الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليقات ثورية - الطاغية والدولة المصطنعة والإستثناء - 47

جريس الهامس

2012 / 10 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تعليقات ثورية : الطاغية والدولة المصطنعة والإستثناء. على جدار الثورة السورية – رقم 47
عقلية الماضي العبودي لاتصنع المستقبل الحر والديمقراطي .
نظام الطاغية حافظ الأسد لم يبن دولة تحت أي مسمى كانت . بل بنى عصابة مافبا طائفية بإثني عشر رأساً هو عدد فروع القمع في كيانه الهمجي التي أطلق عليها ( فروع الأمن ) أمن من وحماية من ؟؟ غير مهم تركت لتفسير اللغة الباطنية التي لايتقنها سوى الباطنيون بيننا ؟؟ وإن كانت بعقلية الغابة وماقبل التاريخ .ونصّب الطاغية مالكاً لمزرعة خاصة تدعى / سورية /. لأن الديمقراطية محظور عليها أن تعيش في الصحراء العربية ..؟؟

الكل مسؤول عن صعود هذه العصابة للسلطة دون إطلاق رصاصة واحدة أواحتجاج جماهيري صاخب واحد ,, مع استثناءات لفظية صغيرة بقيت صرخة في واد مصادرة في تيه الضياع لاتغني من جوع ..
ولهذا بقينا رهائن التيه أكثر من بني إسرائيل في تيه سيناء كما تقول الأسطورة الدينية وعبدنا العجل المذهب كما فعلوا عندما أنكروا اّلهتهم ونبيهم موسى وعبدوا العجل ..
يقول أرسطو : ( ليست الدولة ثمرة مصطنعة – يفبركها الأفراد حسب أهوائهم – إنها التطور الطبيعي للمجتمعات البشرية ..لكن عندما يلغى حكم "" الشعب بالشعب "" تتحول الدولة إلى دولة مصطنعة
وأمام الطاغية في الدولة المصطنعة وسيلتين للحفاظ على سلطته :
1- الوسيلة التقليدية , أن يزيد ظنون الناس ببعضهم البعض , ويباعد بين الأصدقاء بالشحناء والبغضاء ..
2- أن يفقر الناس ..أي يضعفهم مادة ومعنى حتى يعجزوا عن الثورة ضده .
- تاريخ الفلسفة اليونانية – كرم ملحم كرم ص 26 –
وهذا ما نفذه الطاغية المقبور حافظ الذي كان شعاره الذي يردده أمام أصدقائه علناً ( جوّع كلبك يتبعك ) حيث كان يعتبر الشعب السوري قطيعاً من الكلاب ... يوم كان يدعي اليسار مع مجموعة الطفولة اليسارية في حزب البعث الشوفيني .الذين كانوا ضحايا غدره وخياناته , و ضمن مخطط أسياده الذين أوصلوه للسلطة في 16 تشرين الثاني 1970 بالتوافق التام بين المحرفين السوفييت و الأمبرياليين الأمريكان والصهاينة , أي بين المخابرات المركزية وال ك ج ب الروسي , والموساد الإسرائيلي .. بعد أن رفض أوامر القيادة السياسية السورية والحكومة السورية وهو وزير دفاعها ,, في حماية المقاومة الفلسطينية في شمال الأردن من المذبحة التي نظمتها لها قوات الملك حسين بدعم من قوات الإسرائيلي رابين في أيلول الأسود 1970 وأمر الجيش السوري بالإنسحاب من الأردن فوراً مهدداً ومتوعداً قادته إذا نفذوا قرار القيادة السياسية لنظام 23 شباط بالبقاء في شمال الأردن حتى إنقاذ المقاومة الفلسطينية يومها ,, وكان على رأسها الشهيدين نور الدين الأتاسي وصلاح جديد . ومروان حبش وصافي جمعاني وصلاح نعيسة وأبو رباح الطويل .وحديثة مراد . ورفاقهم... وإليكم ما جاء في مذكرات الصهيوني كيسنجر حرفياً :
( تلقينا أخباراً طيبة خلال إجتماعنا في البيت الأبيض تقول :إن الأردنيين شجّعتهم ردود فعلنا , لأن سلاح الجو السوري بقيادة الجنرال حافظ الأسد إمتنع عن التدخل , فأخذ الأردنيون بمهاجمة الدبابات السورية المتمركزة
حول إربد بطائراتهم , ويمكن تقدير الخسائر السورية بتدمير 120 دبابة وعطب 90 دبابة ,,بعدها طلب نيكسون إلى رابين عدم التدخل بعد الحشد الإسرائيلي لنجدة الملك ,, وإنسحبت القوات السورية في الثالث والعشرين من أيلول ..أما القوات العراقية فلم تتدخل --- مذكرات كيسنجر – الجزء الثاني ص 477 )
هكذا وفّر حافظ الأسد على رابين التدخل السافر لحماية العرش الهاشمي خادمهم الأمين من الإنهيار ..لذلك كان الملك حسين أول المهللين لإنقلاب الأسد على رفاقه الذين رفعوه من مقدم إلى لواء بغير حق , كما عينوه وزيراً للدفاع دون إستحقاق ,, وغضوا الطرف عن خيانة حزيران بإسم وحدة الحزب الكاذبة , عبر العصبوية الحزبية التي كانت في الواقع عصبوية طائفية حالت دون محاكمته مع الأسف , ودفع أصحاب النوايا الحسنة حياتهم في السجون والمنافي , وأقسم الطاغية - بائع الجولان- : لن يخرجوا من السجن ما دام حياً ...
وهكذا سلمت أمريكا وإسرائيل وبموافقة الصهيوني الروسي بانوماريوف رئيس المكتب السياسي للحزب التحريفي الخروشوفي الحقير ,وسيده برجنيف , سورية لقمة سائغة للعائلة الأسدية في إنقلاب 16 تشرين الثاني 1970 الذي سمي زوراً ( الحركة التصحيحية )..
وإذا كان التاريخ يعلمنا : ( بأن لكل جريمة عقاب ) وعلى ضوء هذه القاعدة جاءت رائعة الروائي و الكاتب الروسي الكبير ( دوستوفيسكي ) – الجريمة والعقاب – فإن منح قوى الإستلاط العالمي سورية مكافأة للخائن حافظ الأسد عام 1970 كان استثناء حيث كان ( مكافأة للجريمة ) وليس عقاباً,, مكافأة لجريمة تسليم الجولان للعدو الصهيوني في حزيران 67 , وقد شرحتها تفصيلياً في كتابي ( كيف ضاع الجولان جريمة لا تغتفر ) وبعدها لتاّمره مع العدو الصهيوني لذبح المقاومة الفلسطينية في أيلول الأسود . وأكمل فصوله في لبنان .. كل هذا كان استثناء أنتج نظاماً نازياً طائفيا إستثنائيا ملتصقاً بالكرسي كالعلق على جسم المريض يعب دماً ولا يشبع حتى إلقائه بالقمامة بسواعد شجاعة ونظيفة ...
لذلك جاءت ثورتنا السورية البطلة والرائدة استثناءاً أكبر بكثير مما تخيل العدو الإستثنائي , وأسياده طغاة العام وهمجية الرأسمال الوضيع ,,الذين يعلنون حيادهم الكاذب بين الجلاد والضحية , بين الطاغية القذر وشعبنا الجريح الهازئ بهم جميعاً وبالموت أيضاً لينتزع حق الحياة الحرة الكريمة بتضحياته التي عانقت السماء .. رغم كل محاولات احتوائها وتشويهها وأسلمتها و تطويفها .. الفاشلة أمام وحدة شعبنا وشبابنا الوطنية الديمقراطية الإستثنائية ... وإذا تمكن البترو دولار شراء الذمم بالجملة بين تجار المعارضة المتهالكين خلف المغانم بين اسطنبول والدوحة وواشنطن وباريس وغيرها ’’ فإنه عجز عن إخراج قطار الثورة عن سكته حتى النصر ودفن نظام الخيانة الوطنية والقومية أولاً ونظام القتلة واللصوص والطائفية ثانياً إلى الأبد .

