الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة الفساد جريمة تسرق الحياة

عزام راشد العزومى

2012 / 10 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


ظاهرة الفسـاد جريمة تسرق الحياة
الفساد لغة من فسَدَ، والمفسدة نقيض المصلحة، قال تعالى "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون" سورة هود آية 117، وفساد الشيء يعني تلفه وعدم صلاحيته، ويطلق مصطلح الفساد ويراد به أيضا، القحط والجدب واخذ المال ظلماً بغير حق ، وقد يشير الفساد إلى تجاوز الحكمة أو الصواب فيقال فسد الرجل أي جاوز الصواب، وفسد العقل أي بطل، وفسدت الأمور أي اضطربت وأدركها الخلل، والفساد في الإصلاح الشرعي هو خروج الشيء عن الاعتدال ، ومن ذلك جميع المحرمات والمعاصي.
ويعد الفساد في قطاع الرعاية الصحية " جريمة سرقة الحياة" ذلك لإن مفهوم الرعاية الصحية الجيدة كما يشير "تقرير التنمية الانسانية" يقوم على عنصري الجودة والعدالة، وتعني الجودة وجود نظام صحي يستجيب بشكل جيد لما يتوقعه منه الناس، أما العدالة فتعني استجابته على قدم المساواة لكل فرد دون تمييز، ويتسبب الفساد والغش في القضاء على الجودة وفي هدر المساواة مما يفرغ مفهوم الرعاية الصحية من محتواه الفني والإنساني. حيث تشكل الميزانيات الضخمة التي تخصصها الدول للرعاية الصحية هدفاً مغرياً للفساد.
ويؤدي الفساد في مجال الخدمات الصحية الى وفاة الملايين من البشر سنوياً اغلبهم من الاطفال والنساء والحوامل رغم ان حجم الانفاق الدولي السنوي على قطاع الرعاية الصحية يقدر بحوالي تريليون دولار.
وتتخذ جرائم الفساد في القطاع الصحي صوراً متعددة منها:
في قطاع استيراد الادوية والاجهزة الطبية تحال مناقصات الشراء على الشركات التي تدفع عمولات او رشاوى اكثر من غيرها بناءاً على مساومات بين الشركات المجهزة والموظفين الفاسدين، مما يدفع الشركات المجهزة الى اخذ ذلك بنظر الاعتبار اما من حيث تخفيض مستوى النوعية او رفع الاسعار المعروضة. استبدال الادوية ذات الجودة العالية باخرى اقل جودة او مغشوشة لاستخدامها في المستشفيات العامة، في حين تباع الادوية الجيدة للقطاع الخاص. الاتجار بالأعضاء البشرية عبر خداع البسطاء والمعوزين لبيع أعضائهم أو إحالتهم لإجراء عمليات جراحية بهدف سرقة أعضائهم.، استدراج المرضى الى العيادات الخاصة من خلال التشكيك في جدوى المستشفيات العامة، عمليات الفساد في عقود الشراء المحلية واعمال مقاولات بناء المستشفيات والمراكز الصحية، السرقة المباشرة للادوية والمستلزمات الطبية والاغذية المخصصة للمرضى من قبل موظفي المستشفيات وبيعها في الاسواق المحلية، الرشاوى التي تتلقاها فرق التفتيش مقابل غض النظر عن المخالفات الصحية في المصانع والمحلات العامة، الفساد في منظمات المجتمع المدني التي تتلقى المساعدات الانسانية الطبية ومواد الاغاثة والتموين من المجتمع الدولي وتتصرف فيها من خلال بيعها في الاسواق المحلية واختلاس الأموال المقدمة كمساعدات، التزوير والغش في نظام التأمينات الصحية من خلال ادراج اسماء اشخاص وهمية او وصفات طبية تصرف لغرض السرقة.
بقلم: عـزام راشـد العـزومى
باحث دكتوراة- علوم سياسية- جامعة القاهرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة