الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلف ابن أمين والربيع العربي

عيسى الصباغ

2012 / 10 / 26
كتابات ساخرة


خلف ابن آمين – لمن لم يتشرّف بمعرفته - شخصية بغدادية معروفة بكثرة ادعاءاتها الكاذبة ، إذ أنه ينسب لنفسه أفعالا ليست له البتة ، ولا يهمّه أن تورده ادعاءاته مورد التهلكة كالسجن والإعدام والضرب المبرّح ، ما دام في انتساب ذلك الفعل اليه (مرجلة) .فإذا سمع أن لصّا سطا على أحد المنازل في المحلة الفلانية ، شرب (ربع عرك أبو الكلبجه ) وأسرع الى هناك ليرمي (كيوته) على سطح ذلك المنزل موهما الآخرين أنه هو من قام بالسطو ، ذلك أنه يعدّ السطو من الجراءة والشجاعة ،يعني مرجلة أو مراجل . وأذا قيل له أن فلانا وُجِد مقتولا في البستان فإنه يغطّ في لحظة ويظهر جنب ذلك المقتول لـ(يلطّخ) قميصه بدمه أخْذا بالمثل العراقي ( يتمرغل بدم المجاتيل ) ، غير أن الجندرمة في بغداد يحفظون كذبه عن ظهر قلب ، فما أن يُلقى القبض عليه ، مع الأدلة التي فبركها على نفسه حتى يطلق الضابط سراحه لمعرفته أنه كذاب دعي لا علاقة له بهذه الجريمة أو تلك ، وحينما يخرج من القُلّغ بعد فاصل من النكات والضحك عليه ،يقف أمام بوّابته وينفض يشماغه واضعا إياه على كتفه ثمّ يسير مجنّحا وقد امال عرقجينه على رأسه كأنه عاد توّا من فتح القسطنطينية ، هذه الشخصية الموهومة تذكّرني بأمريكا ومواقفها من ثورات الربيع العربي . فمن المعروف للقاصي والداني أن الشعوب العربية بقيتْ ترزح تحت حكم الدكتاتوريات أكثر من نصف قرن ،يعني ما يقارب ستين سنة ، ومن المعروف أيضا أن هؤلاء تسلّقوا أسنمة السلطة بانقلابات عسكرية لم تُبقِ ولم تذرْ ، وعلى الرغم من أنهم كانوا يصرخون ليلا ونهارا وسرّا وجهارا أنْ لا حكم إلا للجماهير إلا أنهم سحقوا تلك الجماهير ببساطيلهم ،وفتحوا السجون لهم ، وحاسبوهم حتى على أحلامهم بل وعلى كوابيسهم أيضا ، ثمّ زادوا في الشعر بيتا حين جعلوا الجمهوريات وراثية ، فلن يبقَ أمام المغلوبين على أمرهم ، الذين صودر أبسط حقوقهم ألا أن يثوروا على أولئك الحكام الظلمة مسترشدين بمقولة ماركس، طيّب الله ثراه ، : اذا ثار العمال (أو المظلومون) فلم يخسروا سوى قيودهم . ونعود الى خلف بن أمين الامريكي ، فحينما سمع بالثورات العربية ، وخروج الجماهير الى الساحات ، وجد الفرصة سانحة لكي (يتمرغل بدم المجاتيل ) ، ويدّعي لنفسه ما لا ناقة له فيها ولا جمل ، وليُظهر نفسه على رؤوس الأشهاد أنه داعم لحقوق الفقراء والمساكين وأبناء السبيل ، والمسألة بسيطة لا تحتاج الى روحة للقاضي ، فقط شوية تصريحات ومطالبات مصحوبة بطنطنة إعلامية ، وأمريكا ربة الإعلام الكاذب مو؟ لو ... ؟ ولكن مما يحزّ في النفس ويهيج بلابلها ، أن هناك من صدّق ادعاءات خلف بن أمين الامريكي ، وأخذوا يلوّحون بقميصه المقدود من دُبُرٍ ومن قُبُل معتقدين أنهم أتوا بالبرهان الساطع ، وأشاروا الى الفجر اللامع ، ثمّ أعرضوا عن دماء الشعوب المقهورة ، والمدن المهدّمة ،ووضعوا أصابعهم في آذانهم لكي لا يسمعوا أنين الاطفال وصرخاتهم حين تبتر الراجمات أطرافهم ، ويبقر الطيران بطونهم ، يا لخيبة ضمائرهم ، وقتامة مشاعرهم ، ومن الطرافة أن من يصدّق ادعاءات أمريكا صنفان من الناس لا تجانس بينهما : أوّلهما ارتضى لنفسه أن يكون مطيّا للعربة الإيرانية ، فالمجوسية تلوب في جوفه ،بوعيه أو لاوعيه ، كالحمل السفاح ، لا تهدأ إلا برؤية أشلاء اللحم العربي ، أو بشميم حرائقه ، والآخر تُهيمن على عقله تقليدية الرؤية القومية التي انبثقت في خمسينيات القرن المنصرم ، وتسنمت عروشها بانقلابات عسكرية ، وأخفقت في تمثيل مشروعها ، فتراجعت مخلّفة وراءها أطلالا تنعب في خرائبها الغربان ، أليس من الغريب أن يلتقي الضدان ، ويجتمع النقيضان ؟ ألا يدلّ هذا على هشاشة الموقف ، وتداعي المشهد المعاند لربيع الثورات العربية ؟ أنا شخصيا اعتقد ذلك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - صدقي صخر بدأ بالغناء قبل التمثيل.. يا ترى بيحب


.. كلمة أخيرة - صدقي صخر: أول مرة وقفت قدام كاميرا سنة 2002 مع




.. كلمة أخيرة - مسلسل ريفو كان نقلة كبيرة في حياة صدقي صخر.. ال


.. تفاعلكم | الفنان محمد عبده يكشف طبيعة مرضه ورحلته العلاجية




.. تفاعلكم | الحوثي يخطف ويعتقل فنانين شعبيين والتهمة: الغناء!