الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المحرقة في مدارس الأونروا مجدداً !

عليان عليان

2012 / 10 / 24
القضية الفلسطينية



ما يلفت الانتباه لجوء رئاسة الأونروا إلى إعادة طرح تدريس "الهولوكوست " أو ما يسمى بالمحرقة اليهودية مرةً أخرى في المرحلة الأساسية للطلاب في كافة المدارس بمناطق عمليات الوكالة " الأردن ، الضفة الغربية ، قطاع غزة ، لبنان ، سوريا " متجاهلة الرفض الصادر آنذاك أي عام 2011 ، عن المعلمين ولجانهم وعن المؤتمر العام للعاملين في وكالة الغوث الدولية ، بشأن تدريس هذه المادة السامة.
وكما تراجعت عام 2011 عن توجهها بتدريس الهولوكوست تحت ضغط المعلمين ورفضهم المطلق ليس فقط بتدريسه ، بل عدم السماح بوصول هذا المقرر ، إلى المدارس تحت عنوان " المواد الإثرائية " هاهي تتراجع مرةً أخرى وتبلع قرارها الجديد هذه الأيام تحت ضغط المعلمين ولجانهم في كافة مدارس الأونروا ، لكن تكرار المحاولة من قبل الوكالة لتدريس هذه المادة رغم تكرار الرفض من قبل المعلمين ولجانهم النقابية ، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك قوى مشبوهة تقف وراء هذا التوجه وتستفيد منه ، وهذه القوى لن تخرج عن الدائرة الصهيو- أميركية.
ولا يجوز التقليل من شأن هذه الخطوة المشبوهة من قبل الجهات المعنية في رئاسة الأونروا ، كما أنه لا يمكن عزلها عما يدبر للقضية الفلسطينية ، وفي الجوهر منها قضية اللاجئين الفلسطينيين من مؤامرات لتصفيتها ، وآخر هذه المؤامرات دعم الإدارة الأمريكية للوثيقة الصادرة عن ما يسمى بمجلس الأمن القومي في الكيان الصهيوني، الداعية إلى مقايضة قضية اللاجئين الفلسطينيين بقضية ما يسمون باللاجئين اليهود من الدول العربية إلى ( إسرائيل ) تلك الوثيقة التي تتجاهل حقيقة أن اليهود الذين قدموا من الدول العربية إلى الكيان الصهيوني ليسوا بلاجئين ، إنما قدموا في إطار مخطط مشترك ما بين الوكالة اليهودية والموساد من جهة ، وبين أطراف إقليمية مشبوهة من جهة أخرى.
كما أن تكرار المحاولة يأتي في إطار جس نبض اللاجئين الفلسطينيين حيال هذه المسألة وغيرها في ضوء قراءة الدوائر الصهيو- أميركية للوضع الفلسطيني المتردي ، الناجم عن الانقسام الجيوسياسي في الداخل ، وتراجع استراتيجية المقاومة ، وتسيد الخطاب البائس " لمقولة السلام خيار استراتيجي " - الناجمة عن اتفاقات أوسلو المشؤومة - رغم ما ألحقته بالقضية الوطنية للشعب الفلسطيني من كوارث .
كما أن هذه الخطوة ، وخطوة مقايضة اللاجئين الفلسطينيين بلاجئين يهود مزعومين ، تأتي بعد أن اطمأنت الدوائر الصهيو أميركية تمام الاطمئنان ، أن مخرجات " الربيع العربي " لم تصب حتى اللحظة في خانة التصدي للمؤامرات المحدقة بالقضية الفلسطينية ، وفي خانة دعم المقاومة ، ناهيك أن هذه الدوائر اطمأنت بأن هنالك معوقات عديدة في الإطار الرسمي الفلسطيني في الضفة والقطاع ، وفي إطار إفرازات أوسلو على وجه التحديد ، تحول دون انطلاق الربيع الفلسطيني .
فالدوائر الصهيونية والغربية ، التي تقف وراء توجه الأونروا الخاص بتدريس الهولوكوست ، تستهدف بعد اغتصاب الأرض وتهويد المقدسات ، استهداف الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني وبخاصةً الذاكرة الجمعية للاجئين الفلسطينيين ، الذين نجحوا كل النجاح في تربية أبنائهم وتوعيتهم بحقائق القضية وأبعادها ، بحيث بات تشبث الأبناء والأحفاد وأحفاد الأحفاد ، الذين ولدوا خارج فلسطين لا يقل عن تشبث آبائهم وأجدادهم ، بمدنهم وقراهم في فلسطين التاريخية .
أذكر عندما عملت مدرساً في مدارس وكالة الغوث في مخيم الوحدات بالعاصمة عمان في سبعينات القرن الماضي ، انشداد الطلاب في عمر الورود لفلسطين ، وحماستهم لقضيتها ، وسعيهم لإنجاز أي نشاط يتعلق بها ، والمشاركة في أي مسيرة أو تحرك جماهيري في مناسباتها المختلفة " وعد بلفور ، قرار التقسيم ، انطلاقة الثورة ، يوم الأرض ، يوم الأسير ، ذكرى النكبة ألخ حيث شكلت هذه المشاركات توعية وتعبئة ميدانية ضد العدو الصهيوني ، وحملت إصراراً على الاستمرار في حمل لواء القضية حتى العودة والتحرير .
لقد سعت الدوائر الصهيونية بعد توقيع السادات معاهدة الصلح مع العدو الصهيوني عام 1979، إلى إحداث اختراق في المناهج التربوية المصرية ، وبخاصة في منهج التاريخ والتربية الإسلامية ، وفق استراتيجية صهيونية تقول : " أن نزع العداء من العقل العربي ضد الكيان الصهيوني ، أهم من نزع السلاح من أيدي الجيوش العربية " ورغم التغيير الذي حصل في المناهج المصرية ، إلا أن المدرسين المصريين ، بدعم من قوى مقاومة التطبيع أفشلوا التوجهات الإسرائيلية.
وتكرر ذات الأمر ، بعد توقيع اتفاقات أوسلو ومعاهدة وادي عربة وانعكاساتهما السلبية على المناهج ، لجهة شطب كل ما يشير بالعداء للكيان الصهيوني الغاصب ، ونشر ثقافة التسامح معه ، رغم أنه لم يجر حتى اللحظة أي تغيير ، على منهاجه الدراسي الذي يعج بالعنصرية.
ثم حدث تغيير كبير في المناهج في العديد من الدول العربية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر – أيلول 2000 ، استجابة للضغوط والإملاءات الأمريكية ، والتي رفضت التفريق بين المقاومة والإرهاب ، متجاهلةً ميثاق الأمم المتحدة بهذا الخصوص.
لقد برهن المعلمون في مدارس وكالة الغوث ، وكذلك لجانهم النقابية بأنهم على قدر عال من المسؤولية الوطنية والقومية ، حين رفضوا تدريس هذه المادة ، مبينين أن فرضها يساوي ما بين الضحية والجلاد ، وأن هذه الخطوة تستهدف تكريس الرواية اليهودية المزعومة في فلسطين ، وتكريس الاحتلال اليهودي لفلسطين ، وشطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم التاريخي " فلسطين من النهر إلى البحر ".
كما أبدع المعلمون في مدارس الأونروا ، عندما باتوا يؤكدون على ضرورة تدريس القضية الفلسطينية وحق العودة ، وطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني ، وشرح الطبيعة العنصرية لهذا العدو ومئات المجازر والمحارق ، التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
كما برهن المعلمون في مدارس الأونروا أنهم " حراس الذاكرة وأن دورهم ومسؤوليتهم التربوية والوطنية، لا تتأثر بموازين القوى ، ولا بضغوط اللحظة السياسية ، ولا بأي متغير من المتغيرات السلبية، ما يستدعي ليس مجرد تقديم التحية والتقدير لهم – فهذا واجبهم – بل يستدعي من القوى الوطنية والنقابية توفير الدعم الكامل لهم في مهمتهم الوطنية والتربوية المقدسة والنبيلة .
[email protected]
ا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران.. صلاحيات وسلطات المرشد والرئيس


.. أمم أوروبا.. إسبانيا تكرس عقدة ألمانيا على أرضها | #هجمة_مرت




.. إغلاق مراكز الاقتراع في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الإ


.. توقيف مسؤولين سابقين بالكرة الجزائرية في قضايا فساد.. هل هو




.. مراسل الجزيرة يرصد سير المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصم