الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما توفي والدي الحبيب

علا جمال

2012 / 10 / 25
حقوق الانسان


والدي كان انسان عظيم ظل طيلة حياته يكرس كل جهوده من اجل تربيتنا وتعليمنا العلوم الدنيوية والاهم هو التعاليم والمبادئ الالهية ولم يكن يخشى من اي انسان ولكن كل خوفه كان من الخالق عز وجل وكان يتقي الله في كل لحظة وفي كل وقت وفي كل مكان كان ينادي باننا بهائيون وان حضرة بهاء الله هو رسول هذا العصر حتى لو كان ذلك سيحرمنا من الامتحانات او من اي وظيفة

وعند مماته وكان ذلك في يوم 25 من فبراير لعام 1986 حدثت في هذا اليوم كارثة كبيرة وهي احداث الانقلاب في الهايكستب وكان والدي يردد قبل وفاته بايام بان هناك خطر عظيم قادم وعندما توفي ظننا بان وفاته هو ذلك الخطر العظيم ولكن يبدوا انه يكان يطالع المستقبل وان الحجاب كان قد رفع عنه ولكوننا نعيش خارج القاهرة وفي نفس الوقت فان المقابر البهائية في القاهرة فلذا وجب ان ننقل حثمانه الطاهر الى هناك ولكن المشكلة الاكبر ان الاحكام العرفية قد اعلنت وان الطرق الى القاهرة اصبحت شبه مقطوعة وعندما ذهبنا الى المكتب الصحي لاستخراج شهادة الوفاة كان هناك حالة من الارتباك والفوضى في كل انحاء مصر وكنت ادعي وانا ذاهبة الى هناك ان يكتب في خانة الدين انه بهائي كما ظل طول حياته وهو ينادي بانه بهائي ولا يخشى زجر الناس ولا غضبهم لانه لم يكن يخشى الا رب العالمين وعندما بدأ موظف المكتب بكتابة البيانات انتظرت قليلا حتى يقترب من خانة الديانة لاعلن صراحة باننا بهائيون غير مبالية لما سيحدث بعد ذلك وفي هذا التوقيت بالذات خرج طبيب المكتب الصحي ورآني ولكونه كان يأتي الى منزلنا ليمدد اجازات والدي المرضية فكان يعرف جميع افراد الاسرة وفي تلك اللحظة ادرك ان والدي قد توفى وانني اتيت لاستخراج شهادة وفاته فقدم تحية العزاء ثم قال للموظف ان هذا الرجل بهائي فاكتب له شرطة في الشهادة وحينها شعرت بسعادة غامرة عندما احسست بان ما عاش والدي من اجله قد امتد ليتحقق حتى بعد وفاته وبعدها انطلق سيارة دفن الموتى الى القاهرة ولا نعلم كيف دخلنا ووصلنا وسط هذه الاحداث الدامية وكان ذلك قرب العصر لقد كانت هناك رائحة عطرة تفوح في المكان وزقزقة العصافير وهي تغرد تشق حجاز السكون الرائع الذي يعم المكان كان هناك لمحة رائعة من الاحساس بالطمأنية والسعادة الروحية الرائعة وبعد الدفن ورجوعنا الى بلدنا ثانية قال طبيب المركز الصحي باستغراب لا اعلم كيف وصلتوا الى القاهرة فان ثلاث من المتوفيين مازالوا في الثلاجة ولم يستطيعوا الاقتراب من القاهرة ولكن هذا الرجل العظيم الذي عاش حياته في كل لحظة طالبا محبة الله ورعايته ولا يخشى الا سواه فان الله سبحانه وتعالى ايضا لم يتركه ووقف بجواره واوصله الى مرقده الاخير بسلام

وربما يستاء البعض من كون يطاقة الرقم القومي بها شرطة في خانة الديانة ولكن بالنسبة لنا فاننا نعلم تمام العلم بان هذه الشرطة تحكي باننا بهائيون وسيأتي الوقت الذي يكتب بهائي بدل هذا الشرطة رحمك الله ياوالدي الحبيب واكرم مثواك

" طوبى لروح خرج من البدن مقدسا عن شبهات الأمم انه يتحرك في هواء ارادة ربه ويدخل في الجنة العليا وتطوفه طلعات الفردوس الاعلى ويعاشر انبياء الله واوليائه ويتكلم معهم ويقص عليهم ما ورد عليه في سبيل الله رب العالمين"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر


.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن




.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية