الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملامحي تونسية

مها الجويني

2012 / 10 / 24
كتابات ساخرة


كلما أسافر إلى وطن عربي أصطدم بالصورة السلبية التي يحملها بعض أشقائنا العرب عن تونس ، و لاسيما و أنا أتواجد الأن في طرابلس حيث يظن البعض من الأهالي أنني هنا للقايم بأعمال لا أخلاقية أو لرمي شباكي للشباب االيبي ...
فتونس في نظر البعض من الجيران الليبين وجهة للسياحة الجنسية و ليس فيها إلا أفخاذ الحسنوات و مراكز العهر و مراكز التجميل ، وفيها المجون و الترف و السهر و الإستمتاع .
ما إن يعرف الأخر أنني من تونس إلا و تبتدؤ الابتسامات و طلب المواعيد و النظرات المعسولة و إلى أخره و كأنني أحمل" وثيقة بنت ليل " لا جواز سفر و دعوة تفيد بأنني هنا متواجدة للعمل في أطار تدريب المنظمات الأهلية ...
في ليبيا الخمر ممنوع و حرام ، هنا تحاصر ك العادات و التقاليد أينما تذهب ، عندما تركب التاكسي ، عندما تمشي في الشارع ، عندما تلبس و حتى عند الأكل و عند الجلوس و القيام و القعود ، فالمجتمع قائم على قواعد الذكور و أحكام الفقهاء المختلطة بنكهة القبائل .
وبما أن الممنوعات عديدة و لا حرية هنا تستحق الذكر ، يتجه أغلب الشباب إلى تونس للتحقيق كل ما يحلمون و يرغبون بفعله . فبعد أن يتجاوزوا بوابة الراس جدير أو الذهيبة يقومون بشراء الخمور و يبحثون عن النساء و يستغلون الفقيرات من أبناء وطني ببعض الملاليم ثم أراهم هنا يتحدثون عن العهر و الزنا في تونس . و كأن بنات الليل في تونس يقمن بذلك لوحدهم بدون الزبائن الليبين ؟
تدور تقاليد المحتمع هنا حول النساء و شرف النساء و زواج النساء و تربية النساء و ما بين فخذين النساء و حتى المحلات هي لأغراض النساء و الرجولة أمام النساء و القهر للنساء و الكرم للنساء و كل ما خلق الله يدور على رؤوسهن .
المسكينات لا يغادرن البيت إلا بالأذن و لا يتزوجن إلا بالإذن ، هنا النساء محرومات من الحريات وفق قانون الحياء و بنت العلية و بنت القبيلة ...
هنا تمنع بعض العائلات بناتهن من دخول الجامعات حتى لا يخلطن بالشباب ...
هنا تُحرم بعض العائلات بناتها من طراسة الطب و الهندسة و الميكانيك لأنها مهن موجهة للرجال .
هنا ، تقبع الزوجة في البيت و ليس لها الحق في العمل إلا أذا توفر لها منصب أبلة أي مُدرسة ...
هنا أرى الخوف من الفكر الحداثي و من كل ما يمكن أن يهدد أمن العشائر القومي و سلامة إنتشار الفكر السلفي التكفيري ...
لأول مرة أحس بالشكوك في مقولات الوحدة المغاربية و الوحدة العربية و الاخوة و القرابة و عباراث مثل "لتونس شقيقة ليبيا" و إلى أخره من كل الكلام الوحدوي الجميل ...
لأنني أتعرض لكل أنواع التحرش و الإقصاء من قبل العديد من الشباب في الشارع أو في الأسواق أو بعض المعاكسات في التاكسي لأنني فقط تونسية الملامح و أتكلم تونسي ...
إستغربت هذه المعاملات السيئة و هذه الأفكار و الممارسات الجارحة فعلى سبيل المثال المؤسسة التي أعمل لصالحها هنا تعبت في أن توفر لي مسكن في العاصمة طرابلس لا لشيء لأنني فقط شابة تونسية و هنا يخشى أصحاب البيوت و الشقق من التونسيات ...و كأن نساء وطني لا يعرفن الشرف و لا الحياء و حضورنا قد يحمل لهن فيروس الإنحلال و التسيب .
أرى أن الأشقاء في ليبيا و باقي دول النفط لم يفهموا بعد أننا نعيش في وطن الكادحات ، أننا ورود تُزهر لتملأ الخضراء عملا و كدا وإنجازات هنا حيث لا نفط و لا غازات و موارد كبيرة ، هنا عرق العمالات يسقي الأراضي ... هنا الشاعرات هنا الكاتبات هنا صوت النساء ...
وطن قرطاج الحضارة لا يرضى بإهانة النساء ...علمتني أمي أن الكرامة ٌتفدى بالدماء و أن الشرف يقاس بالمواقف وبالتعويل على النفس لا بالإتكال و ًتقبل الأوامر ... علمتني أمي ان الحرية مسؤولية و الحرية وطن و حفظت منها أن الكرامة و الإتقان و الثقة من الملامح التونسية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تونسيات ولم لم نكن تونسيات لسيعينا الى ان نكون
رويدة سالم ( 2012 / 10 / 24 - 12:19 )
رائعة انت عزيزتي مها
نحن تونسيات وشريفات ولنا صوتنا الحر المسؤول دوما وحضارتنا المختلفة عن الكل رغم كل تقاليد العرب الذكورية المهوسة
هل تؤمنين حقا ان الوحدة المغاربية ممكنة وان تونس شقيقة ليبيا او غريها من دول الجوار او ان هناك وحدة -عربية مأمولة-؟
لا عزيزتي نحن تفصلنا عنهم سنوات وسنوات كثيرة من التقدير والقيمة الممنوحة للمرأة والتي يحاول اليوم المد الوهابي دفنها في غياهب الماضي
تونس البونيين والقرطاجيين والرومانيين والعرب والندلسيين وكل من مروا من هنا تونس الصداق القيرواني واصلاحات بن عاشور والنيفر وبورقيبة
تونس الممتميزة دوما بموقعها وتاريخها وبالتي ستظل منارة للعرب كل العرب في كل مكان
العهر في عقر بلاد العرب وتجارة الرقيق الابيض في عمق بلاد العرب في المغرب واوب ضبي والسعودية واليمن لا في تونس
لم تكن ولن تكون تونس بلاد العهر المنظم وتجارة الايناث؟
مودتي


2 - الأستاذة مها الجويني المحترمة
ليندا كبرييل ( 2012 / 10 / 24 - 13:55 )
دعيهم لا يفهموا عزيزتي مها أنكم تعيشون في الوطن الذي سيملأ العالم العربي حضارة وثقافة وعلما
دعيهم وخذيهم على قد عقلاتهم المملوءة بالنفط، وبالنساء وبالأموال وتجارة الرقيق الأبيض ، وماذا أيضاً ؟
بلاد متصحرة تماماً ، قد يلوّن صفارها بعض العواميد السوداء بين حين وآخر ..
ماذا يزعجك ؟ فليقولوا ما يقولون ، هل سيتغير واقع تونس المجيدة بمجرد أن نطقت تلك الحيوانات العاقلة ؟
يكفيهم أن نصفهم بهذه الصفة، ولا نتجاوزها لمفردة ( إنسان ) إذ ليس كل من كان حيواناً عاقلاً أصبح إنسانا، هناك من البشر منْ يركن لحيوانيته ويستمتع بها
ومع كل ما أتاحته لهم الحياة من تحديث ، ترينهم قابعين في أرذل الدرجات الإنسانية
هكذا تكلموا ذات يوم عن الفتيات العراقيات بعد تحرير العراق من الهمجية الديكتاتورية، واليوم التونسيات، وغدا السوريات .. وهكذا
النقص فيهم عزيزتي
تونس كيان قائم بذاته ، لا يُجمع مع غيره ولا يُطرح منه ، كلّ واحد غير قابل للتقسيم والضرب
علمت اليوم أنك تونسية ، لكني أعرف عزيزتنا الأستاذة رويدة سالم أيضاً تونسية
من خلالكما ، أهدي بنات تونس المجيدات التحية والسلام


3 - ملامحنا تونسية
مها الجويني ( 2012 / 10 / 27 - 11:37 )
كلمات نزلت بردا و سلاما على قلبي و مسحت جراح شهور من الإساءات شكرا لكي رويدا سالم نعم هي بونيقيا وقرطاج و الكاهنة البربرية و غيرها ممن زرعن بذور الكرامة في تونس ، هي ثمغارت (إسم المرأة عند الامازيغ) التي ترافقنا في كل خطوات حياتنا لتزيدا عزة وكرامة ، نحن وطن الموارد البشرية ، وطن الانسان ثرائنا ليس مرتبط بقاع الارض ثراؤنا بعقولنا سحقا للبترو دولر ، من يستغلون الفقير و يمحقون الناس ، العنصرين من لا يعرفون الحضارات ، نورتي سيدتي بتعليقك و شكرا

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي