الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم العبد المكسب الوحيد من زيارة الأمير

سامي الاخرس

2012 / 10 / 24
القضية الفلسطينية


أم العبد أنت المكسب الوحيد من زيارة الأمير
منذ أيام وكُلّنا نتناول موضوع زيارة الأمير القطري بالتحليل والتفصيل السيَّاسيِّ وجميعنا تعمق بهذه الزيارة من حيث أهدافها وتوقيتها وأسبابها ودوافعها، فانقسمنا لفريقين، فريق أكد على ضرورة الزيارة واستثمارها سيَّاسيَّا لفك الحصار عن غزة وإعادة الحياة لها، وفريق آخر أكد على أنّ هذه الزيارة خبيثة الأهداف والنوايا، وإنّها لن تحمل لقضيتنا أكثر من شرور شيطانية قطرية تشرذم المشرذم، وتفتت المفتت، وبين الفريقين تأرجح الجميع بانتظار ما تحمله الأيام القادمة من نتائج لهذه الزيارة الّتي تعتبر بكلّ مقاييسها تاريخية سواء بالسلب أو بالإيجاب.
تشابكت معركة التحليل والتصريحات وتابع العالم المشهد في صورة لفتت كُلّ أنظار العالم إلى غزة، وتحولت كُلّ كاميرات الفضائيات صوب هذه البقعة الصغيرة المظلومة والمضطهدة من الجميع، وجلس العالم ينظر للمشهد كلًا بعينه وبما يتوافق مع دواخله ومعتقداته ورؤيته، في حين لفت نظري صورة ومشهد واحد أعتبر إنّه المكسب الأهم في هذه الزيارة ألَّا وهو صورة عقيلة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية ( أم العبد) وأنّا أرى هذه السيدة وهي تقف بشموخ وصلابة وعزة المخيم بكل رباطة جأش وتحدِ وكأنّها متمرسة على مثل هذه المناسبات بالرغم من إنّها المرة الأولى الّتي تظهر فيها أم العبد بمثل هذه المناسبات، حيث بلحظة أعادت لي التأمل بأمهاتنا اللواتي أمضن عمر في ردهات المخيم، يحملن هموم الوطن وتربية النشء، هؤلاء السيدات اللّواتي لم يذهبن لأكاديميات خاصة لتعلم فن البرتوكول والاستقبالات والتصنع، والابتسام، والتحدث، بل وجدت صورة بهية لأمهاتنا بكل عفوية تنتصب كجلمود من العفوية، فعادت ذاكرتي لعشرات السنوات في عهد الانتفاضة الأولى 1987 وتساءلت أليس هذه المرأة الّتي كانت تلقي جسدها فوق الشباب لحمايتهم من الاعتقال؟ أليس هذه المرأة الّتي كانت تحمل دلو المياه على رأسها لتطهو لأطفالها؟ أليس تلك السيدة الّتي كانت تحمل الحجارة لأشبال الحجارة ليدقوا جماجم اليهود؟ أليس تلك المرأى هي الّتي كانت تصحو منزعجة في ليالي الشتاء لنقل أطفالها من غرفة لغرفةِ رحمة من الأمطار التي غزة منزلها في المخيم؟ أليس هذه المرأة الّتي تذهب للتسوق وتشتري الخضار من الأسواق الشعبية؟ أليس هذه المرأة الّتي لم تتعلم فن السباحة ولبس المايوه للحفاظ على رشاقتها؟ أليس هذه المرأة التي لم تجرِ أيّ عملية تجميل بحياتها؟ ولم تركب خيلًا يومًا في مضمار النفاق الاجتماعي؟ أليس هذه أمي وأمهاتكم الّتي جاعت وتألمت وحرمت نفسها من ملذات الحياة في أزقة المخيم لترى أبنائها رجال؟ إذن هي نفس المرأة الّتي تقف اليوم على البساط الأحمر بكل عفوية وبساطة منتصبة الهامة لتؤكد للعالم أنّ الفلسطينية ابنة المخيم تتقن كلّ فنون الحياة في أكاديمية المخيم، فكما حملت ألألم يومًا، وحملت الإرادة يومًا، وحملت الصبر يومًا، ورباطة الجأش يومًا، والبندقية يومًا، ها هي تعلم العالم فن البروتوكول.
شكرًا أمنا أم العبد ليس لأنك زوجة رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، بل لأنك جعلتِ قلوبنا تقفز فرحًا وفخرًا بأمهاتنا وسط مرارة الانقسام، بل لأنك قدمتِ صورة أمهاتنا بكل عفوية في معارك البرتوكولات عظيمات بعظمة إرادتهن، كم أحسست بعظمة أمي وكل أمهات المخيم .... وكم عرفت لماذا نحن رجال لم يكسرنا الزمن، ولم تنال منا المحن، لأنّنا نهمنا الكبرياء والرجولة من أثداء هؤلاء النساء,
شكرًا لك أم العبد، وليقولوا ما شاؤوا عن هذا المقال فلم يقسو أحد بالنقد على حكومة حماس وسيَّاستها في غزة، ولكن اليوم أقف صغيرًا أمام إرادة أمي وكل الأمهات خريجات المخيم الفلسطيني، أقف صغيرًا أمام أعظم النساء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجندي الأمريكي موريس مورفنت: انتماؤه الى -كاجان-، مكنه من أ


.. مرشحو الانتخابات الإيرانية: من يصل إلى قوائم الإقتراع؟




.. جنوب أفريقيا: ملف ملكية الأراضي الزراعية يلغم نتائج الانتخاب


.. خامنئي: من قام بعملية {طوفان الأقصى} أفشل المخطط الكبير للشر




.. حماس تنظر بإيجابية إلى مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة