الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
العوالم السفلى للوجود
نصيف الناصري
2012 / 10 / 24الادب والفن
الحجارة المعصوبة للشيخوخة
شراع متصدع لانخيدوانا المغرمة الناعمة ، يعبر الأفق في ليل
أنهارنا ، لا يُشفيه حِدادنا المفرط في عذوبته على الغياب ،
ولا يمّحي من الجروح المتريّثة بين الأطلال . سهاد طويل
ومشترك ، نعيشه مع الوفاء الأزرق للسنبلة ، ويحيطنا
الأعداء بالحواجز الصقيعية التي تُثقلها أسلحتهم المُحتشمة .
الحبّ منهل عذب ، نتحالف معه في المنفى ويديم مصالحتنا
مع اللحظة الطاهرة للكينونة ، وانخيدوانا تغيب في القرنفلة
المسمومة لفردوس العالم . نعود من الرحلة مضرّجين ونوصد
الأبواب على دموعنا التي نعلّقها في ديوننا للصوص . صلاة
العُشّاق تجربة من دون إزهار للغفران المتوازي مع المجاذيف
المحطّمة للزمن . رجاء يائس كُنّا نحاول النهوض بثقله من
التحطّمات العتيقة للفقدان . تُغنّي الشفيعة في كنوز جواهرها
التي قوّستها النحلة الضريرة للخسارة ، وتنحني في مرآتها
المفلولة ، حانية على العتبة الأمينة للخديعة . ميزان وهم يتعرّج
في الحجارة المعصوبة للشيخوخة .
في المُتلف لحياتنا
الى برهان شاوي
في إتمام الموتى لسهرهم تحت الزرقة المتماثلة للأبدية ،
أريج فريد ، تمنحهُ السلوى المجهولة للكينونة ،
وما يحتشد في انفصاله عن المعنى ، يتحرّك في الظلال
المغامرة للماضي والحاضر . إرث بغيض منذ بدء الخليقة ،
لا نجرؤ على التفريط بقسمته ، ونحنُ نتوسد الأصداء المفاجئة
للنسيان . يضيق الوجود على الانسانية في حلمها بالبقاء تحت
الشهب المتوازنة ، وتنطبق القرون المنذورة لفزعنا على نفسها ،
في الندى الناضج لاصلاح رغباتنا المضحّى بها . تحوّل
كبير في الفراغ الذي نرتاب منه ، وفي الميول البريئة للحركة ،
يحرّض الانسان على قذف ذاته في الانفجار . انتظار طيّب في
المُتلف لحياتنا ، يرغمنا على الانحدار في الهاوية .
الأشجار التي يفتلها الفناء
الى صلاح فائق
ينبوع تعاسة معلقة في أفقه المقتلع ، المجاذيف
نعبد فيه بتثاؤب طويل ، آلهتنا الغريقة .
لماذا تسقط الالوهية في النقطة المسمّمة
للزرائب الموحشة ؟ أبواب كثيرة في العوالم السفلى
للوجود ، مقضومة بفعل اللحظات الفاترة ، نطرقها
بقوّة من يتوّسل تضميد مركب حياته المُقصى عن الزمن ،
من أجل الغيبوبة عن خواء النهار . قبح يدوّي في
الأمكنة الرازحة تحت ثقل تقاعسها عن التلاشي ، نتحرّر
منه في سعينا الى الايمان بالشرّ ، وتنقصنا شُعل الغامض
وما تُزكّي صاعقته النوافذ المصفرّة للطمأنينة . الضفاف التي
عبرناها في الأزمنة الكئيبة ، انغلقت عليها الطبيعة
بدمار هائل ، ولا أحد ينجدنا الآن في العثور على
العجائب الملوّثة لجروحنا التي أصبنا بها هناك .
الخروج في رحلة تتغلغل في الرثاء ، تنضج احساساتنا
في التوازي مع النجوم ، وفي حلمنا باللانهائي ، نمتلك
البذرة المقتدرة التي تخلّصنا من الوهن العظيم لفجرنا
المتجمّد في لحظته المغبرّة . جواهر سأمنا المنعزلة ،
تطير بين الأشجار التي يفتلها الفناء ، ولا تمنحنا إشارة
شاحبة للكشف عن العلّة الخائرة لاحتضار الانسان وحيداً
في الحديقة القصية لمصيره .
24 / 10 / 2012
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع
.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو
.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05
.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر
.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب