الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للمدائن أعيادها ولسوريا ضحاياها

فلورنس غزلان

2012 / 10 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


للمدائن أعيادها ولسوريا ضحاياها:ــ
يحتفلون بموتك، يتفاخرون بمقاومتك وقدرتك على احتمال برودهم..وعلى تجاهل كل القبائل التي تنتمي إليها وتعتبر طينك من تربتها..تحتمل لسعات سياط تُفتت لحمك...تطأ على جثتك ...وتشهد بعدها أن لا إله إلا الله ..وأنك ذهبت في سبيله ...أنك من التراب وإليه!!..أنك اخترت طريقاً وعرة اسمها الحرية..أن حريتك تختلف عن حرياتهم...أن شهقة ألمك وتصميمك تجعلهم يكتشفون رجولتهم الناقصة ...وأن صمتهم مشروع ، ويقع كل الحق عليك في تفهم عجزهم!..أنت شهيدهم ويعترفون...أنت سفينتهم إلى بحر الحياة ويُقرون...أنت وسيلتهم لدخول جنات عدن ويأملون!...يطابقون الأقوال هنا ويخالفون الأفعال هناك..ترتطم عطاياهم ومَكرُماتهم بغصاتنا وآمالنا...نحتاجها ويغض بعضنا الطرف عن كونها خوازيق وشرائك ..لكن بعضنا الآخر يعرف أنها إشارات من عروشٍ ومن مرافيء تريد تغيير اتجاه الرياح السورية....نأمل ونسعى ألا يفلحون..
ضاق بك الكون...ضاق بموتك فتجنب فتح العيون..تجنب جغرافية أرضك..ومحى من التواريخ أرقاماً تشير لدورك..تفنن القاتل بأنواع موتك..ولم يتمكن من محاصرتك...وقومك..مازالوا ينظمون الأشعار ويتغنون ببطولتك في محافل إعلامهم...يغمسون عباءاتهم في زيت قناديلك علَّ بركاتك تحنو عليهم بشيء مما يفتقدون...هوادجهم لاتعبأ بموتك بقدر ما ترسمك حامٍ لدربها في غدٍ تتوق أن تشتريه بذهبها المشحون بالسخام وبسجادات تصلي لله وماهي منه إلا بألفاظ اللغة بلا حياء..
نعشك يدور بين أيديهم وعطشك للحرية وماؤها ينادي جذورهم..يستنجد ببيارقهم وجحافل جيوشهم، التي أشهرت سيوفها في ليبيا والبحرين..لكنها تخذلك كل يوم ...لأنها تخشى أن ينقض الجار المَرصود على سكينتها...أو ينحرف وينجرف أبناء جلدتها عن طاعة أولي الأمر والنهي...أو ينزعج العم سام وأبنائه من حماة عروشها...فأنى لك يا ابن الشام أن تحصد ثمار ضحاياك؟ أنى لك أن تجد من يستجيب لصراخ ثكلاك ..فيهرع ليشارك في حمل نعشك..دون غايات أو مزاودات..فهل باتت الأخوة مصالح وإملاءات؟َ
محاصرٌ بدمك..محاصر بلقمتك..محاصر ممن يسموا أهلك...من عدو وغريب لايأبه لإنسانيتك..فارسٌ تمتطي جوادك منذ عامين...ولم تعرف حوافره إلا الجري وصعود القمم...سيفك مازال مُشرعاً يطلب الحرية ...ويُنشد الحق...يهفو لكسر قيوداً كبلت معاصم الصغار والكبار وأقفالاً كممت الأفواه عقوداً، فلماذا الجحود والنكران لمن يطالب بالعدل؟ لماذا لم تجد ــ حتى اللحظة ــ من يضع قيمة مابذلته في كفة ميزان أمام قُضاة سُجِلت لهم في دفاتر التاريخ صفحات من العدل والقسطاس؟ يلوون الحنك ويتلونون في اختيار الكلام...ليدرأوا عن أنفسهم عَتبَ مواطنهم والتاريخ...لكن عار تجاهل دمك سيظل يلاحقهم إرثاً وصرخة توقظ ربما ضمائرهم...ليعرف درب سوريا العيد والفرحة...إنما لا أضرب بالرمل، ولا أعلم متى يأتي يوم يقظة الضمير!...فهل كُتب عليك يابن بلدي أن يظل الموت مصيدتك اليومية؟!
ــ يوم عيد الأضحى 26/10/2012.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسؤول إيراني لرويترز: ما زلنا متفائلين لكن المعلومات الواردة


.. رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية يأمر بفتح تحقيق




.. مسؤول إيراني لرويترز: حياة الرئيس ووزير الخارجية في خطر بعد


.. وزير الداخلية الإيراني: طائرة الرئيس ابراهيم رئيسي تعرضت لهب




.. قراءة في رسالة المرشد الإيراني خامنئي للشعب حول حادث اختفاء