الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذبح الأضاحي ومرعاة الصحة والبيئة العامة

عبد العزيز خليل إبراهيم

2012 / 10 / 24
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


الأضحية في عيد الأضحى المبارك هي عمل طيب ونبيل وقد أمر الله تعالي رسوله الأمين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بذبح الأضاحي وتفريقها علي المسلمين وغير المسلمين وهي نوع من التكافل والتراحم والحب بين الناس جميعا في أيام العيد في كل عام قال تعالي في كتابه الكريم ( إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر.إن شانئك هو الأبتر ) سورة الكوثر الآيات ( 1- 3 ) .
وقال تعالي أيضا ( والبدن جعلنها لكم من شعائر الله لكم فيها خير .فاذكروا اسم الله عليها صواف فإذا وجبت جنوبها فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتركذلك سخرنها لكم
لعلكم تشكرون . لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله علي ما هداكم وبشر المحسنين ) سورة الحج الآيات 36، 37 .
وقال أيضا عن الأضحية وفضلها وثوابها والتصدق بها ( ويذكروا اسم الله في أيام معلومات علي ما رزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ) سورة الحج الآية 28 .
وهذه الأضاحي بعد ذبحها توزع علي كل الناس الفقراء والأغنياء والأصدقاء والأقارب والجيران سواء كانت كلها أو نصفها أو تقسيمها ثلاثة أجزاء ثلث للفقراء وثلث للمعارف والأصدقاء والجيران وثلث لصاحبها وهكذا ويجب أن يراعي صاحب الأضحية عند توزيعها علي الناس أن تكون لحومها جيده يعني صاحب الأضحية لا يأخذ أجود اللحم منها لنفسه ويوزع الدهون والجلد والعظام علي الناس
لأنها سوف تتعبه عند طبخها وأيضا لأنها لا توجد فيها قيمة غذائية بل هي ضرر علي معدة الإنسان فالتصدق والإهداء للناس يجب أن يكون من أجود اللحم وعدم تميز أحد علي أحد أو يعطي هذا ويمنع عن هذا عند تفريقها لأنها ذبحت لوجه الله وتوزع لوجه الله أيضا فالدهون والشحوم والجلد ضرر علي صحة من يتناولها فهذه الأشياء تصيب من يأكلها بالأمراض والتضخم سواء في البطن أو الكبد أو الكلي أو غير ذلك من أعضاء الجسم الأخرى .
ويجب أيضا علي من يتناول اللحوم الحمراء في أيام العيد وغيرها من الأيام الأخرى أن يتناولها دون إسراف أو تبذير فعليه أن يأكل كميات قليلة حافظا علي صحته وجسمه من الأمراض الطارئة وبعض من الناس يذبح الأضحية ويقوم بتخزينها في الثلاجات عنده وتناولها فيما بعد ولا يعطي أي إنسان منها لأنه بخيل والله تعالي يقول عن البخلاء ( ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء ) سورة محمد الآية 38 فيجب علي المضحين أن يكون كرماء لا بخلاء هذه عن الأضحية عند ذبحها وثوابها وتوزيعها علي الناس .
أما الشئ الثاني عند ذبح الأضاحي فأننا ننادي الدول العربية والإسلامية أن تخصص أماكن لذبح هذه الأضاحي لكل المواطنين سواء في المجازر العامة أو في أماكن أخري تخصص للذبح السليم وأن يراعي الكشف عن الأضحية قبل ذبحها بواسطة الأطباء البيطريين المعتمدين في كل دولة ولا يتركوا الأفراد أو الجزارين يذبحون الأضاحي في الشوارع والطرقات في القرى والمدن في أيام العيد فإن هذا يسبب الضرر بالصحة العامة ويلوث البيئة كلها كل عام سواء كان من التجار الذين يتاجرون في هذه الأضاحي أو من الذين يقومون بشرائها لذبحها في أيام عيد الأضحى فالذي يحصل من هؤلاء أن التجار يحضرون الأغنام والبقر والجاموس والإبل ويقومون بربطها بجوار المنازل في الشوارع العامة والجانبية في الفري والمدن قبل العيد بحوالي 15 يوم تمهيدا لبيعها للناس وتظل في أماكنها مع تناوله الطعام والشراب وأثناء ذلك لا يقوم صاحبها بعدم نظافة المكان الذي تجلس أو تقف فيه هذه الحيوانات فيترك المخلفات من براز وبول وباقي أطعمة هذه الحيوانات التي تم بيعه للمضحين ثم يذهب لحال سبيله دون مساءلة أو حساب من مسئول مما يعرض هذه الأماكن للتلوث وظهور الحشرات التي تتجمع حولها وهنا يتسبب في إفساد البيئة ويصاب الناس بالأمراض الخطيرة نتيجة انتقال هذه المخلفات وتعرضها للهواء الذي يصيب الناس بالأمراض الصدرية والتنفسية وغيرها هذه واحدة أما الشئ الثاني فإن الأفراد الذين اشتروا الأضاحي قبل العيد بيوم أو يومين يقومون بربطها بجوار منازلهم أو بجوار الشقق السكنية التي يسكنون بها مما يحول المكان الذي تقف فيه هذه الحيوانات إلي جحيم لا يطاق نتيجة الروائح الكريهة الخارجة منها هذا قبل الذبح أما عند ذبحها في الطرقات والشوارع في أيام عيد الأضحى فإن أصحابها يحضرون الجزارين الذين يقومون بذبحها بجوار المنازل وفي الطرقات العامة مع سلخها وغسلها مما يحول كل الشوارع إلي برك من الدماء والمياه الملوثة وأجزاء من العظام والجلد متروكة بعد ذبحها وأخذ لحومها وإدخالها إلي منازل المضحين ولا يقومون بنظافة الأماكن التي تم فيها الذبح مما يعرض البيئة للخطر أيضا كما قلنا من قبل وهذه أعمال تخالف الصحة العامة وتخالف القانون والدين الذي أمر بمراعاة النظافة والشروط السليمة عند ذبحها والأشراف عليها صحيا قبل ذبحها وذلك عند ذبحها في المجازر السليمة أما ذبحها بهذه الطريقة البدائية وتعريضها للهواء وترك مخلفاتها في الشوارع طوال أيام العيد وبعده وتحويل هذه الشوارع إلي برك من الدماء والجلد والمياه الملوثة هذا شئ يضر بالصحة العامة وهذا عمل غير متحضر لا يرضي الله تعالي ولا أي إنسان ذو عقل سليم فالإنسان المتحضر لا يفعل هذه الأعمال وإنما ينظر إلي المحافظة علي البيئة العامة ويقوم بذبحها في المجازر العامة بعيدا عن تلوث الطرقات بالمخلفات التي تخرج من هذه الأضاحي عند شراءها وعند ذبحها فالإنسان المتحضر الذي يرجوا ثواب الله هو الذي يفعل ذلك أما الإنسان المتخلف هو الذي يلوث الطرقات لأنه لا يخاف الله ولا القانون الذي يجب أن يطبق عليه لأنه تسبب في إفساد البيئة وصحة أخيه الإنسان الذي يعيش بجواره أو بعيدا عنه والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يقول ( لا ضرر ولا ضرار ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا