الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد الهجرة وليس الأضحى

الاء حامد

2012 / 10 / 25
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عيد الهجرة وليس الأضحى

بعد قرابة خمسة سنوات من الزمن أضناني الفراق وألم بي النوى وضغطت علي عواطفي وهزني الشوق والحنين إلى تلك المدنية الجميلة التي تركناها بعد التهجير .بغدادنا التي قاسمتنا الأيام المرة والحلوة.لم تنقطع إخبارها عني ولن تمحو السنين العجاف ملامحها عن ذاكرتي والحنين إليها لا يبرحني طيلة تلك المدة .. هذا شأني وشأن جميع المهجرين والمغتربين الذين وضعهم الإرهاب إمام أمرين أحلاهم مر فأما الموت وإما الهجرة فعملنا بأهون الشرين ...

اختيرت الناصرية لنا مسكنا ووطنا ولا ادري لماذا كان الاختيار خاطئ , دائما اشعر بالغربة هنا وأحس إنني لا أتمدد فيها بحرية وقد ندمت ندما جارحا وعاتبت نفسي عتبا لاذعا يوم اقترحت على أهلي السكن في أزقتها وعلى ضفاف نهرها...!!
لقد هامت بي خواطري إلى تلك السنين الخوالي التي قضيناها في بغداد فأذكر كيف كنت عصيه على تلك القيود وممتنعة عليها وها انأ الآن مكبلة بيديه بسهولة لا استطع الحركة ولا المقاومة بل احسب إنني جئت إلى السجن في ذي قار طوعا .. فمن عز الحرية إلى ذل القيود والإذلال غيري ؟

فيا للعجب ! ما لهذه الأيام تمر هنا وكأنها دهور ، ولماذا تتغير معايير الزمان والمكان في هذه المدينة المتحجرة. فبيتنا يقع على الضفة الشمالية من نهر الفرات قرب المنداييه ، وبالقرب من جسر السريع الذي لا يجهله ناصري، يشعر المرء وهو من على جدران الجسر السميكة انه ابعد ما يكون عن أهله وذويه حتى وان كانت منازلهم على الضفة الأخرى ويخيل له انه فارقهم منذ عقود وان كان مروره على الجسر لحظات، ولربما مر السائح من على هذا الجسر فأعجبته واحات النخيل الجميلة من الضفة الأخرى التي تزيدها جمالا وبهجة أمواج الفرات المتلاطمة بجانبها فلا يخطر بباله إن في هذا الموضع تتواتر وتتصل كل إحزان الدنيا وآلامها في منزلي...!!

لو إن هذا النهر الذي يتدفق بالخير والعطاء قد حباه الله بلسان وشفتين فكان من أهل النطق لشهد بالحق على الجرائم والآثام التي ارتكبت على ضفافه فلعله الشاهد الوحيد الذي اطلع على كل تفاصيل القتل والتهجير وقد استمع ملأ إذنيه لصراخ المعذبين وأهات المضطهدين يوم هجروا قسرا ، فلو انه من ذوي الإحساس والشعور لكان قد غير اتجاهه احتاجا واستنكارا على ظلم الإنسان لأخيه الإنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بوح فيه الكثير من الألم.
فاضل العتابي ( 2012 / 10 / 26 - 11:24 )
سيدتي ألاء من أصعب الاشياء انك تحس بالغربة وانت بين أهل وطنك حتى صارت المدن زنازين والشوارع سياط تجلدنا على مدى اليوم. حتى النهر كان رمز العطاء للانسان حين تشعر به انه يحمل بين أمواجه وفي حناياه أجساد غيبها الموت عن احبتها تشعر حينها بالقئ يملأ داخلك وتشهر بالخوف من الأتي على ظهر القوارب التي تجوب الشط لصيد وفير وأذا بك ترى شباك الصياد محملة باشلاء الابرياء...شعور غريب يجتاح الانسان بأحساسة انه غريب في أرض بلاده....

اخر الافلام

.. قتلة مخدّرون أم حراس للعدالة؟.. الحشاشين وأسرار أول تنظيم لل


.. وكالة رويترز: قطر تدرس مستقبل المكتب السياسي لحركة حماس في أ




.. أوكرانيا تستهدف القرم.. كيف غيّرت الصواريخ معادلة الحرب؟| #ا


.. وصول وفدين من حماس وقطر إلى القاهرة سعيا لاستكمال المفاوضات




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - وفد من حماس يصل إلى القاهرة لاستكم