على ضوء ما تقدم الذي كشفناه يوم كنا في الداخل ودفعنا ثمن كشفه وشرحه للناس دون جدوى ,, لأن الدكاكين الحزبية التافهة لم تخرج عن الإصلاحية والإنتهازية المشخصنة بقياداتها البورجوازية من أنصاف المثقفين والمرتزقة ,,وكان النظام يهزأ بها لأن ألغامه مزروعة في داخلها من القمة إلى القاعدة . حتى جمعها كالذباب حول صحن الحلوى في جبهة إسمية فقط ..( شهود الزور التقدمية لصاحبها حزب البعث )..

وبعد تشكيك الأخ بأخيه وتجسس الناس على بعضها دون خجل تحت شعار : / بدنا نعيش – شو طالع بالإيد -- / تجاوز عدد جهاز القمع والتجسس الأسدي بين موظف مخابرات ومخبر المئة والخمسين ألفاً ,,وكانت أجهزة المخابرات بفروعها الإثني عشر – متوافقة مع أسباط بني إسرائيل - ليس عبثاً ؟؟ والجيش الطائفي النظامي بعد تحويله إلى جيش طائفي لحماية الطاغية وعائلته فقط ,,لالحماية الوطن المستباح والشعب الذبيح كما نرى اليوم .. وسائر فروع الشرطة والداخلية تستهلك أكثر من 64 % من الموازنة العامة ويوزع الباقي على جميع الوزارا ت ..بعد تدمير الإقتصاد الوطني المنتج في الصناعة والزراعة الوطنية وتدمير الطبقة البورجوازية الوطنية راعية الإستقلال الوطني لتحل محلها البورجوازية الوضيعة والكومبرادورية الإستهلاكية النهّابة التي لا وطن لها و دون إنتاج أو عمل ..
.. وجاءت الثورة السورية الرائدة والمعجزة العنقاء من تحت رماد و ركام وعفن 40 عاما من تخريب و إجرام الجزارين وأكاذيبهم في المملكة الأسدية النازية لتؤكد إنتصار الحياة على الموت والحرية على الإستبداد والحقيقة على الزيف والنفاق والعلم الثوري على الإسطورة ..
وهاهو الكواكبي يهتف بالجموع المتدافعة للتضحية في سبيل الحرية والكرامة على أبواب حلب الشهباء : -- إن الهرب من الموت موت , وطلب الموت حياة , ..وإن الحرية هي شجر الخلد وسقياها قطرات من الدم الأحمر المسفوح , والأسارة – الإستبداد – هي شجر الزقوم وسقياها أنهر من الدم الأبيض أي الدموع .. لتتفاخر نفوسكم بتزيين صدوركم بورد الجروح لا بأوسمة الظالمين ..- من كتابه – طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد - - كل عام وشهداؤنا أحياء بيننا , وشعبنا ووطننا الحر, وأسرة الحوار المتمدن بخيروتقدم..
جريس الهامس – 26 / 10 م لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب العمال البريطاني يستعد لتولي السلطة.. تعرف على مسيرته من


.. هل يصمد -السّد الجمهوري- الفرنسي في وجه اليمين المتطرف؟




.. ?? ???? ????? ???????? ??????????


.. مسمار جديد في نعش المحافظين.. السلطة الرابعة في بريطانيا تنح




.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: -إذا وصل اليمين المتطرف للحك