الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامةُ المتاجرِ بالممنوعات

بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)

2012 / 10 / 25
الادب والفن


حدثنا عمر بن الحسين البغدادي قال:
نزلْتُ في شارعِ الكفاحِ من بغدادَ، في ليلةٍ لمْ يشُبْها سوىٰ ازيزُ الرصاصِ وصوتُ النّباحِ، بِتُّ عندَ صديقٍ، كان لي اكثرُ من شقيقْ، عرفتُ بانه استأجرَ خِربةً في أقصى زُقاقٍ أعمى وعتيقْ، هو من أهلِنا في كردستانَ بلاد الزهدِ والعرفانِ، عرَّفني به حظي المتعالِ يومَ عصيتُ مناضلاً في الجبالِ، كان اسمهُ مَحْما. هالَني شُؤمهُ في الحياةِ وارتضاءُهُ العملَ في الممنوعاتِ، لمْ ألُمْهُ ولمْ ابْخَسْهُ عملَهُ، بل انَّ كل ما رأيتُهُ في كردستانَ من بناءٍ وسلامْ، خِلتُهُ عدلٌ ونظامْ، فسألتُ محْما: لمَ أنتَ ما عليهِ يا محْما؟ أجابني بصوتٍ صار النباحُ له في الخارجِ عزفاً وقد رفعَ يديهِ الى الأعلىٰ وطقَّ الاصبعينِ:
ولّت الأيامُ وانزاحَ الخَبَلْ للذي عانىٰ على سفحِ الجبلْ
حلّت الاموالُ في جيبِ الذي رتَّبَ الاحوالَ في ليلِ الهَبَلْ
لاتلُمْني يا حبيبي حينما احملُ الممنوعَ عندَ المُرتذَلْ
العَنُ الاوطانَ والشعبَ الأبي كُلُّها صارتْ فداءً للدجلْ
وفيما هو سارحٌ في وجدهِ، عجِبْتُ من الدمعةِ في عينهِ وهي تنسالُ على خدّهِ ، فقد زادَني صديقي حزني وضيقي وتشوّقت لكي أبحثُ في الأصلِ وأتقصّى في الفصلِ، فنَدَهتُهُ على كتفِهِ وأردفتُ السؤالَ عليهِ، فأجابَني:
في العراقِ عزُّ يومٍ قلّما مُذْ وعينا نرتجي المُنتظما
كلّ من جاء على اعتابِها زادَها كَرْباً وصارَ الأرْقما
كلما قادَ نضالاً رجلٌ صادقٌ طافَ مطافَ المُعدما
قل لنا أينَ وكيفَ المنتهى للذي عادَ بلاءً ودما؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي