الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدنية مصر بين مطرقة الدوله العسكريه وسندان الدوله الدينيه ؟!

عبد صموئيل فارس

2012 / 10 / 27
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


مدنية الدوله في مصر تصارع بين نموذجان لايختلفان كثيرا عن بعضهما البعض بل هم في شراكه واحده منذ انقلاب يوليو الي الان يتبادلان الادوار والمقاعد حسبما تقتضي الحاجه بين النموذجين فمع بداية سقوط الدوله العثمانيه في الربع الاول من القرن العشرين

اختمرة فكرة تكوين دوله اخري بنفس النمط تحتل بها احدي الدويلات الاسلاميه الصغيره الزعامه وتحل محل هذا الفراغ الذي حدث بسقوط دولة العثمانيين وهو ما فكر فيه الامام حسن البنا بعد أن اسس جماعته الدينيه ليكون لها دورا سياسيا داخل مصر بل وليمتد

الي بقاع اخري حول العالم يقدر بما يقرب من 44 دوله حول العالم منتشر فيها التنظيم الجماعي للاخوان المسلمين ولاقت فكرة البنا رواجا كبيرا في ذلك الوقت علي الصعيد الداخلي حيث الحاله الاقتصاديه المنهاره في مطلع ثلاثينات القرن الماضي وعلي الصعيد الدولي

حيث المد الشيوعي الذي كان يجتاح العديد من بقاع الارض فراقت الفكره للانجليز الذين مولوا التنظيم واحتضنوا الجماعه علي ارضية محاربة الشيوعيه ومن هنا كان التنظيم الاخواني في مستهل مشواره واستطاع اختراق بعض ضباط الجيش في ذلك الوقت وانتموا الي التنظيم وامنوا بأفكاره

ومن هنا كانت الشراكه الحقيقيه بين الدوله العسكريه بقيادة ضباط يوليو وبين الدوله الدينيه بقيادة مرشد الجماعه مع تغير الزمان والاشخاص وان كان في منتصف الستينات حدث انقلاب من عبد الناصر تجاه الاخوان وقام بتصفية العديد من كوادرهم وادخل منهم الكثير الي السجون

نتيجة محاولتهم المستمره للانقاض علي الحكم وتغيير دور القياده من العسكر الي المرشد ولكن مع حكم الرئيس المؤمن وهو ممن كانوا عاصروا حقبة البنا وكان شديد الاعجاب بشخصية الامام الراحل وعلي هذا الاساس اطلق العنان للجماعه واخرجها من السجون

في محاوله منه للقضاء علي المعارضه التي كانت تلبس ثوب الشيوعيه في هذه الفتره جاء الامر بدعوي من السفاره البريطانيه في القاهره التي كان لها دورا قويا علي الساحه المصريه مع انفتاح السادات علي الغرب وعشقه للحضاره الغربيه لما احدثته من طفره كبيره

داخل اوروبا والولايات المتحده الامريكيه واعتقد السادات ان سيستطيع السيطره علي الامر لكن اغتياله كان له تأثير كبير علي سير الامور فتعاطف الرأي العام مع الجيش واستكملت المسيره وجاء خلفه مبارك من داخل المؤسسه العسكريه

ليستكمل الامر ولكن بمنطق اخر وهو ان تكون السلطه بين يديه وسيترك لهم الشارع بين يديهم وهوما حدث فغابت دولة مبارك عن وعيها وانفصلت عن الشارع تماما وكانت الفرصه قويه لهؤلاء في الاستيلاء علي عقول ووعي المصريين من خلال منابر المساجد

والخدمات الاجتماعيه التي كانت تقدمها تلك الجماعه علي مدار عقود جعلت لهم ارضيه قويه داخل المجتمع المصري ومع خروج العديد من التنظيمات الاصوليه الاكثر تطرفا من رحم الجماعه وهو ما حسن من صورة الاخوان في الشارع اكثر بعد اعلانهم التوقف عن العنف

وظهور هذه الجماعات بقوه في تسعينات القرن الماضي وقيامهم بعمليات ارهابيه وتطور الامر الي ان طال المجتمع الغربي وقيام احداث سبتمبر الارهابيه والاعنف في تاريخ البشريه بعد تدمير برجي التجاره العالمي كان لابد من تغيير النمط التفكيري تجاه تلك الجماعات

الاصوليه وتحويل الامر برمته الي منطقة المنبع وهو ما جاءت به المخابرات الامريكيه تحت مسمي المراجعات الفكريه لتلك التنظيمات داخل السجون المصريه ونجحوا في تحويل انظار تلك الجماعات من الغرب الي الشرق بوعد ان يحصلوا علي السلطه

وغادرت كوادر كثيره الغرب وجاءت الي مصر كانت الشيخوخه دبت في النظام المباركي ومع تصارع السلطه داخل نظام مبارك بين قادة الجيش الذين لم يستصيغوا ان يكون رئيس مصر من خارج المؤسسه والشارع الذي كان قد وصل الي حاله مترديه للغايه

نتيجة سوء المعيشه والتجريف السياسي الذي مورس من قبل رجال مبارك فكانت ثورة يناير التي تطالب باحلام الشعب المصري في تحقيق عداله اجتماعيه وكرامه انسانيه استغلها عسكر مبارك للخلاص من كابوس التوريث بعد ان استعانوا بشريكهم الفعلي في الحكم

اعضاء تلك التنظيمات الاصوليه الاسلاميه ولم يتركوا مجالا لما يسمي الدوله المدنيه فسلموا مصر الي شركائهم واوهموا الشعب انهم لن يرتضوا ان يحكمهم شيوخ ولكن حينما تتحد المصالح والرؤي فكل شئ جايز واسقطوا مصر بين فكي ديكتاتورية العسكر وفاشية الدوله الدينيه مع ضمان

حقيقي لبقاء دولة العسكر خلف الساتر حتي تسترد عافيتها وبعدها تقوم باسترجاع سلطانها فالان مصر المدنيه التي يناضل من اجلها اغلب ابناء الشعب المصري بين فكي دولتين في ثياب دوله واحده الاولي عسكريه والثانيه دينيه تحكمهما شراكه ومصالح تاريخيه من الصعب التخلص منهما بسهوله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا.. مقتل 3 متظاهرين إثر احتجاجات اعتراضا على نتائج ا


.. شاهد | تجدد الاشتباكات بين الشرطة الكينية ومتظاهرين في نيروب




.. ماكرون.. بين مطرقة اليمين المتطرف وسندان تجمع اليسار


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: انسحاب أكثر من مئتي مرشح لسد




.. كينيا.. قوات الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين