الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسئلة برسم الإجابة

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2012 / 10 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


أسئلة برسم الإجابة، لماذا؟ ماذا؟ إلى أين؟
منح الرئيس المصري محمد مرسي الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات قلادة النيل ووسام نجمة الشرف "لدوره في حرب أكتوبر". بسياق آخر هاجم الرئيس المصري العهد الناصري في أول خطاب له، وها هو يكرِّم السادات الذي خاض حرباً تحريكية بالإمكانيات والتجهيزات التي عمل على إيجادها ناصر. فهل للتكريم والتنكر مقاصد وغايات محددة؟ أم أنها تعثُّرات في السياسة الإخوانية التي لم ترقَ بعد إلى تحديد موقف واضح وصريح من قضايا الأمة.
للوقوف أمام دلالات التكريم، علينا العودة إلى مرحلة السادات و الإنفتاح الإقتصادي الذي إنتهجه على قاعدة ضرب القطاع العام الذي عمل ناصر على إنشائه ضمن مشروعه العروبي الإشتراكي.
لقد خاض السادات حرب 73 بهدف دفع عجلة المفاوضات مع "إسرائيل"، وصولاً إلى إخراج مصر من الصراع العربي الصهيوني بعقد إتفاقية منفردة مع الكيان، و لتحقيق ذلك عمل على أكثر من مستوى:-
أولاً: ضرب ما سمي مراكز القوى في مصر بهدف التخلُّص من التيار الناصري وما يشكله من شبكة أمان للقضايا الوطنية والقومية.
ثانياً: ضرب البنية الإنتاجية في مصر من خلال فتح باب الإستثمار للقطاع الخاص ليزاحم القطاع العام تمهيدا لتفكيك الإقتصاد الموجه من قبل الدولة وترك البلاد تحت رحمة الإقتصاد الحر بكل ما يحمله من عناصر الإستغلال والإضطهاد الطبقي.
ثالثاً: عقد تحالفات سياسية مع قوى طبقية تنسجم مع مشروع السادات الإقتصادي السياسي، لضرب المشروع القومي من خلال قوى الدين السياسي حيث أُطلق العنان لعمل الإخوان المسلمين في المجالات الدعوية والخدماتية.*
كانت الحرب الأداة الرئيسية لتحويل الإعتراف بالكيان الصهيوني إلى إنجاز وطني والتفريط بفلسطين التاريخية مقدمة لإعطاء شرعية لكيان يتخذ من الدين غطاءً لمشروع كولونيالي يشكل رأس حربة للغرب في قلب الوطن العربي، لم يكن إختيار السادات للحرب عبثياً، بل نتاج وعي كامل لما بعد هذه الحرب، والتي فهمهاا بسياق المعارك الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي أدرك بحسه القومي أن البلاد تساق إلى الذبح السياسي ولا تتجه إلى التحرير الذي كان يعد له ناصر.
لعل الإخوان من القوى التي تنبهت أو شاركت السادات مشروعه السياسي بشكل مباشر أو غير مباشر، فالأمر سيان، نظراً للنتائج التي ترتبت على الحرب والمتمثلة بالتالي:-
1. إخراج الإتحاد السوفياتي من مصر إيذاناً بفتح علاقات جديدة مع الغرب الرأسمالي.
2. الإنسحاب إلى المشروع القطري ( مصر أولاً ).
3. إعطاء مبرر لحالة التراجع عن خيار المقاومة والإنعطاف إلى خيار التسوية بمسوغات مثل ( إحنا بنحارب أمريكا ) في مسعى واضح لإضعاف روح المقاومة وكأن الفيتناميين كانوا يحاربون الهواء.
4. فتح ممر آمن لتيارات التسوية في العالم العربي والمتمثلة بالفئات الكمبرادورية والبرجوازية الصغيرة لإعادة صياغة برامجها وأدوات عملها بما يتناسب وإنحناء نظام السادات، ومن الأمثلة على ذلك البرنامج المرحلي ل. م ت ف والذي فتح المجال لإعتراف القيادة المتنفذة بالكيان الصهيوني عبر إتفاقيات أوسلوا.

على ضوء هذا العرض، ماذا أراد مرسي من تكريم السادات؟:-
يمكن قراءة رسالة مرسي تبعا للجهة التي تعمد إلى قراءتها على النحو التالي: أمريكا و" إسرائيل " ستجدا بالتكريم إلتزاماً إخوانياً بكامب ديفيد وتأكيداً على مواصلة نهج السادات وهذا ما أكّد عليه الرئيس مرسي برسالته إلى بيريس. الجماعات الجهادية ستجد بالتكريم إدانة لمقتل السادات وعزم الإخوان على مواصلة سياسة التصدي للمقاومة الجهادية التي ينتهجونها، والتي بدأت بالحملة العسكرية في سيناء وما تلى ذلك من عمل على إغلاق الأنفاق التي تربط مصر بقطاع غزة.
حمل التكريم تضليل للشعب المصري من خلال إلحاق الفريق سعد الدين الشاذلي بعملية التكريم والذي ينظر إليه قطاع واسع من الشعب العربي كبطل من الأبطال الحقيقين الذين خاضوا الحرب في مسعى حقيقي للتحرير.

لقد وصلت الرسائل التي عمد إليها الرئيس مرسي بشكل دقيق لكل جهة، وهذا ما يفسر حالة الطمأنينة التي تتزايد داخل الكيان الصهيوني من حيادية النظام المصري من عملية الصراع، على الرغم من التصريحات التي يطلقها أركان النظام حول الإعتداءات الإسرائيلية على القطاع، يستمر النظام في لعب دور الوسيط بين الكيان والمقاومة.

لماذا ينحني مرسي إلى السلطة أكثر من إنحنائه إلى الله؟
ماذا يريد من هذه التجارة بالأمة ومقدراتها؟
إلى أين المفر؟

لن ترضى عنك إسرائيل ولا أمريكا حتى لو إتبعت نظمهم، فهم بحاجة إلى أدوات ( ون يوز )، لا يحتاجون لحلفاء، التحالف يتطلب الندية والتبادلية، وهذا ما تبتعد عنه السياسة الإمبريالية فهي لا تؤمن بالصداقات بل بالمصالح " ليس هنالك صداقات دائمة هنالك مصالح دائمة ".
هناك مثل يقول: الذكي من يتعلم من تجاربه والحكيم من يتعلم من تجارب الأخرين، هلّا تعلمت من إخوانك مبارك وبن علي وعبدالله صالح؟.

هوامش:-
• عمر التلمساني- ذكريات لا مذكرات، دار الطباعة والنشر الإسلامية 1985 القاهرة، " وإنصافاً للسادات رحمه الله وغفر لي وله، أنه أتاح للإخوان جواً من الحرية لا بأس به، فأعدنا إصدار مجلة الوعي وكنا نقيم الإحتفالات الدينية في شتى أرجاء القطر".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حصاد ثقيل لسبعة عشر عاما من حكم حماس في قطاع غزة | #نيوز_بلس


.. جمال نزال: حماس استولت علي غزة بقوة السلاح




.. مواجهات بين فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها مدينة البي


.. الجيش الإسرائيلي: حرائق واسعة بمنطقة كيبوتس يارؤون في الجليل




.. منظمة إسرائيلية: آلاف جنود الاحتياط يعانون من اضطراب ما بعد