الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بأبتسامة أمل ..سنرسم حاضرا لطفولتنا المؤجلة أبدا

احمد ثامر جهاد

2005 / 3 / 7
حقوق الاطفال والشبيبة


كلمة ألقيت في حفل افتتاح أولى عروض مسرح الدمى في الناصرية :
بابتسامة أمل

- ها نحن هنا اليوم نجتمع ثانية في كرنفال مسرحي صغير يسعى بثقة نحو خلق بشائر للمرح والجمال والبراءة . ففي هذه المكان المتواضع سنمنح وقتنا الرمادي معنى إنسانيا ناجزا ، طاردين عن أنفسنا ساعات موحشة من التردد واللامبالاة .
وإذ نفتتح وإياكم العرض الأول لمسرح الدمى في الناصرية ، فإننا سندخل بمودة وسرور إلى نافذة المتعة العفوية . تلك نافذة تسدل الستار على عالم الكبار ، لنبحر فيها وإياكم إلى عالم الحكايات الجميلة والحكمة الخالدة ، عالم الخيالات والقصص والغناء .
- ربما سنترك صور الموت الوحشي وأخبار الدم العراقي النازف وذاك المراق عبثا ، خلف ظهورنا اليوم ، مانحين أطفالنا وارواحنا أيضا حق أن تتعلم الحياة بأكثر سبلها نبلا .
الطفولة اعني - لا ريب . والطفولة العراقية المعذبة هي ما اقصد حصرا ، تلك التي أودعت مستقبلها عنوة بين أيدي شياطين المقابر الجماعية وهم يسلبون بشهوة مقززة : الآباء والاخوة والأمهات . . يسلبون اللعب والذكريات والضحك .
- بزهو حضوركم الكريم ، نلتقي اليوم مع مشروع جديد لجماعة الناصرية للتمثيل ، الجماعة التي تتلاقى في مسيرتها فيوض بعض ذكرياتنا الجميلة ، وهي التي ما فتأت تجتهد بإخلاص لاثراء المسرح في مدينتنا على غير صعيد .
- في هذا العرض ثمة بذرة أولى ربما يقدر لها أن تثمر شجرة وارفة . هذا مشروع مسرحي جماعي يجعل من البراءة والإتقان ميدانا لمراهنته الفنية ، ويضحي ممثلوه وفنيوه بلذة ظهورهم العلني أمام الناس ، من اجل إسعاد هذه الطفولة وبث الابتسامة على شفاهها الوردية .
- ثمة دمى حية تتحرك وتتكلم وتعلمنا معنى الخير والشر ، ثمة جمال كامن في أن تلقننا هذه الكائنات الصغيرة درسا في كيفية الحياة ، نحن الذين فقدنا مسار بوصلتها لحين .
حقا أن مسرح الدمى ضرب من التضحية الخالصة . فاؤلئك أناس قبلوا أن يتواروا خلف دماهم ، بوصفها النجم الحقيقي لهذا المسرح الصغير ، ليقدموا افضل ما بمستطاعهم . لنرى أن شخصياتهم الفعلية لن يكتب لها التحقق ، إلا بالإقناع المشفوع بحركة هذه الدمية وصوتها المبتكر ، مثلما أن القدرة على الحضور الواهم للشخصية لن تصبح واقعا من دون امتزاج الممثل بدميته : عبر استنشاق هوائها وتكلم لغتها والنطق بلسانها وتحسس لذة فرائها الناعم .
هل جرب أحدكم أن يكون أسدا أو قردا أو ذئبا أو فأرة صغيرة حتى ؟
ما معنى أن تتلبس بإرادتك إحدى هذه الحيوانات ، فتنوب عن شخصها الواقعي ، وتستعير حياتها وأسرارها راسما مصيرها الممكن ؟ ثمة درس في الحياة والأخلاق والمعرفة ستجليه لكم الحكاية الرشيقة لتلك الدمية .
انبه إلى أننا من دون هدف واضح وقصد معلوم – بتعبير بريخت – قد نشوه ببشرية سلوكنا ونوايانا ، حيوات هذه الكائنات وهي الجارة العزيزة . مثلما شوهنا عن قصد أو غير قصد طفولة أبنائنا وإخواننا ، ناهيك عن طفولتنا المسفوحة هباءا على مذبح الحياء والاحترام وزيف القيم الاجتماعية المحافظة .
أرجوكم ، دعوا طفولتنا تمرح بلا قيود أو فروض أو محاكمات .
ولنفكر جميعا بشكل جدي بتطوير هذه المبادرة ، عساها تصبح يوما ما طقسا راسخا في مدينتنا يعلمنا قيم الطفولة والحياة معا .
ربما ستبدو الكلمات رمادية هنا ، لكن شجرة الحياة خضراء على الدوام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعرض على إسرائيل عدة أفكار جديدة كقاعدة للتفاوض حول الأس


.. Amnesty International explainer on our global crisis respons




.. فيديو يظهر اعتقال شابين فلسطينيين بعد الزعم بتسللهما إلى إحد


.. مواجهات واعتقالات بجامعة تكساس أثناء احتجاجات على دعم إسرائي




.. مراسلة العربية: إسرائيل طلبت إطلاق سراح 20 من الأسرى مقابل ه