10 / 23
الادب والفن


مقدمة المجموعة الشعرية أزهار بلون فجيعتي للشاعر جابر السوداني
بقلم يحيى الحميداوي

من بين ركام الحزن وذكرياته تولد الكلمة، تتمخضها الحروف وجعا شفيفا ينحت منه الشاعر جابر السوداني بأزميل فجيعته الخلاق قصائدِا مخضبة بروحية عاشق عاش غربة الذات على ارض الواقع ، وشَفـّتْ روحه كذرة ماس نقي وهو ينأى بها عن هذا الواقع المحسوس في رحلة عذاب مع الليل والقمر الغارب للعتمة ، فتنبعث من زوايا روحه صرخات هائمة تعلو في سماء العشق وتستجدي الغيم مطرا يغسل هذا الوجع ويحيل هذه الأماني إلى حقيقة سعيدة ، هائم يعاني وحشة الأرصفة ويغني مع الراحلين أنين الانتظار في غبش المحطات الموحشة تجره حقائبه المتخمة بالألم فتحلق روحه فوق أدران الخليقة طائرا لا ينثني للريح أو لأفول نجمهِ العصي بعد خمسين انطوت هدرا ، يحترق كل ليلة ثم يولد مع الفجر مرة أخرى من رماد حرائقه وتولد معه قصائده الحزينة تتعلق برتاج أبواب أغلقها هو بنفسه وفر منها هاربا لوجه امرأة أخرى غير (أديبة) التي نعرفها ، امرأة أخرى نحسها بين السطور فاتنة كما وصفها لكنه لم يبوح باسمها ولم يصرح به كما صرح من قبل باسم ( أديبة ) الشاعر جابر السوداني الذي يعيش الحقيقة كأنها الوهم وينحت الوهم كأنه حقيقة تندلق كؤوس اللذة من بين حروفه وتنثال بدفء عجيب لتراقص أمانيه وذكرياته وتحرك نصوصه بدرامية متقنه وجميلة تحيل النص إلى حكاية مروية بلغة سهلة سلسة لا تعقيد فيها حتى أن تكاد تكون نصوصه قصصا قصيرة مكتوبة بأسلوب شعري جميل تعتمد صوره الشعرية على الإيحاء والإيماء وتبتعد عن الشرح والتعقيد والرمزية الغارقة بضبابية مبهمة فهي بلغتها المستخدمة تحاكي الواقع وتستهدف أقصى نقطة في عمق الفهم الاجتماعي البسيط والصورة الشعرية عند جابر السوداني تخلق عالما متحركا يولد من تضافر عوالم متعددة نسميها المؤثرات الحسيًة يجذب القارئ نحو النص ويجعله يتماهي فيه ويتفاعل مع صياغاته بمتعه تمكنه من تذوق جمالية النص الشعري بدون عناء ويحس نشوة طاغية تلقي بظلالها على مخيلته بهدوء وبدون إقحام مفاجئ يتخطى حدود التسلسل المنطقي المحسوب حتى لكأن المتلقي يشعر بمأساة مميتة يطوقها الأمل واسع ويرسمها الشاعر بحبكة ومعرفة مسبقة بالانفعال الإنساني فرغم السوداوية إلا إن هناك في نهاية الطريق أعواد البخور وأصوات الجن وشموع خضر الياس تخترق تلك الانفعالات الحزينة وتبعث فيها روحا مغايرة من التفاؤل ، إن التزام الشاعر جابر السوداني بموسيقى الحرف وقواعده الإيقاعية واعتماده على النص ألتفعيلي يعطي القارئ متعه أخرى لا تتوفر له في النصوص النثرية ، والخوض في النص بدون سأم أو ملل فالضربة الغنائية التي تكونُ مشهد النص تعطي جمالية حسية حين تفاعلها مع الصورة التي تستدرك النغم المتأتي من إيحاءات الخلق الصوري المتدفق لتكون انفعالا مدهشا يرسم لوحة خلاًبة تأخذك بمتعتها برغم الحزن ,والبنية التصويرية العميقة والنغم الموسيقي يعطي مدلولاته الرائعة ليتشبع المتلقي بروحية النص ، إنً الصياغة اللغوية والصورية والإيقاع العروض هي سمة المجموعة الشعرية للشاعر جابر السوداني فحين الاطلاع عليها نرى أن الشاعر تعمًد القصصية والمباشرة في نصوصه لغاية معلنه فمن خلال تتبع النصوص التي أراد لها الوصول لكافة شرائح المجتمع بدون تعقيد واعتماده على الذاكرة السبعينية الممتلئة بالشجن والنقاء والتي يعيشها الشاعر بتفاصيلها وإحداثها التي تخترق ذاكرته كرصاصة لتشعره بمتعة الألم الخلاق وكذلك اعتماده على اللغة الموسيقية من خلال القواعد العروضية التي يلتزم بها التزاما كليًا ولا يفلت من قبضتها برغم إرادته التقيته في عباءة الشيفون ودموع أديبة ومازلت أسيرا لتلك العباءة مغتسلا من الحزن بتلك الدموع البريئة.
يحيى الحميداوي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-