الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صناعة الثورة بطعم السينما المصرية

اشرف نهاد

2012 / 10 / 26
الادب والفن


يعد المخرج السينمائي المصري خالد يوسف الأكثر إثارة للجدل النقدي والجماهيري منذ ان ظهر علي الساحة الابداعية العربية في فيلم القاهرة منورة بأهلها للمبدع يوسف شاهين من انتاج عام 1991وتناول فيه شاهين العشوائيات –احياء الصفيح كما هي معروفة بالمغرب- التي تحيط بالعاصمة المصرية وايضا هموم وقضايا الشباب المصري المختلفة في هذة الفترة والغريب ان يوسف الصغير لم يدرس السينما دراسة منتظمه ولذا يعتبره البعض التميذ الاوفي والنجيب في مدرسة المبدع المصر بالاكثر شهر يوسف شاهين او يوسف الاول وهو بدا نشاطه الابداعي بكلية الهندسة التي درس بها واستطاع الوصول الي كرسي رئاسة اتحاد الطلبة بها رغم سيطرة شباب التيارات الدينية المتشددة في ذلك الوقت علي مثل هذة المناصب وتحدي يوسف الصغير هذة التيارات بنشاط مسرحي حيث قدم نص "المهرج" للكاتب السورى الراحل محمد الماغوط كما استضاف شاهين ضمن ندوات الموسم الثقافي للكلية التي درس بها ومن بدات علاقتة بيوسف الاول او الاكبر كما اقام العديد من الاحتفاليات برموز الابداع المصري ولم يسلم يوسف الصغير او الثاني من النقد والتشهير باعتباره مروجاً للفاحشة و ورث يوسف الثاني عن استاذه شاهين مسالة كشف السلطة الغاشمة ليصبح كل عمل لهما بمثابة ضربة قوية لفضح ديكتاتورية وعنف هذه السلطة وخوائها الفكري والروحي واللإنساني في التعامل مع الناس باعتبارهم عبيداً فالقوة وحدها لا يمكن أن تمنع الجرائم دون علاج ناجع لمشاكل الانسان واحتياجاته الضرورية فما بالنا الشعور بجمال الحياة، وتتحول هذه المجتمعات العشوائية الى أرضية خصبة للارهاب والجريمة فالحكام يستأثرون بالمال والثروة والخيرات ويدعون شعوبهم في دائرة الفقر والجهل والمرض مما ينتج عنه شعور بالضياع والعودة للعصر الهمجي حيث القوة هي المعيار كما انها المكان الانسب للتيارات المتطرفة والرديكالية التي دائما ما تفضل المجتمعات الفقيرة و هذه الفئة تهدد مجتمعاتنا والانسانية بشكل عام كونهم اعداء للحياة والتحرر والثقافة والفن والاستقرار وهي تجد مرتعاً خصباً بسبب الانظمة الديكتاتورية وغياب الديمقراطية والتنمية وللاسف في مجتمعاتنا العربية اصبحت الطبقة البرجوازية هي الشريك الاول في السلطة وهذه الطبقة المترفة ليس لديها اخلاق أو قيم و تجد في هذه المجتمعات الفقيرة والعشوائية مجرد مصدر للذة الجنسية،

و لا يمكن لأحد أن ينكر أن أعمال خالد يوسف مختلفة عن السائد في السينما المصرية ، فقد اعتدنا في سينما الشباب التي بدأت منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي مع فيلم صعيدي في الجامعة الأميريكية، على المصطلح الشهير "السينما النظيفة" والذي خرج بعد حرص النجوم والأبطال من الشباب والفتيات على عدم الدخول إلى المناطق الجنسية، فمنعوا المشاهد الخارجة عن الاداب العامة، واستبدلوا القبلات بالنظرات أو حتي الأحضان "الأخوية" كما يحلو للبعض أن يصفها!!، اما خالد يوسف فقد تجاوز ذلك بمراحل، وجاءت افلامه ليؤكد أنه يكسر كل الحدود و"الأخلاق" ولكن حتى في الدين أيضًا.فيوسف الصغير منذ أول أفلامه وهو يحاول التأكيد على أنه مختلف " ليس من منطلق خالف تعرف" او بهدف اصطياد الشهرة ومن هنا نرصد مثلا انه من قام بتحويل دفة تناول شخصية المصري ابن البلد –قبل ثورة 25 يناير -الشهم العفوي الخدوم والذي كان يمثله محمد افندى فى فيلم "العزيمة" أول أفلام الواقعية المصرية للمخرج العبقرى الراحل كمال سليم، تحول فى أفلام خالد يوسف إلى كائن عشوائى يؤمن بقيم عشوائية، ويتحدث بلغة لا أصل ولا فصل لها ولا جذوزويتحالف مع قوى التطرف والإرهاب ابن البلد تحول فى هذه الأفلام إلى مسخ لا قيم تحميه ولا قيمة يمثلها أو يؤمن بها ولذا كان من المنطقي جداً ثورة المتاجرين بالدين ضده بحجة " أن اعماله تسئ للدين وتدعو للفسق والفجور " لقد تحولت السينما المصرية في السنوات الأخيرة إلى فن بعيد تمامًا عن الواقع، فأصبحت قائمة على أفلام الهبل من خلال شلة الكوميديانات الجدد، أو على أفلام سياحية يتم تصويرها على الشواطئ وفي المنتجعات ويتخللها أغنيات ركيكة ، أو على أفلام تمثلنا في المهرجان وتحصد الجوائز، وتستحوذ على معظم الاهتمام النقدي والصخب الإعلامي وتحلق بعيدا عن شباك التذاكر والجمهور ، وعكست صورة ما لمجتمع انهار بالفعل بعد 11 فبراير 2011الاان يوسف الصغير صنع معادله خاصة به فجمع بين الجمهور وبرامج المهرجانات في حالة فريدة تجاوز فيها الملهم يوسف شاهين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. إصدارات باللغة الأمازيغية في معرض الكتاب الدولي بال


.. وفاة المنتج والمخرج العالمي روجر كورمان عن عمر 98 عاما




.. صوته قلب السوشيال ميديا .. عنده 20 حنجرة لفنانين الزمن الجم


.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا




.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور